الفصل الحادى عشر

5.3K 72 0
                                    

الفصل الحادى عشر
ناردين بصدمة : عمرو أنتَ مجنون يعنى إيه باباك هيكلم بابا
عمرو : زى ما سمعتى كفاية دلع أنا مش هستحمل تانى
تارك وأخدتيه وأنا ساكت بمزاجى لكن حد يتجرأ ويخطبك كمان دا اللى مش هقبله واعملى حسابك جواز على طول مفيش حاجة أسمها خطوبة تانى اتخطبنا زمان بما فيه الكفاية وشقتنا جاهزة يبقى جواز على طول
ناردين : طب حيلك حيلك أنت قررت وحددت وأنا أصلاً مش موافقة أرجعلك
عمرو : هترجعى يا ناردينتى بالذوق بالعافية بالخطف هترجعيلى
ناردين : يعنى أفهم أنك بتهددنى يا وافق يا تخطفنى
عمرو : افهميها زى ما عايزة تفهميها يا ناردين كفاياكى دلع صبرت عليكى كتير ....
ناردين بفرحة تحاول كبتها أنها استطاعت إغضابه : مفيش يا عمرو لا جواز ولا خطوبة ولا رجعة ليك من الاساس انسى انسى يا مورى
عمرو بتهديد خفى : أنتِ حرة يا ناردى أنا حذرتك واللى كان كان
ناردين وبدأت تغضب من عودة لهجته الساخرة والأمرة : روح شوفلك غبية غيرى تتجوزك يا بشمهندس ..سلام وأغلقت الهاتف قبل أن يجيبها
فازداد غضبه وحنقه فألقى هاتفه على الفراش بإهمال مردداً في خلجات ذاته : بكرا نشوف يا ناردينتى ....
..........................................
قبعت في غرفتها كعادتها منذ ما يزيد عن الشهرين
حزينة صامتة تنظر من خلف زجاج نافذتها شاردة
تنهمر سيول من الدموع حين يغيبون، حين تختفي حتى أطيافهم، يخنقنا الشوق يجثم بيديه على عنق الحنين، حتى تسقط لهفتنا صريعة لا حيلة لها
لا تتذكر سوى ليلتها المشئومة وكيف انتهى بها الحال لفتاة ذليلة تهاب المجتمع خاصة بعد كارثة التعدى عليها ..... بعد أن كانت مثال تحتذى به الفتيات في القوة والجرأة ....فهيئ لها عقلها أنها أصبحت محط سخرية وشماته الجميع وأن الجميع يبتعد عنها ويتقزز منها ما إن يعرف بما تعرضت له فقررت الابتعاد عن الجميع بمحض إرادتها قبل أن يبتعدوا هم عنها ........
جلس بجوارها على الاريكة يتأمل جمالها الذى فُتن به
مد يده يتحسس بشرة ذراعها الناعمة على حين غُرة فانتفضت ذعراً وفزت من مكانها فارغة فمها بضيق ...... ممكن أعرف إيه اللى نيلته دا
سليم بسخرية واضحة : كنت بتأكد الدراع دا حقيقى ولا دراع منيكان
رنا : هههههه لا خفيف تصدق
سليم بضيق ونفاذ صبر : أنا زهقت يالا نخرج نشم هوا
رنا بغير اكتراث : اخرج أنتَ أنا لسه تعبانة شوية وهنام
سليم ليزيد من رهبتها : ومين قالك إنى هسيبك في الأوضة وحدك اختارى يا نخرج سوا يا نفضل هنا سوا وساعتها مضمنش نفسى ممكن أعمل في مراتى الحلوة إيه
لترتعب وتتوتر : لا نخرج هجهز نفسى وفتحت الخزانة وتناولت بعض ملابسها ودلفت المغسلة لتبدل وسط سخريته الواضحة منها
بعد قليل خرجت من المغسلة ترتدى فستاناً صيفياً فضفاضاً انبهر من روعتها بالفستان الذى يبرز خصرها النحيف عند الوسط ففرغ فاهه وتحدث في خلجات نفسه :لأمتى هقدر أقاوم الجمال دا ...
