الفصل التاسع عشر
على غير عادتها هاتفته ...
رأى اسمها ينير بشاشة هاتفه برق الشوق بقلبه ورفرفت عصافير قلبه ولهاً أيعقل هى من تحادثنى ؟ أيعقل حوريتى رأفت بحالتى وغفرت لى ما مضى ...... لم يمهل ذاته الوقت ليفكر فأسرع وأجاب بفرحة عارمة تعتلى ثغره
صباح السعادة على أجمل حورية شفتها عنيا
رنا : صباح الخير
سليم :أمرى يا حوريتى أمرى مش اطلبى ...
رنا بتأفف : سليم بلاش الاسطوانة دى أنا بتصل علشان أقولك هقضى اليوم عند ماما النهاردة
سليم واقتطب وجهه فجأة : إى ...ليه ؟
رنا بغضب مكتوم وضيق : واحدة ورايحة تزور والدتها تفتكر ليه يعنى ماما وحشتنى وعايزة أقضى اليوم عندها
سليم : كنت قلتى وأنا أعدى عليها أجبها تقعد معاكى
رنا : لا أنا عايزة أقضى اليوم عندها فى بيتها
سليم : طب خلاص متزعليش أنا عندى اجتماع مهم كمان عشر دقايق هخلصه واجى أوصلك وأعدى بالليل أرجعك
رنا : متتعبش نفسك أنا هاخد تاكسى
سليم : لا مليون مرة قلتلك مفيش طلوع فى تاكسى وحدك اسمعى الكلام أنا هاجى أوصلك بعد الاجتماع
رنا : أوووف - أقولك خلاص ولا هروح ولا هاجى وأغلقت هاتفها
فازداد حنقاً من أفعالها مؤخراً وهجومها الشرس عليه قولاً وفعلاً ليقاطعه دلوف مساعدته تخبره بجاهزية الاجتماع فيفكر للحظات ثم يقرر ....
.........................................
كانت شاردة تنظر من خلف نافذتها عندما أحست بأنفاس ملتهبة خلفها
فزعت فالتفتت مسرعة فرأته خلفها كيف ومتى دلف الغرفة لم تشعر به
حدقت به غاضبة بصمت
فتنفس بغضب قائلاً : يالا روحى اجهزى خلينى أوصلك
رنا : قلتلك خلاص مش عايزة أروح
رنا : افهمى أنا مقبلش مراتى تطلع فى تاكسى مع راجل غريب مضمنش هيحصلها إى ولا أى مواصلات وزحمة افهمى بقى
أنا بخاف عليكى حتى من نفسى افهمى
رنا : أنتَ مش قلت عندك اجتماع جيت دلوقتى ليه
سليم ويقترب ليلمس على وجنته فتنفض يده بقوة فيكمل : لغيته لغيت اجتماع مهم علشان مستحملتش حوريتى تفضل زعلانة
رنا بضحكة ساخرة : سليم أنتَ بتضحك على نفسك ولا عليا من أمتى أنتَ بتهتم أبقى مبسوطة ولا مضايقة عليا يا ابن خالتى
سليم ويقترب منها وهو يهم بلمس وجهها فيتراجع كى لا تزداد غضباً : أنتِ مراتى وحبيبتى والماضى كان غلطة أنسيه سامحينى وأقبلينى وأنا هنسيكى كل اللى فات هتبقى ملكة قلبى هعيش حلم هنبقى انا وانتى أسعد زوجين سامحينى وثقى فيا ومش هتندمى
رنا : بتحلم يا ابن الألفى أنا عندى أموت ولا أبقى مراتك بجد أنتَ جوزى على الورق بس أنتَ ملوث وأنا بقرف منك ومستحيل علاقتنا تتخطى أكتر من حبر على ورق
لتضربه كلماتها بمقتل فيرفع يده ليصفعها ولكنه قبضها بأخر وهلة ولكم الحائط ففزعت وحاولت الثبات : شفت أديك لا اتغيرت ولا شئ اللى فيه طبع مش هيبطله أبداً أنتَ فاكرنى نايمة على ودانى ومش عارفة أنك حتى بعد جوازنا لسه بتقابل الستات اللى بتعرفهم بقرف منك يا ابن الألفى أنا مقبلش بنص حياة نصك ليا ونصك للستات اللى تعرفهم أنا عندى أموت ولا أخليك تلمسنى افهم أنت وحش مش إنسان وحش ميعرفش غير يرضى شهواته الحيوانية وبس ملك شفى المشاعر ولا العشق ودور العاشق الولهان مش لايق عليك أبداً
سليم : متتحدنيش يا رنا أنا مش عايز أجرحك بس مضمنش هفضل لأمتى صابر عليكى بلاش تستنفذى صبرى عليكى أنا صابر اليوم مش واثق فى نفسى هستحمل بعدك عنى لأمتى أنا جوزك ودا حقى الشرعى عليكِ
لتقهقه غضباً وتكمل : أقسم بربى لو عملتها يا ابن الألفى شايف البلكونة دى هرمى نفسى منها وأنتَ عارف كويس أنى مبهددش وبنفذ على طول
..........................................
