الفصل الثالث عشر
فى احدى المقاهى كان يجلس حازم والكابتن كمال يتحدثان فى أمرٍ ما ...
كمال : حازم أنتَ متأكد من طلبك دا
حازم : طبعاً يا كابتن وحضرتك عارف إن لولا اللى حصل كان زمانى خطبتها من بدرى
كمال وتتغير نبرته للحزن وتتحشرج الكلمات بحلقه عند ذكر حادثة ابنته : بس ....بس الكلام دا كان قبل الحادثة يا حازم
حازم بثبات : كابتن أنا أكتر واحد عانيت من القصة دى بشكل غير مباشر وتهدأ نبرات صوته " أنا لا أعرفلى أب ولا أم يمكن لو المجتمع أنصف اللى حملت فيا مكنتش رمتنى قدام ملجأ مجتمعنا ظالم بيعاقب الضحية ويسيب المجرم
كمال ويقطب جبينه : يعنى أنتَ عايز تتجوزها شفقة
حازم :أكيد لا وأنا كلمت حضرتك قبل كدا أنا حبيت بنتك يا كابتن وبطلبها على سنة الله ورسوله
كمال : مش عارف أقولك إيه ؟ ادينى فرصة افاتحها فى الموضوع بس أنا خايف ترجع تقفل على نفسها تانى يمكن تفتكر إنك بتعمل كدا علشان تدارى على ........ واجهش لأول مرة كمال بالبكاء
ليمسك بكفه حازم : كابتن أنتض فى مقام أبويا وأنا مقدرش أشوف أبويا ضعيف قدامى
كمال : قطمت ضهرى يا حازم قطمته ... انا عشت عمرى كله بخاف عليها من الهوا الطاير ولما مامتها اتوفت زاد خوفى عاملتها على أنها ولد مش بنت شجعتها متخافش من حد تبقى جريئة كنت فاكر كدا بحميها اتارينى ضيعتها جرئتها وشجاعتها الزايدة هما اللى وصلوها لكدا
حازم : بس هى جناح مكسور يا كابتن هى بنت قبل كل شئ واللى حصلها مش بايدها الحيوانات ولاد .... ويجز على أسنانه ضيقاً وغضباً ......
كمال : اديها فرصة يا حازم تخرج من أزمتها الأول وبعدين اعرض عليها الجواز أنا واثق من بنتى لو عرضت عليها الجواز دلوقتى هتفتكرك شفقان عليها ومش هتوافق وهتبعد تانى ادى فرصة لجروحها تشفى
..........................................
فى منزل والدة سليم
والدة سليم : هههههههههههههههه كل دا عملته ياس وفى الحفلة معاك ليه كدا يا بنتى
عز زوج ياسمين : شفتى يا طنط مش عارف اعمل إيه مع بنتك فى وسط الحفلة وهى بتزن يالا نمشى يالا نمشى بجد احرجتنى جامد حفلة بيحضرها رجال الأعمال وزوجاتهم وأنا بحضر بصفتى مدير الشركة وهى تقولى نمشى
لتتدخل والدة سليم : متقلقش أهو سليم اتجوز وهيستلم الشركات ويريحك شويه من ضغط الشغل
ليغتاظ عز وبشدة فهو من أبعد سليم عن جو العمل بتشجيعه على التسلية وترك العمل له وبسبب أخلاق سليم الانفلاتيه ترك عناء العمل ودار خلف ملذاته من النساء
ليقطع عليهم طرقات قوية وكبيرة على الباب
فيفزع الجميع ويهرولوا ناحية الباب فكانت والدة رنا تنتحب : بنتى بنتى الحقونى رنا واقعة فى المطبخ ومتلجة مش بتفوق
ليهرولوا جميعاً لشقة سليم فى الطابق الأعلى ويجدوها ملقاة أرضاً فحملها عز بين ذراعيه ودلف بها المصعد ومنه لسيارته والمشفى وبرفقته الجميع عدا سليم ....
..................................