فتنحنحت قائلة وهى تلف حجابها أنا جهزت ...
فابتسم قائلاً : وأنا هدخل أتحمم الأول ....
دلف المغسلة وتحمم وخرج يلف المنشفة حول خصره وينفض الماء عن شعره الأسود المسترسل الذى يصل لأسفل أذنيه فسليم يهتم كثيراً بهيئته وبخاصة شعره ...
انتبهت وقد كانت تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز حتى يخرج
استدارات لتراه بهذا الشكل
بجسد رياضى وعضلات بارزة بشرة مصرية قمحية وطولٍ فارع
شعرٍ أسود ناعم ينفض عنه الماء فانبهرت من وسامته التى ذابت بها وقت صباهما قبل أن ترى وجهه الأخر وجه "زير النساء " خجلت فاستدارت تخبئ وجهها بين كفيها :ما تحترم نفسك ازاى تخرج كدا
سليم وعلى وجهه ابتسامة ثقة زائدة : والله لو مراتى كانت جبتلى هدومى مكنتش خرجت بالشكل دا
رنا وهى مستديرة تعطيه ظهرها : نعممممم ليه هوأنتَ متعود يجيبولك هدومك نوغة أنتَ متعرفش تاخد هدومك معاك
ليغتاظ من كلمتها فيقترب منها ويرفعها من الخلف على حين غُرة من خصرها عالياً وهى تجلس بالأريكة بيديه القويتين لتلتصق به خجلة ومرتابة من الخطوة التى قد يقدم على فعلها بها فاستدارت فصرخت بدون وعى ليسكتها بقبلته الأولى وسط ضربات كفيها الصغير لصدره محاولة إبعاده عنها ولكن فرق القوة وضخامة جسده عنها كانت الفيصل لصالحه .....
انتفضت لها أوداجها وارتبكت وازدادت ضربات قلبها حتى كاد يخرج من صدرها ولم تحرك ساكناً حتى تركها بعد أن طارت عالياً لأول مرة في سماء العشق وذاق عسل شفتيها المكتنزتين فازداد غروره من قرب استسلامها له فتركها واتجه للخزانة وبدأ يرتدى ملابسه تاركاً إياها تقف فزعة تتحس بأصابعها شفتيها مكان قبلته وهى بعالم أخر مصدمة من فعلته الغير متوقعة ولكنها لم تعترض البتة أو تتشاجر معه فقط متسمرة مكانها بعالم أخر لم تطئه من قبل .......
حتى انتهى من تجهيز نفسه فاقترب منها قائلاً بسخرية من ذهولها للأن من قبلته : يالا ولا تحبى أعيدلك العرض تانى وساعتها هيبقى عرض بجد ........
فانتفضت ذعراً وهرولت ناحية باب الغرفة وسبقته وسط ضحكاته الواثقة المغرورة مما أشاعه بنفسها من شوق ممزوج بالذعر من مجرد قبلة ....
..........................................