كتلميذ يجلس فى حضرة استاذه ........
يجلس عمرو بمقابلة منى والدة ناردين التى وافقت أخيراً بعد إلحاح كبير من عمرو أن تقابله بمقهى ما للتحدث ومحاولة تقريب وجهات النظر
ترمقه بنظرات غاضبة محتقرة على نقيضه يجلس باحترام يترقب هبوب عاصفتها ....
منى : طلبت تشوفنى
تنحنح عمرو : ايوا يا طنط
منى بنفس النظرات النارية : خير
عمرو : بصراحة يا طنط أنا حابب اتكلم معاكى عن موضوعى أنا وناردين
حضرتك فهمانى غلط أنا بحب ناردين وهى بتحبنى كمان وهشيلها جوا عنيا و..لتقاطعه ولو رجعت تخنت تانى هتفضل تحبها بردو ؟
عمرو : اه أنا لما خطبت ناردين زمان مكنش يفرق معايا جسمها حبيت روحها واخلاقها ولما حصل وسابتنى انا بجد حسيت بقيمتها فى حياتى وانى مقدرش اتجوز غيرها ما هو لو كنت اقدر كان زمانى متجوز دول سنتين
منى بريبة ونظرات ثابتة لعمرو: كلامك دا ميقنعنيش يا عمرو أنا عارفاك من وأنتَ صغير كنت تلعب وسط العيال وتتزعمهم ولو حد اتجرأ وأخد حاجتك تضربه وأنتَ تأخد عادى ...المغزى أنتَ شايف بنتى ملكك مش مستوعب أنها تكون لحد غيرك
عمرو : أه ملكى ومش هتتجوز غيرى ولا هتجوز غيرها بعشقها ولو اقنعتيها تتجوز غيرى هقتلهالك
لترمقه بسخرية : جايبنى تهددنى يا عمرو
عمرو : أسف يا طنط أنا مبهددكيش بس بجد لو ناردين فكرت تتجوز غيرى هقتلها أنا مسمحش لحد يقرب من حبيبتى ولو باركتيلى دلوقتى قريب هتبقى ناردين مراتى
منى : وإن قلتلك نجوم السما أقربلك هتعمل إى ؟
عمرو : اقنعينى أبعد عنها ادينى سبب مقنع يخلينا أنا وناردين مننفعش لبعض
منى : اسمحلى بس أخلاقك وتصرفاتك متنفعش معانا
عمرو : دا كان زمان أنا الأن واحد تانى وتقدرى تتأكدى حتى شلتى اللى كنت أعرفهم بعدت عن معظمهم وبقيت ملتزم دينياً
منى : وأنا إى يضمنلى أنه متكونش بتمثل عليا وكلها يومين وترجع ريما لعادتها القديمة وأنك لو اتجوزتها متهنهاش وتحافظ عليها
عمرو : علشان هى هتبقى مراتى عايزانى أزل مراتى أنا لا عمرى هقبلها لا عليها ولا على نفسى
منى : أسفة بس مقتنعتش أنك مناسب لبنتى
عمرو بغيظ : وزمان لما وافقتى أنى أخطب كنت مناسب ودلوقتى لا
منى : زمان كانت غلطة واتصلحت أنا مش مستعدة اجوزك بنتى وترجعلى بعد كام شهر مطلقة ويمكن حامل كمان
عمرو : وإى اللى هيخلينى أطلقها
منى : لو تخنت لو بطلت تهتم بنفسها أو أنتَ شفت واحدة أجمل منها معرفش
عمرو : طنط خلينا نتكلم بصراحة أكتر أنتِ إى مشكلتك فى رفضك لجوازى من ناردين
منى : هقولك وبصراحة أنا سمعت من ناس موثوقة أنك وصاحبك الفلاتى التانى اللى اتجوز رنا صاحبة ناردين مأجرين شقة مفروشة وبتقابلوا بنات فيها
عمرو بذهول : أبداً والله أنا عمرى ما أقبل أبقى زانى استغفر الله العظيم أنا لو مبحبش الحلال مكنتش قاعد قصادك دلوقتى بقنعك توافقى على جوازى من بنتك اللى بقالى سنتين بحفى وراها ومش راضية ترجعلى
منى : يا عمرو بلاش دا اللى حكالى واحد من شلتك يعنى يعرف كل خباياك
عمرو : صاحبى مين دا الللى قال عنى كدا
منى : مش مهم مين المهم أنى عرفت وخلاص
عمرو بغضب : مفيش غيره أكيد يوسف ...أه أكيد هو ما البيه كان عايز يخطبها عينه منها ال.... النهارده أخر يوم فى عمره ال.... دا
ونهض مسرعاً غاضب وخرج من المقهى استقل تاكسياً واتجه لمكانٍ ما يتوعد يوسف ابن عمة ناردين وصديقه الذى قطعت علاقتهما بعد تجرأة على خطبة ناردين منذ أشهر قليلة ولكن ناردين فسخت الخطبة إتقاءً لشر عمرو الغاضب وقتها بعد أن أدلف يوسف المشفى أثر الضرب المبرح عقاباً له ...