فى الطريق للمشفى
ياسمين بقلق : متقلقيش يا خالتى إن شاء الله هتبقى كويسة
لتتذكر والدته : سليم ...سليم فين ؟
والدة رنا ببكاها : هى قالتلى نزل يشترى حاجة وراجع فتخرج والدته هاتفها وتهاتفه
يرن هاتفه عدة مرات وأخيراً يجيب : أيوا يا ماما
والدة سليم بغضب : أنتَ فين ؟
سليم بتأفف : أوووف هى لحقت تشكيلك منى بنت أمها دى
لتهمس له والدته : ماشى حسابك معايا بعدين يعنى أنتَ السبب فى اللى حصلها ؟
سليم وبدأ القلق يتسرب إلى قلبه : حصالها تقصدى إيه أنا سايبها كويسة
والدة سليم بلهجة أمرة : بسرعة حصلنا على مستشفى .... احنا فى الطريق واخدينها
ليضغط على المكابح مرة واحدة فتقف السيارة محدثة صرير عالٍ : إيييييييييييييه مستشفى ماما رنا مالها جرالها إيه ؟
كان عز وقتها وصل المشفى ويهم بحملها لإدخالها فقالت والدة سليم : براحة عليها يا عز شيلها بالراحة
كان مازال على الهاتف فصرخ بقوة : إيه عز معاكم ابن ........ويضرب بيده على المقود بجنون إإإإإإإإإإإإإإإإإإإإإ بغيظ وقاد سيارته بسرعة جنونية للمشفى
دلفت المشفى وعاينها الأطباء ووضع لها محلول وعاينوا حالتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية
..........................................وصل في وقت قياسى للمشفى وبحث عن غرفتها كالمجنون وما إن واستعلم عن غرفتها دلف كالمجنون يقوده جنونه إلى حيث لا يدرى ارتابته مشاعر مختلطة قلق عليها خوف غيرة شك لا يعلم ما أصابها وكيف ولمَ يحملها عز بين ذراعيه حقاً كاد عقله ينفجر حوريتى الصغيرة يحملها رجلاً أخر غيره وخاصة عز رفيق دربه وشبيهه في المنكرات والنساء
حدثه شيطانه ربما حملها بغير احتشام ربما لم تكن ترتدى حجابها ربما وربما وربما كامجانين يقوده شيطانه حتى دلف غرفته ورأها تتمد على الفراش وبيدها كالونة والجميع وأولهم عز حولها ......
هرول ناحية فراشها ووقف على رأسها يقبله بشوق لم يعرف من أين أتى به ولسانه يعجز عن النطق فإن تحدث سيسبقه ذراعه ويلكم زوج أخته الذى تجرأ وحملها فعقله المريض هيأ له تمت ولا يحملها رجل أخر بين ذراعيه إنها حقاً الحب الأنانى المفرط
أما هى ما إن رأته حتى استدارت الناحية الخرى تخفى غضب عارمة خلف ملامحها الباهتة ليقترب منها هامساً : حمد الله على سلامتك
رد بضيق مكتوم : الله يسلمك
والدته بغضب وتقترب منه : تعالى برا عايزة اتكلم معاك
خرجت وابنها من الغرفة
والدته بغضب : ممكن أعرف نيلت إيه ؟
سليم : ويفهم ما ترمى إليه والدته فقد اعتقد أن رنا قصت على والدته أمر رسائله مع جيجى في شرم الشيخ
فزم شفتيه ضيقاً : ماما لو سمحتى ما تدخليش بينى وبين مراتى
والدته : سليم ما تخلنيش أندم إنى عملت المستحيل عشان أخليهاتتجوزك قلت يمكن تتلم وتبطل سرمحة بس الواضح عن ديل ال.... عمره ما يتعدل لما مكملتوش أسبوع وعملت كدا غيه فراغة عين وبس
سليم : ماما الموضوع مش زى ما حضرتك فهمة
والدته : لا أنا فهماك كويس يا ابن بطنى اسمع يا سليم أنا صبرت عليك كتير وكل يوم بقول بكرا يعقل بس ورحمة أبوك لو ما اتعدلت وعاملت رنا كويس ورجعت مسكت الشركة تانى وانتبهت لشقا وتعب أبوك الله يرحمه لأكون أمك ول عايزة أعرفك لغاية ما أموت ولو مت حتى دفنتى متحضرهاش
..........................................
