الفصل الثالث والعشرون
سرحة بغرفتها تستمع لمطربتها المفضلة تضع أغنيتها المفضلة والسماعات بأذنها تستمع شاردة تتراقص مع نغمات الموسيقى وتردد الكلمات غير واعية بأن صوتها يصل للطرف الأخر حيث قلبها معلق ...
منازل من المنازل غير لما حبيبى يطول أعلى المنازل
كنت لسه بنية يا أبا على الأحلام لامونى .....وتتراقص وصوتها بدأ فى الارتفاع فانتبه لصوتها ودلف شرفته فرأها وانفجر ضاحكاً فما زالت على عادتها السيئة بنسيان نافذتها مفتوحة وهى تكرر منازل منازل غير لما حبيبى يطول أعلى المنازل فتحت عينيها وهى تتراقص لتلمحه وتفرغ فاهها عند كلمة منااااااااااااااا فتعلو ضحكته عليها وتهرب من غرفتها بأكملها خجلة
ضحك من خجلها حتى الثمالة وبخجلها هربت هى لغرفة معيشتها
هاتفها لم يهدأ فها قد أتته الفرصة ورأى مواهب زوجة المستقبل ولن يترك الأمر يمر مرور الكرام دون تعليق ساخر منه على الأمر
خرجت من غرفتها خجلة بوجه محمر تربط خسرها بحجاب رأسها
قهقهت والدتها قائلة : مالك يا بت بتدربى على ليلة فرحك من دلوقتى ولا إى
ناردين :ها لا لا أصل ..... أصل
منى : مالك يا ناردين متقوليش فى فار دخل الأوضة عندك وبدأت تصرخ على ابنتها قلتلك مليون مرة متسيبيش باب البلكونة مفتوحة وذهبت منى باتجاه المطبخ وأحضرت المكنسة ومنه مباشرة لغرفة ابنتها ....
كان ما زال يهاتفها وينتظر إجاباتها ليعلق على فعلتها ويسخر منها عندما وجد والدتها أمامه فى النافذة
تلعثم وجف ريقه : احماحم اهلا يا طنط
منى بضيق مكتوم : اهلا يا عمرو
أخبارك إى يا طنط ليه ماسكة المقشة فى ايدك لتكون نيمو مزعلاكى ولا حاجة
منى : لا مش نيمو دا فار غلس دخل أوضتها وطلعت تجرى وأنا جيت اضربه
عمرو محاولاً كتم ضحكاته بالقوة : فار أه فعلاً الفيران اليومين دول زادو بشكل رهيب تحبى أجى أساعدك واضربهولك
منى : لا أنا اقدر اضربه بنفسى واضرب اللى يتشددله كمان
أطلت برأسها بداخل غرفتها فوجدت والدتها تنبش محتويات الغرفة بحثاً عن الفأر ودون جدوى فدلفت قائلة:ماما إى الكركبة اللى عملتيها فى أوضتى دا أنا هقعد ساعة أوضب اللى لخبطتيه دا كله
منى ما زالت تنبش عن الفأر كأسد يبحث باقتتال عن فريسته : مش هسيبه والله ما هسيبه بقى فار يدخل بيتى وبتقوليلى أسيبه
لترمقه بطرف عينيه يقف بشرفته غرقاً فى ضحكاته عليها وعلى حجتها فى الهرب من غرفتها فاتجهت ناحية النافذة وأوصدتها متظاهرة بالضيق منه على سخريته عليها .....
..........................................
أوقف سيارته باحدى الأماكن الجديدة القليلة السكان فى مجمع سكانى جديد حيث وكره القديم حيث ماضيه الأسود ......
ترجل من سيارته ووقف قليلاً محاولاً السيطرة على غضبه وجنونه لم يتوقف بعد فركل اطار عجلات السيارة بقدمه بكل قوته محاولاً التنفيس عن غضبه ......
تمالك ذاته قليلاً وزفر نفساً طويلاً واتجه لباب السيارة الخلفى وفتحه
كانت ممدة على أريكة السيارة الخلفية مغشياً عليها لا تشعر بالعالم بعد
أنفها تسيل منه دمائها
لم يرق قلبه للحظة فشياطينه كانت تقوده ليلتها حملها بين ذراعيها وأغلق سيارته وصعد لوكره القديم .......