كانت قابعة بغرفتها بحزنها عندما طرق والدها الباب فكفكفت دمعاتها سريعاً وقالت : اتفضل يابابا
دلف كمال غرفة ابنته بحزن وقلبٍ يتألم من رؤية عينيها المتورمة من بكاها فجلس على حافة فراشها قائلاً : لأمتى هتفضلى كدا يا بنتى ؟
اشاحت بوجهها وعادت لتنظر من زجاج نافذتها للفراغ
ليكمل كمال بحنو الأب : يا بنتى أنا مش هعيشلك العمر كله أنا مش قادر اتحمل فكرة إنى لو مت هسيبك في الدنيا دى بخوفك دا
شاهندا وتقترب وتجثو على ركبتيها مقبله كفى والدها : بابا أوعى تسيبنى أنا ماليش غيرك
كمال بعينٍ دامعة : يا بنتى أنا عايزك ترجعى لحياتك الطبيعية من تانى ترجعى بنتى الجدعة اللى مبتخافش من حد مش شاهندا اللى بتختفى حتى من أقرب الناس ليها
شاهندا : مش هقدر يا بابا أشوف في عيون الناس اللى بحبهم شفقة أو اشمئزاز من اللى حصلى
كمال : اللى حصلك قضاء وقدر والكلاب اللى عملوا كدا اتحبسوا يا بنتى بعد ما قلتى عنوان الشقة وقدروا يجيبوا الكلب اللى عمل فيكى كدا هو وأصحابى أهو القانون خدلك حقك ودا مش ذنبك
شاهندا : بابا بلاش تضغط عليا أنا مش هقدر أواجهم تانى
كمال : وهو ذنبه إيه ؟
شاهندا برجفة وارتياب : مين حضرتك تقصد مين ؟
كمال : أقصد حازم يا بنتى اللى بيعشقك وأنتِ بقالك شهور حتى مقابلة مش بتقابليه
شاهندا لتتهرب من الرد : بابا إيه اللى حضرتك بتقوله دا عشق إيه وكلام فاضى إيه
كمال وهو يقترب من ابنته ويرفع وجهه لمستوى عينيه : يعنى أنتِ مبتحبهوش ؟
شهندا بصدمة من كلمات والدها : ..........
كمال : بس هو بيموت فيكى عشان تعرفى أنا لاحظت إعجابه بيكى حتى من قبل البطولة وهو صارحنى بدا وقالى إنه حابب يخطبك بس هو مش جاهز مادياً وبعد البطولة بقى بيشتغل فترتين في الجيم عشان يقدر يغطى تكالتكاليف جوازه في فترة قياسية وأنا لاحظت انسجامك معاه بس بعد ...وتتحشرج الكلمات بحلقه ...بعد اللى حصلك أنتِ بعدتى ...روحتى في عالم تانى وبقيتى تخافى حتى من نفسك
شاهندا : بابا مينفعش صدقنى
كمال : إيه هو اللى مينفعش
شاهندا وتتساقط عبراتها الحارة وتهدأ نبرة كلماتها : مينفعش يتجوز واحدة زيى أنا منفعهوش
كمال : وأنتِ ذنبك إيه ولعلمك وأنا في المستشفى حازم أكدلى تانى أنه مش هيسيبك حتى بعد اللى حصلك دام كنش ذنبك يا بنتى ولا ذنبه هو كمان أنه خرج لقى نفسه متربى في ملجأ
أنتوا ظروفكم شبه بعض
وبتحبوا بعض حتى لو أنكرتوا وأنا بقولهالك يا بنتى
متضيعيش حب كبير منك عشان تفاهات في دماغك هو بيعشقك ويومياً بيكلمنى يطمن عليكِ لأنك ببساطة لما بيجى بتحبسى نفسك فقرر ميضايقكيش ويفضل بعيد لغاية ما تهدى وكمان هو اللى جبلى عنوان الدكتور اللى بتابعى معاه دلوقتى
شاهندا : لا لا مينفعش أنا مضمنش لو اتجوزنى ممكن يذلنى بالحاجة دى وأنا مش هستحمل
كمال : ألغى عقلك الحجر دا مرة وخلى قلبك يوجهك
اسمعى قلبك واللى يقولك عليه اعمليه ولو لمرة واحدة في حياتك ....
....................................
رأى دموعها المخفية خلف هالاتٍ سود ! شعر بأن قلبه لو اتيحت له فرصة ضمها لن يتردد لحظة واحدة ! وسمع حشرجة صوتها وهو تغالب شعور البكاء فقط لينطق الحرف الأول من اسمه وهى تنظر له سرحة كمن تريد الهرب من أحزانها إلى أعماق قلبه تختبئ هناك ...حيث تجد الأمن
نظرت بدموعٍ حبيسة وبادلها نظرات اشتياق تخطت الشهرين .....
اقتربت بخطوات متثاقلة تقدم قدم وتؤخر الأخرى ناحية حلبة الملاكمة التى يقف وسطها غير واعى لما يراها "أيعقل أن حبيبته أمامه الأن "
ليختفى الناس من حوله ويختفى النادى ولا يرى إلا خطواتها المتثاقلة تدلف الصالة الرياضية باتجاهه
نعم شحبت ونحفت كثيراً ذبلت وردتى البيضاء ......