في غرفة رنا
عز منسحراً بجمال رنا التى يلحظها لأول مرة عن قرب حتى في زفافها من سليم لم يتمكن من رؤية عن قرب جيداً رأها كملاك برئ وقع في براثن سليم زير النساء الذى يعلم عن خباياه وقائمة نسائه أكثر من ذاته فعز يشبه سليم إلى حد كبير في عشقه للنساء ولكن عز يفصل العمل عن حياته الشخصية فيهتم بعمله صباحاً وبنسائه ليلاً دون علم زوجته البلهاء
فابتسم ناحيتها قائلاً : ألف سلامة عليكى قلقتينا أوى
رنا بابتسامة باهتة : الله يسلمك
وقتها كان سليم يدلف فلمح ابتسامتها لكلمات عز فاغتاظ واتجه ناحيتها ليكمل عز موجهاً كلماته لسليم : إيه يا عم سليم حد يبقى معاه القمر دا في البيت ويسيبها ويخرج مالكش حق دى لو مراتى مسبش البيت لحظة
فقبض سليم بقوة على يديه وقطب جبينه ولم يعلق واكتفى بنظرة توعد لعز
بعد مرور الساعة تقريباً وبعد اجراءعدة تحاليل طلبها الطبيب سُمح لرنا بمغادرة المشفى
رنا بوهن : يالا خلينا نمشى أنا بتخنق من المستشفيات
عز : طب أنتش بقيتى كويسة حاسة بدوخة تانى ولا حاجة
ليرمقه سليم بحدة ويتدخل تلك المرة : جرى إيه يا عز ما تهتم بمراتك أحسنلك وخف ها
ليتراجع عز عن أفعاله المستفزة مؤقتاً ....
تنهض رنا عن فلااشها بوهن فيقبض على كفها قائلاً : بالراحة متقوميش كدا هتدوخى تانى
رنا وترمقه بنظرة نارية لم ينتبه لها أحد قائلة وهى تجز على أسنانها : متقلقش أنا كويسة
لم يمهلها إكمال جملتها وحملها بين ذراعيه قائلاً : مراتى الحلوة تعبانة ولازم متتعبش نفسها بالمشى
لتغضب قائلة : نزلنى
لم يعر كلامها انتباه وطلب من والدته فتح باب الغرفة وخرج في طريقه حيث يصف سيارته
كان خفيفة كالفراشة بين ذراعيه برغم المحاليل والمشفى إلا أن رائحتها العبقة كالياسمين علقت بأنفه منذ حملها بالخيمة البدوية في شهر عسلهما
رائحتها كالياسمين بلى أطيب من الياسمين أه يا حورية قلبى لو تطهريه من النساء بعد احتلالك لقلبى رغماً عنى لم أعى بعشقى لكِ سوى اليوم أهٍ يا نسمة خفيفة هبت بقلبى كنت أسخر من العاشقين حتى رأيت حوريتى أعشقكِ وستنسى ماضيا وسأبدا معكِ رحلة بيضاء أبدأ من جديد
كان سليم يتحدث في خلجات ذاته وهو يحملها بين ذراعيه خارجاً بها من المشفى .........أدلفها سيارته وأجلسها بالمقعد الخلفى عقب إصرارها على ذلك جلست بجوارها والدتها وبالمقعد الامامى بجواره والدته ...........
وصل لبنايته وأوقف سيارته وما إن أوقفها حتى هبطت مسرعة ناحية البناية لا تنظر خلفها حتى ولا تأبه بمناداته لها بالتوقف
هرول بخطواته ولحق بها قبل أن تصعد بالمصعد فنهرها بخفوت استنى بتجرى كدا ليه ؟
رنا : شيل إيدك ال ..... دى عنى
لينتبه بقدوم والدته ووالدتها فيؤجل الجدال معها مؤقتاً .....