..........................................
دلف بها المصعد ....بدأت تستعيد وعيها تدريجياً بين ذراعيه فتحت عينها متأوهة فالتقت بعينى ذئبها ....
عيون باكية مستنجدة بالكاد تستطع فتحها التقت بعيون غاضبة محمرة جاحظة عيون تعلمها جيداً وتعلم معنى تلك النظرات نظرة الغضب والانتقام
حاولت جاهدة الافلات من بين يديه لتقف على قدميها تركها ولم ينطق بكلمة سوى نظراتٍ نارية أرجفتها
وقفت بوهن داخل المصعد بالكاد تحملها قدميها متستندة على حائط المصعد حتى توقف بها المصعدفُتح باب المصعد فجذبها بقوة من معصمها خارج المصعد ولم يترك لها الفرصة حتى لتخرج
لم تكن قدماها تحملاها على مجاراة سرعته خاصة بأنه يجذبها بقوة لتسرع الخطى كادت تتعثر بخطاها عدة مرات ولكن قبضته القوية على معصمها حالت دون ذلك حتى وصل لباب وكره القديم
توقف لبُرهة أمام الباب ذكريات سوداء ماضٍ أسود شياطين غضبه أمامه لم يدع الفرصة لعقله بالتراجع وفتح باب المنزل وألقاها بقوة بالداخل ودلف وأوصد الباب .......
..........................................
كان يرتجف من غضبه الممزوج بالقلق عليها ....يا لك من جبان أيها السليم ستنال عقابك منى الليلة
كيف تتجرأ بإيذاء فراشتى حتى وإن كانت زوجتك سألقنك درساً لن تنساه ما حييت وأخذ فراشتى ونرحل سوياً ....ولن اهتم بالعواقب مهما كلفنى الأمر .....
يزيد من سرعته وتخطى السرعة المسموح بها بكثير على أمل انقاذ رنا من براثن ابن الألفى .....
بوقتٍ قصير ككان وليد أمام بناية أل الألفى الشاهقة
هم بدلوفها فأوقفه أمن البناية : استنى عندك حضرتك طالع لمين
وليد بغضب : طالع للبيه صاحب البرج دا
احد الحراس : سليم بيه خرج من شويه مش فوق
وليد : لا فوق وهطلعله وتحرك بضع خطوات فأوقفه الحراس بالقوة ودارت مشاحنة بينه وبين الأمن انتهت باتصال الأمن بهاتف سليم الشخصى لانهم رأووه بالفعل يخرج قبل قليل بسيارته من الجراج الخاص بالبناية فى الطابق الأرضى
اتصالات متكررة ولم يجب سليم على الأمن فاضطر الأمن لإخراج وليد بالقوة وغلق بوابة البناية والوقوف بوجهه فى الشارع لمنعه من الدلوف مهما كلفهم الأمر فالبناية يقطنها شخصيات هامة ووظيفة الأمن حماية قاطنى البناية مهما كلفهم الأمر
يأس وليد من الدلوف ولكنه أبى الذهاب ووقف بسيارته أمام البناية لعله يستطع الدلوف أو خروج سليم والفتك به ......
..........................................
دلف شقته القديمة بعد غياب أشهر معدودة .... ما زال الوكر على حالته القديمة لم يتبدل شئ ....
تلك الستائر القاتمة ....تلك البار الصغيرة التى تحوى ما لذ وطاب من المسكرات والخمور
منزل يضيق الصدر به ذرعاً ......
كانت ما زالت تقع أرضاً من أثر دلوفها بالقوة
تنظر بعينٍ مرتعبة لملامحه المتجهمة وكأنها تراه لأول مرة ....
يبادلها نظرات محتقرة غاضبة ....