....................................
فى منزل رنا وسليم ....
سليم : وإن خدت حقى الشرعى منك دلوقتى تقدرى تفهمينى مين هيمنعنى ...
رنا ببرود أعصاب : أنا عارفة مفيش حد هيدافع عنى بس لو اتجرأت وعملتها هنتحر يا ابن الألفى وأبقى ارتحت من الدنيا واللى فيها
سليم : وتغضبى ربنا عايزة تموتى كافرة
رنا بسخريه : هههههههههه أنتَ بتتكلم عن ربنا والحلال بس بلاش أنتَ ها أنتَ لو تعرف الحلال بجد مكنتش كل يوم نايم فى حضن واحدة شكل
سليم : أنا مبعملش حاجة حرام أنا بتجوزهم عرفى
لتشتعل غضباً : اخرج برا أوضتى يا سليم كفاية نقاش لحد هنا
ليقهقه من ردة فعلها : ههههههههه إى رنوشتى غارت لما عرفت إنى بتجوز عرفى عليها
رنا : ولا تحلم أنتَ متفرقش معايا أنا قلبى حب وقفل من زمان و...لتتذكر وتصمت
سليم واشتعلت عيناه غضباً : حبيتى ..وزمان ....كملى كملى يا ست يا محترمة كملى
رنا محاولة تغيير مجرى الحديث : محترمة غصب عنك فاكرنى زى اللى تعرفهم ...
سليم : كنت بتحبى مين يا مدام
رنا والتفت لتعاود النظر من خلف شرفتها ولم تبالى ليقترب بغضب ويدسوها باتجاهه ويلصقها بالحائط غضباً : انطقى انطقى ..مين اللى قاعد فى قلبك دا انطقى
رنا : مفيش أنا كنت بهزر
سليم : لا مبتهزريش كنت بتتكلمى جد انطقى بدل ما اقتلك دلوقتى مين اللى قاعد فى قلبك وبترفضينى علشانه
رنا برعب من ملامحه المتجهمة : بقولك مفيش ابعد عنى كدا هتخنقننى
يبتعد قليلاً ويرفع اصبعه محذراً : هسيبك دلوقتى وهعتبر كلامك هزار بس أحب أقولك يا مدام الليلة هتبقى دخلتنا سواء برضاكى غصب عنك الليلة دخلتنا جهزى نفسك ولو عايزة تموتى منتحرة موتى أنا مش همنعك ...
وتركها وغادر غاضب من المنزل بأكمله .....
......................................
فى مكتب سليم الألفى يدلف عز بغضب مكتب سليم يبحث عنه فتدلف المساعدة خلفه : والله يا عز بيه هو قالك أبلغك كدا دا حتى أهو الظرف اللى استلمه بنفسه لسه مكانه عالمكتب أكيد حاجة مهمة خلته يلغى الاجتماع
لينتبه الأخر من المظروف ويمسكه فيقرأ ما عليه ولكن الفضول قتله فبداخله نيران غيرة من عودة سليم للعمل وتولى سليم السلطة كاملة واعتباره مجرد مساعد بقراره ذاته يرد أن يمسك أدلة ضد سليم تنأى به بعيداً عن الشركات وتعيده للهاوية كما كان يشجعه عز دائماً لينفرد هو بالسلطة فقال للمساعدة : اطلبيلى مايه حالا والدوا بتاعى هقعد اريح شويه ضغطى عالى من تصرفات مديرك
خرجت مساعدة سليم من المكتب واصدة الباب خلفها فتقدم عز مسرعاً من المكتب وتناول المظروف وفتحه ببطْ كى لا يحدث أى شرخ به وفتحه فوجد ............