خلع عن يديه القفازات سريعاً عند اقترابها منه ليبسط يده بلهفه لاحتضان كفها ليتأكد مما يرى بعينيه
دون أن تتفوه بكلمة بسطت يدها لتصافح يده المبسوطة ناحيتها ليتدفق الشوق لكفيهما المحتضنان بقوة كمن يخف أن تتبخر من أمامه إن ترك كفها
لينطق أخيراً بشوق يفتك بقلبه البائس : عاملة إيه ؟
شاهندا بمشاعر مختلطة : الحمد لله وأنتَ عامل إى ؟
حازم بشبح ابتسامة : مشتاق لنظرتك
شاهندا وتشيح بنظرها بعيداً :.............
حازم ويعيد وجهها بكفه ناحيته : أرجوكى متحرمنيش من عنيكى بقالى شهرين هموت وأشوفهم متبخليش عليا دلوقتى
شاهندا : بابا برا بيركن العربية قالى اسبقينى
حازم : يعنى مش جايه برضاكى
شاهندا : حازم خلى اللى في قلوبنا جواها لو خرج منها هيحرقنا
حازم بأسى : أنا بتحرق لما بشوف النظرة دى على عيونك لما بشوف وردتى دبلانة كدا
ليقاطعهم صوت كمال الذى دلف الصالة للتو متعمداً التأخر قليلاً : صباح الفل يا حازم
ليستدير حازم مرحباً بكمال بعد أن يهبط عن حلبة الملاكمة : صباح الفل يا كابتن نورتنا
كمال بغمزة : أنا اللى نورتك برضو ماشى يا حازم
حازم يبتسم ولا يعلق فقط لا يستطيع أن يشيح بنظره عنها فقد اشتاق لطلتها للغاية ....
........................................
في منزل عائلة الألفى
بالتحديد في منزل والدة سليم الألفى
في احدى غرف المنزل الكبير تقبع فتاة العقد الثانى بغرفتها تلعب بخصلات شعرها الهائج كمزاجها تقريباً تهاتفه بلطفٍ كبير
وعد شقيقة سليم الصغرى بمزاج متقلب كشقيقها اعتادت الحياة الرغيدة والثراء الفاحش .... برغم انه لا ينتمى للطبقة الارستقراطية إلا انه عشقه يجرى بها مجرى الدم ...سحرها بملامحه الحادة ومزاجه الحاد
وعد بنبرة هادئة : تعرف لو ماما شافتك هتوافق أنها تجوزنى ليك على طول
ليقهقه وليد ساخراً : للدرجة دى أنتِ واقعة وعايزين يزيحوكى من وشهم
وعد : ههههههههه لا بس ماما دايماً بتقولى أنتِ لازم تتجوزى واحد يديكى على دماغك الطيب مينفعش معاكى
وليد : متقلقيش انا من ليلة الفرح هسلم على وشك
وعد : وأهون عليك يا لودى
وليد : إيه لودى دى اسمى وليد يا بنت الذوات انطقيها صح بدل ما أكسرلك دماغك
وعد : بحبك يا وليد لودى ههههههههههه
وليد : يا بنت المجانين بردو لودى .......بس أعمل إيه بس أما أشوفك يا ست وعد
وليد معيد بكلية وعد رأته ذات يوم تعرفت عليه من خلال احدى صديقاتها فجذب انتباهها للوهلة الأولى وتوطدت علاقتهما سريعاً حتى أصرت على ترك جامعتها الخاصة الدولية والتحقت بجامعة حكومية وأضاعت من عمرها عاميين لتكون بجواره في الجامعة التى يعمل بها كأستاذ مساعد يحضر للدكتوارة الن ويحاضر بالكلية التى تدرس بها وعد الأن ......................