يصعد الجميع بالمصعد ويدلف بها ويوقف المصعد أمام شقة والدته قائلاً : يالا يا ماما اتفضلى أنتى وخالتى
والدته : تعالى يا رنا باتى عندى الليلة أنتِ تعبانة ومحتاجة حد ياخد باله منك
سليم بحزم : متقلقيش يا ماما انا هاخد بالى من مراتى حبيبتى كويس ويضغط على زر المصعد بعد هبوط والدته وخالته
ليقف بمواجهتها : بقى أنا ........ وايدى ....... خايفة تلمسك
التفتت الناحية الأخرى ولم تعر كلامه انتباه فاغتاظ منها وبشدة قائلاً : أنا بس هسكت علشان أنتِ تعبانة
عندها توقف المصعد وفُتح أمام شقتهم فوقفت ناظرة باشمئزاز :أنت فعلاً كدا روح اسأل نفسك
ووقفت أمام باب الشقة تنتظره يفتح لها الباب فهى خرجت محمولة ومغشياً
فتح لها الباب ودلفا وما إن دلفا حتى أمسكها من خصرها والصقها بالحائط قائلاً : تقصدى إيه بكلامك دا
رنا : أنتَ فاهم اقصد إيه وابعد عنى قلتلك ميت مرة
سليم : ولو مبعدتش هتعملى إيه ؟
رنا : بتحدى وغضب : هخرج من الباب دا ومش هرجع تانى أبداً
سليم معجباً بثقتها الجديدة عليها : تعرفى إنك حتى وأنتِ عيانة بردو جميلة
رنا : أووووووووووووف بقولك ابعدى عنى يا سليم
سليم ويقترب أكثر ويزيح وشاح رأسها فتنكشف السلاسل الذهبية المسترسلة على وجهها وظهرها يمسك بأطراف شعرها ويشمه بقوة هامساً : ياسمين ريحتك زى الياسمين
تحاول جاهدة إبعاده عنها ولكن فرق القوة لصالحه
يقترب بشفتيه من رقبتها الناعمة ويقبلها بحرارة فتزداد غضباً ويزداد شغفاً حتى وصل بشفتيه لوجنتها عندها شهقت ببكاها فانتبه لقبضته الشديدة عليها فابتعد معتذراً وهى وقعت أرضاً باكية ودفنت وجهها بكفيها وازدادات شهقاتها
فجلس جاثياً : خلاص خلاص والله مكنش قصدى خلاص متبكيش
فتزداد بكاءً فقرب بقوة رغم معارضتها من صدره وضمها بقوة وهو يهمس بأذنها : هسسسسسسسس خلاص متبكيش خلا مش هعمل حاجة أنتِ مش عايزاها
تحاول جاهدة الافلات من ضمة صدره القوية لها فيزداد ضغطة ضمته حتى هدئت تماماً فابتعد عنها
رفع ببطء وجهها بمستوى عينيه وتقابلت الأعين وذاب سليم ببحر عيناها الخضراوتان حتى تاه عن عالمه وضاع ببريق عينيها رغم احمرار مقلتها من كثرة بكاها
همس بصوت رقيق : رنا أنا بجد خايف عليكِ من نفسى متخرجنيش عن شعورى أنا خايف بجد ليوم أذيكى وساعتها مش هسامح نفسى إنى اذيت الانسانة الوحيدة النضيفة في حياتى
نظرت له بغضب وعتاب ولم تعلق فقط همست بخفوت : ممكن تسيبنى اطلع أوضتى أنا تعبانة وعايزة ارتاح
سليم : حاضر تعالى ورفعها حتى نهضت ووقفت على قدميها فهم بحملها بين ذراعيه فارتجفت ونهرته : لا لا أنا هطلع لوحدى
سليم بحنان بالغ : تمام تمام متتعصبيش مش هشيلك بس خلينى على الأقل اسندك لغاية ما تطلعى أوضتنا
رنا بحزم ووهن : أوضتى أنا مش هنام معاك في نفس الأوضة
سليم مستسلماً : براحتك ... باتى أنتِ في الأوضة الكبيرة وأنا هبات في الأوضة التانية
صعدت للغرفة بمفردها ولكنه تبعها يراقبها خاصة بعد وهنها الجلى على تقاسيم وجهها وهزيان جسدها فقدماها بالكاد تحملها
دلفت الغرفة وأوصدت الباب خلفها
أنت تقرأ
رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمد
Romanceهل للحب درجات ؟ تختلف العقول .. تختلف الوجوه .. تختلف الأذواق والألوان ولا يبقى سوى ..العشق الأول تلك الكلمة التى جالت بخاطرى كثيراً ولم أعى معناً لها للأن .... كيف يكون ذاك العشق ؟ كنت أسخر من العشق والعاشقين حتى وقعت بذلك الفخ ؟ هل الحب...