بكلماتٍ متقطعة بالكاد تخرج منها : سليم أنتَ جايبنى هنا ليه ليكسر صمت المكان بقهقاتٍ غاضبة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
برعب من ضحكاته التى لا تتلائم مع تعابير وجهه الغاضبة صمتت تترقب
ليعد لكلامه : أممممم حابة تعرفى يا ربة الصون والعفاف إى المكان دا وليه جبتك هنا
بنظرات دامعة أشارت برأسها بلإيجاب
رفع يده يمسح على شعره ثم عاد ليضع يده فى جيب بنطاله قائلاً : جبتك المكان اللى يليق بيكى
لم تفهم مغزى كلماته وأثرت الصمت ليكمل : تعرفى أنا جبتك فين ؟ وجلس نصف جلسه بمقابلتها وهى تجلس القرفصاء أرضاً : جبتك وكرى وكر سليم الألفى جبتك للمكان الوحيد اللى ببقى بجد فيه وحش مش إنسان الواحدة هنا بتدخل ومبتخرجش غير بختم سليم الألفى اللى بيلازمها طول عمرها ....
انتفضت ذعراً وخرج صوتها الباكى ضعيف متقطع فكتمها بكفه فوق فمها قائلاً : مسمعش صوتك ولا عايز أشوف دموع التماسيح اللى مش خايلة عليكى .....
فازداد رهبة وزعر ولم تعد تستطع تمالك أعصابها أكثر فازداد بكاها ومع كل صوت أنين يخرج كان يزداد غضباً أكثر فأكثر .....
لم يعد يتمالك ما تبقى من عقله فهدر بها : بتبكى ابكى ابكى براحتك دموعك معدتش بتأثر فيا ولا هيهمنى لو حتى موتى قدامى
لتزداد رعباً ويرتفع صوت بكاها قليلاً فاتجه غاضباً باتجاه الزجاجات المرصوصة باحكام فيما يسمى بالبار وتناول زجاجة وخرج للشرفة تاركاً إياها بذعرها ونحيبها ...........
..........................................
يقف فى شرفته يتجرع من زجاجة النبيذ يعصف الألم بقلبه ...كبرياء جريح ....رغبة فى الثأر لشرفه ....حتى وإن كان ذلك الرجل مجرد رفيق أو استاذها لا يعنى الأمر لسليم كل ما أغضبه كيف لحوريته البريئة التى لم يرد تدنيثها وهى زوجته شرعاً وقانوناً أن تكن مثل أولئك النسوة التى عرفهن وعاشرهن ..... تذكر كلمات عاهرته جيجى ذات يوم حينما أهانها فردت له الصاع قائلة : بكرا تعرف حقيقة ربة الصون والعفاف اللى هتتجوزها وهتلاقيها شبهى وشبه كل البنات اللى عرفتهم يا ابن الألفى مفيش بنت مبتصاحبش مفيش بنت مبتحبش البنات كلها واحد
ضرب بقوة فوق سور الشرفة الحديدى عند تذكره تلك الجملة فها هى تصادق وتتحدث مع ذاك وتلك وربما تعدى الأمر أكثر من زملاء وأكثر من كونه استاذ وطالبته
كان الخمر بدأ يتلاعب بقوة بعقله المغيب من الأساس وبدأت الشياطين تحيك له مشاهد زوجته تخونه زوجته بحضن استاذها المجهول زوجته تحادث عشيقها فى الهاتف تخيل وتخيل وتخيل حتى كاد يجن بغضبه وألقى الزجاجة بقوة من شرفته لاعناً ذاته الحقيرة ولاعناً العشق الذى يقف بينه وبين الانتقام الأن ولاعناً ماضيه الأسود ولاعناً الحياة التى ضاقت عليه على حين غرة ضاقت به يوم عرف بذلك المسمى عشقاً .....
..........................................
كانت ما زالت قابعة القرفصاء على الأرضية تنتحب بخفوت وجسدها ينتفض ذعراً لم تدرى لا بالوقت ولا بألم جسدها من صفعاته فذعرها النفسى غطى على كل ألمها الجسدى ....تتمنى أن يأتى من ينجدها من قبضة زوجها وتعد ذاتها بالهروب للأبد من سجن وغضب ابن الألفى
دلف بقوة والخمر يتلاعب برأسه بقوة رأها على هيئتها كما تركها تجلس تنتحب وجسدها ينتفض ذعراً
اقترب بتثاقل قدميه فلم تعد قدميه تحملاه من الخمر والغضب الذى أنهك عقله بقوة ....