ليقاطعها صوت شقيقتها الأكبر ياسمين
دود ودودو أنتِ صاحية ؟
لتنفعل وعد من المقاطعة الغير محبذة : لا نايمة
ياسمين : تعالى يا وعد هوريكى حاجة اشترتها تعالى يالا
وتخرج ياسمين من الغرفة وتلحق بها وعد بعد أن ودعت وليد مؤقتاً
تجلس ياسمين بغرفة المعيشة بجوار والدتها التى تحتضن حفيدتها ذات العاميين
فتقول وعد : نعمين يا ست ياسو قفلت مع صاحبتى وجيتك أهو عايزة منى إيه ؟
ياسمين : بصى دا
وعد فارغة فمها : وااااااااو دا تحفة يا بنت الإيه ذوقك تحفة جبتيه منين
ياسمين : لا مش أنا اللى اشتريته دا عز اشترهولى قالى احضرى بيه حفلة تبع شغلهم مهمة ومصمم ياخدنى معاه وأنا مبحبش جو الحفلات دا
وعد : والله كتر خيره عز مستحمل بلوى أنتِ بالظبط عاملة زى الكوبة اللى سليم اتجوزها
لتنهرها والدتها : وعد احترمى مرات أخوكى في غيابها وبعدين متنسيش دى بنت خالتك قبل كل شئ
وعد وهى تلوى فمها ضيقاً : بنت خالتى طيب الفستان جميل يا ياسمين وروعة كمان اسيبك أنا بقى عندى مذاكر ة
والدة سليم : واضح عليكى المذاكرة أوى دا أنتِ مبتسيبيش الزفت الفون من ايدك
لتتأفف وعد وتدلف غرفتها وتوصد الباب وتعيد مهاتفة وليد ...
................................
في شرم الشيخ وقرب الشاطئ تقف مغمضة العينين تستمتع بيود البحر وبالنسمات العليلة
ليقف متأملاً هدوئها وملامحها التى انطبعت بذاكرته منذ ليلة أمس
فيصدر صافرة فتفزع وتقترب منه
فيقهقه قائلاً : هههههه في إيه مالك
رنا : سمعت حد بيصفر فخفت
سليم : أنتِ اتجننتى يا رنوشتى حد هيجرأ يعمل كدا وأنا واقف جنبك دا كنت قتلته
رنا : أمال إيه الصوت دا
سليم : دا انا كنت بعاكس مراتى الحلوة
فتغتاظ وتبتعد عنه نسبياً وتجلس على الرمال تعبث بها
في صالة الجيم .....
شاهندا بأنفاس متقطعة : بابا حرام عليك تعبت من التمارين
كمال : ها بقيتى كسلانة فين بنتى الجدعة اللى أقوى من الواد دا اللى واقف يتفرج علينا هناك ويشير ناحية حازم فيبتسم حازم ويقترب : معلش يا كابتن سيبها النهارده هى بقالها فترة متدربتش وتعبت
ليلتفت كمال : دا قانونى أنا اللى بدربهم يسمعوا الكلام وينفذوا أوامرى
حازم :طب يسمحلى الكابتن أنى أنا أدرب بنته ويلتفت ناحيتها فيراها خجله فارغة فمها من جملته
فيتدارك كمال الموقف قائلاً قبل أن تغضب ابنته أو تعود لانطوائها : بنتى أقوى منك يا حازم ميغركش سكوتها دى قوية وضربتها توقع الأسنان
فتبتسم شاهندا من جملة والدها قائلة : لا بجد أنا تعبت النهارده هروح أخد شاور وأغير وارجع تكون حضرتك جهزت عشان نروح نتغدى أنا واقعة من الجوع
فيبتسم كمال بعد ذهابها : بتقول جعانة يا حازم بنتى بقالها شهرين بتلعب بالاكل بس الحمد لله يا رب الحمد لله
حازم بخفوت : ما طبعاً بعد ما هديت حيلها في التمارين مش بعيد تاكلك أنتَ من الجوع
فينتبه كمال قائلاً : بتقول حاجة يا حازم
حازم : بقول إنى عازمكم عالغدا أى رأيك يا كابتن ؟
كمال : موافق بس العزومة على حسابى بمناسبة أن بنتى البطلة رجعت تتدرب تانى
.......................................