..........................................
إذا قُلْتُ يَومًا بأنِّي أُحبُّكْ فلا تَسمَعيني فَحُبِّي كَلامْ وحُبي إليكِ بَقايا انتِقامْ
لأنِّي جَريحْ .. سأشتاقُ يَومًا لكي أستَريحْ
وأرغَبُ يَومًا أرُدُّ اعتِباري وأُطفئُ ناري فَأقتُلُ فيكِ العُيونَ البريئةْ
فَلا تَعشَقيني لأنِّي الخَطيئةْ....بلى أنا خطيئة يا مليكة قلبى تقتربين فتغدو حياتى ربيعاً وفجأة تختفين كالسراب ...لم أعد أحتمل شاهندا بعدك عنى قررى عزيزى ....سأكون فى التاسعة مساءً فى المطار إن كنت تتمسكين بعشقى لكِ فتعالى إلى أمسكى بيدى لنكمل ما تبقى لنا من عمرٍ سوياً وإن كان لا ...دعينى أغرب عن وجهك للأبد ولن أعد لتلك المدينة مطلقاً ما حييت ...لكِ الاختيار ....أعشقكِ يا مليكة قلبى ....
حازم
..........................................
مر ما يزيد على الساعة وشاهندا تعيد قراءة رسالة حازم لها غير واعية بما تقرأ تشعر بالضياع ..أحلامها تتبخر الأن ....تركته كثيراً ولكنه لم يتركها قط ...وهاهو الأن يخيرها بين عشقهما وقبولها به وبين الرحيل بلاعودة ......
ها قد سكبت السماء دموعها بعد أن حبستها وقتاً ليسَ بقليل وتجمّدت الأنفاس في عروق الرياح صارخة :..... بابا بابا
دلف والدها الغرفة قائلاً : قريتى رسالته
شاهندا بوله : بابا حازم هيسافر برا مصر ومش راجع تانى
كمال : عارف قالى
شاهندا : بابا وهتسيبه يسافر كدا بسهوله
كمال : مقدرتش اقنعه الولد بيتعذب هنا خليه يسافر يمكن يرتاح
شاهندا وجلست بصدمة على فراشها من كلمات والدها : إى يرتاح يعنى إى هيتجوز ويحب تانى
كمال : من حقه لما بيلاقى رفض هنا وهو هيموت عليهم يبقى من حقه يحب تانى ويعيش حياته
إلا لو ...
شاهندا بوله : إلا إى يا بابا قول
كمال : إلا لو لحقتيه قبل ما يسافر وقلتيله أنك موافقة تتجوزيه
شاهندا : إى .....!!!!!!
..........................................
يمسك عز بالصور التى تجمع رنا ووليد ويقلب وهو يفرغ فاهه بابتسامة جانبيه تشفى فى سليم : الللله الطاهرة الشريفة هههههه لا بجد تستاهل يا سليم ...فاكرها ملاك لا بس ميبنش عليها حاجة تحسها جميلة كدا وقمورة مش بتاعت صياعة هههههههههههه.......
..........................................
بعد حوالى الساعة عاد سليم لمكتبه بغضب دلف وأوصد الباب خلفه تبعته المساعدة تعلمه بموعد الاجتماع المؤجل فنهرها بقوة فخرجت مسرعة
جلس على مقعدة واتكأ لخلف وهو يزفر بقوة ضيقاً حتى وقعت عيناه على المظروف فأمسكه وهو يتذكر كلماتها العجاف وتهديدها له إن لمسها هتنتحر ....فتح المظروف بإهمال وتفحص محتوياته فكانت عبارة عن ...أوراق تخص مشروعهم الجديد وضعها عز بدلاً من الصور وأعاد غلق المظروف بحذر ..
ألقى سليم المظروف بإهمال على مكتبه وهو يردد : أوووف ناس تافهه خايفين على ورق المشروع أوى بعتينه فى ظرف خاص ....
..........................................
أنت تقرأ
رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمد
Romansهل للحب درجات ؟ تختلف العقول .. تختلف الوجوه .. تختلف الأذواق والألوان ولا يبقى سوى ..العشق الأول تلك الكلمة التى جالت بخاطرى كثيراً ولم أعى معناً لها للأن .... كيف يكون ذاك العشق ؟ كنت أسخر من العشق والعاشقين حتى وقعت بذلك الفخ ؟ هل الحب...