جلس بجوارها فانتفضت وابتعدت قليلاً وعادت لوضع القرفصاء
بعد صمتٍ تحدث : تعرفى أنا عشقتك ليه ؟
لم تكن تستمع فعقلها من شدة الرهبة من أفعاله الليلة أصبح شارداً
متعباً يرد الهرب من الواقع ولو مؤقتاً كى يبتعد عن كل ذلك الغضب والقهر والعنف الجسدى واللفظى ......
تعرفى أنا حبيت فيكى إى ...اشمعنى أنتِ اللى حبيتك وأنا عرفت بنات بعدد شعر راسى
برائتك –نضيفة -مصاحبتيش متلوثتيش بالدنيا– فيكى برائة أنا نفسى كنت بخاف أدنثها – لتعود نبرة صوته للغضب بس طلعتى شبهم كل الستات واحد كدابين وبوشين والدنيا ادتنى قلم كبير أوى الوحيدة اللى اختارتها تشيل اسمى وسبتها تسكن قلبى طلعت كدابة وزيهم متفرقش عنهم حاجة بتخونى مع استاذها ليقترب ويمسكها بقوة من كتفيها ويرفعهالمستوى عينيها المحمرة كذئب غاضب ويهدر بها : تقدرى تفهمينى يا محترمة إى اللى يخلى واحد يسأل عن واحدة متجوزة وكمان يلاحظ غيابها وبيقول مبترديش عليه معناها كنت بتتكلموا سوا ومش مجرد استاذ حابب يطمن على طالبة عنده وبيتجرأ ويسأل عنك أختى كمان ومش خايف إى اللى بينك وبينه ومن امتى علاقتكم دى انطقى قبل ما اقتلك انطقى
لم تدرى بعد جملته تلك من أين جاءت ومن أين استعادت من شرودها وكيف استمعت للجملة اندفع الادرينالين بقوة فى جسدها وانفجر غضبها بعد صمت طويل أطبق عليها
انفجرت صارخة به: قطع لسانك أنتَ اللى .... وكل اللى عرفتهم .... وأنا لا عمرى كنت ولا هكون ....أنتَ اللى حيوان وأخدتنى منه ..لو أنتَ ومامتك مكنتوش أغرتوا ماما بالفلوس مكنتش عمرى اتجوزتك كان زمانى أنا وهو عايشين مبسوطين ومخلفيين بس أنتَ...ومش...لم تكمل جملتها تلك حتى انقض عليها يمسك خانقاً رقبتها بقبضته ....يعنى مطلعش كلام وعد كدب وطلعتى عارفاه ومن زمان كمان يا.....احمر وجهها بشدة وكادت تلفظ أنفاسها الأخيرة ولهيب أنفاسه الحارة تلفح وجهها وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة تركها بغضب قائلاً أنا لو موتك هترتاحى بس مش هخليكى ترتاحى
بتحبيه ومن زمان كمان يا..... أنتِ هتعيشى اللى جاى من حياتك هتعرفى بجد مين سليم الألفى الحمار اللى صدق برائتك يا....وطلعتى .... لم تتمالك أعصابها أكثر من إهاناته صارخة بصعوبة : موتنى وخلصنى منك أنا بقرف منك بقرف منك فاغتاظ أكثر قائلاً ....وبمناسبة أنك بتقرفى منى جاه وقت أنك تنضمى للقايمة وتختمى بختم سليم الألفى
.........................
..........................................
أثار وليد بلبلة واحتك أكثر من مرة بالأمن محاولاً الدلوف أو إخراج سليم الألفى من البناية ليعاقبه على ضرب فراشته وإخراجها من سجن ابن الألفى
يأس الأمن من إبعاده فهاتفوا الشرطة .....
معلش اتاخرت عليكم هنزل كمان حلقة بالليل
متابعة ممتعة
أنت تقرأ
رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمد
Romanceهل للحب درجات ؟ تختلف العقول .. تختلف الوجوه .. تختلف الأذواق والألوان ولا يبقى سوى ..العشق الأول تلك الكلمة التى جالت بخاطرى كثيراً ولم أعى معناً لها للأن .... كيف يكون ذاك العشق ؟ كنت أسخر من العشق والعاشقين حتى وقعت بذلك الفخ ؟ هل الحب...