كانا بأحد المطاعم التى تطل مباشرة على شاطئ البحر يتناولان وجبة الغداء عندما وصلته رسالة من عاهرته كان نصها " كفاية بقى ارجع وحشتنى أوى "
في البداية لم يعر رسالتها أى انتباه فأعادت إرسال رسالة بكلمات خارجة له
تعبر عن رغبتها بعودته فاندمج معها وتبادلا الرسائل متجاهلاً زوجته البائسة بالمرة
كانت بخلجات ذاتها تموت قهراً فهى أدركت من ابتسامته وهو يعبث بهاتفه ويكتب أنه يحادث احدى عشيقاته فكتمت غيظها وانسدت شهيتها واستدارت نصف استدارة تتابع تدافع موجات البحر الغاضبة كعقلها تماماً
ليظل برسائلة مع جيجى زوجته السريه بورقة زواج عرفى ....
لينهض بعد وهلة ويستأذنها متعللاً بمكالمة ضرورية وهى على يقين بمكالمته لفتاة ما ولكنها لم تبالى بما سيفعله وما يفعله فكيف لها أن تغير من طبع زير نساء وحشٌ بشرى ... فاستسلمت وصمتت ولم تعلق على أفعاله التى باتت واضحة جلية لها .......
..........................................
في المساء وعقب استسلامه لنوم طويل على الأريكة تسللت من فراشها وكان الفضول يقتلها لترى مع من كان يتحدث ظهراً فتناولت هاتفه ودلفت المرحاض وبهدوء ممزوج بالريبة أن يراها فتحت هاتفه لتصدم بكمية البذائة المكتوبة التى يتبادلها مع فتاة ما ....ترقرقت دمعاتها أسفاً على حالها ووضعها التى أجبرتها والدتها عليه أن تتزوج من زير نساء لا تكفيه واحدة ........ كفكفت دمعاتها وأقسمت لذاتها ألا تقبل بهذا الوضع وتستغل أقرب فرصة لتتخلص من ذلك المقزز
فعادت ووضعت الهاتف بمكانه وفتحت باب الشرفة وخرجت لتجلس في الشرفة تفكر ملياً في وضعها معه .......
ترسل الشمس أشعتها الذهبية معلنة عن بدء يوم جديد .....
تسلل الضوء من النافذة ليداعب عينيه فيفيق ويتقلب بنومته ببطء ليفاجأ بها تجلس على حافة الفراش ترتدى ملابسها كاملة وبجوارها حققيبة ملابسها .....
فزفر ضيقاً وقال : إيه النظرة اللى على خلقتك دى عالصبح الناس تقول صباح الخير مش تكشر بالشكل دا
رنا بملامح باردة : هنرجع القاهرة حالاً يالا قوم غير هدومك وجهز شنطتك
سليم وينهض فزعاً : ليه خير في إيه حد حصله حاجة
رنا : لا بس أنا قررت كفاية كدا عايزة أرجع
سليم : ليه دا احنا مكملناش أسبوع
رنا ونهضت من مكانها وتبدلت معالم وجهها للاقتطاب : اسمع أنا راجعة يعنى راجعة أنتض عايز تقعد اقعد هرجع وحدى
فينهض من الأريكة غاضباً : وإن شاء الله أنتِ هتمشى كلمتك عليا
رنا : شيل ايدك عنى قلتلك ميت مرة
سليم : استغفر الله العظيم اللهم طولك يا روح أنا عامل حساب إنك بنت خالتى ولولا كدا كنت علمتك الأدب من أول ليلة لينا
رنا : فكراها متقلقش الليلة اللى ضربتنى فيها بصراحة بحييك على رجولتك الزيادة معايا
سليم وازداد ضيقاً فتركته ودلفت الشرفة ودلف هو المرحاض
بعد حوالى الساعة كان قد تجهز وحجز بالرحلة الجوية المتجهه للقاهرة ...
.........................................
في منزل والدة سليم ......
والدة سليم محدثة الخادمة : مش عايزة حاجة تنقص سليم ومراته راجعين النهارده من السفر وأنا عزمتهم هيتغدوا معانا
لتستمع لها وعد وهى تمر بجوارها : ماما بجد سليم راجع النهارده
والدة سليم : أه كلمنى قالى انهم هيرجعوا النهارده
وعد بخفوت : قلت كدا مش هيستحملها أكتر من أسبوع
........................................
في حوالى الثالثة عصراً
وصل سليم ورنا لمنزل والدته بعد إصرارها على تناولهما الغداء معها
رحبت والدة سليم بحرارة بابنها وزوجته ابنة شقيقتها وكان بزيارتها ابنتها الكبرى ياسمين وزوجها عز الذى يدير مجموعة شركات سليم وشقيقاته عقب وفاة والده وعزوف سليم عن الشغل الادارى فسليم بالكاد يذهب مرة اسبوعياً للشركة ويتحمل المسئولية كاملة عز الدين الذراع الأيمن لوالد سليم وزوج ابنته والمسئول الأول بالشركة عقب وفاة والد سليم ....
.....................................
تناولا غدائهما وأصر على الانصراف لمنزله بحجة عناء السفر
وصل لمنزله الفخم المكون من شقة بطابقين وبها أرقى الاثاث والمفروشات
ما إن دلف المنزل حتى اتجه لغرفته وتحمم وأبدل ملابسه وتركها دون كلمة وبعد حوالى الساعة هبط متأنقاص فرمقته بنظرة ساخرة فحدثها قائلاً : هتحتاجى حاجة وأنا راجع ؟
فردت بنبرة ساخرة : أه سلملى عليها ؟
فارتاب سليم قائلاً بتحشرج : مين دى ؟
رنا بنظرة باردة تصوبها ناحيته : حبيبتك اللى خدمتك وجبتك من شرم عشان متسبهاش وحدها ...بصراحة صعبت عليا خصوصاً أنها قاعدة دلوقتى على السرير مستنياك
ليرتاب ويبدأ باظهار غضبه ليخفى أفعاله : أه وأنتِ كنتِ بتفتشى في فونى مش كدا يا محترمة
رنا : يوووه أنتَ لسه واقف يا سولم روحلها حبيبى متخلهاش تستنى أكتر وأبقى سلملى عليها
سليم : رنا أنتِ مجنونة ؟
رنا : لا مش مجنونة بس قرفانة منك
قالت جملتها وصعدت الدرج دون أن تنظر خلفها لممنظره المتسمر مكانه من ردة فعلها الغريبة فقد توقع ان تهيج وتغضب خاصة أنه قصد أن يترك هاتفه ليلتها دون كلمة سر لأنه رأى مدى ضيقها بالمطعم وقصد أن تغير برؤية الرسائل لعلها تتحدث معه وتواجهه فيكسر الجليد بينهما ولكن حدث النقيض وتقززت منه أكثر ولم تكترث لأفعاله " تُرى ماذا تخبئ لى كيف تتصرف ببلادة بهذا الشكل ؟
..........................................
في احدى الجامعات الحكومية
كانت تتوسط صديقاتها تعرض عليهم ألبوم صور زفاف أخيها الوحيد عندما رأته قادماً ناحيتها فخطفت الألبوم من صديقاتها وجرت باتجاهه
وليد : مروحتيش ليه لدلوقتى ؟
وعد : مستنياك تخلص السيكشن اللى بتديه وقلت نروح سوا
وليد : طب يالا بينا
وليد : إيه اللى في إيد ك
وعد : دى صور فرح سليم البنات كانوا بيزنوا عايزين يشوفوا مين الحورية اللى خطفت قلب سليم الألفى
وليد : وأنا كمان عايز أشوف الحورية دى
وعد : يا سلام هو في حورية غيرى في عنيك وقلبك ؟
وليد : لا طبعاً أنتِ مش حورية انتِ ولا بلاش
هاتى وفتح الألبوم ليصدم ويجحظ عينيه قائلاً : معقولة رنا ....

رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن