الفصل الرابع والعشرون

3.3K 50 0
                                    

الفصل الرابع والعشرين
انقض عليها كأسد جائع تلعب الخمر والغضب بعقله وزاد عليه اعترافها بعشقها القديم لوليد وكرهها لسليم واشمئزازها منه فقرر أن يضع حداً لبرائتها ويتأكد مما يجول بعقله ناحيتها وناحية حبيبها القديم
كان الغضب والحقد دافعه الأول لما ارتكبه بها من جريمة نفسية قبل أن تكون جسدية
صرخاتها ملأت المكان وما من منجد.....
كانت توسلاتها وصرخاتها غير كافيه باثنائه عما نواه وعما عزم على فعله وبدأ به لم يعد لرشده إلا بعد فقدانها لوعيها بالكامل غرقه بدمائها ...فقد ارتطمت رأسها بقوة أثر وقوع المنضدة فوقها وهى تحاول الأفلات من قبضته مستعينة بأى شئ فلم تدرى بأنها تمسك بالمنضدة محاولة النهوض فوقعت تحفة كانت فوق المنضدةعلى رأسها فأغشى عليها وسالت الدماء من رأسها ولم يصب هو بشئ
ارتعب من رؤيتها ولعن الغضب ولعن ذاته ولعنها ولعن ذلك العشق الذى أفقده رشده ويكد يفقد حوريته حياتها ....
أعشقك أعشقك حوريتى لا تتركينى لا تتركينى :سليم بخلجاته ذاته يهدر
بذعر خرج يلملم شتات ذاته ركضاً لأسفل البناية حيث يصف سيارته وأخرج حقيبة الملابس التى أعدها على عجلة سابقاً
تناولها وعاد ركضاً لشقته ...حاول جاهداً أن يبدل ملابسها الممزقة وتمكن أخيراً وجفف عنها دون جدوى دمائها المنسالة من رأسها .....
لم يجد جدوى من إفاقتها وخشى فقدانها فحملها بين ذراعيه ونقلها للمشفى
عاينها الأطباء وتمكنوا من إيقاف نزيف رأسها ومعالجة الخدوش البسيطة بيدها ووجها ولاحظوا اللكمات والصفعات بوجهها ولكن حفنة من النقود كانت كفيلة بتغاضيهم عن الأمر ......
مرت ساعات وأرسلت الشمس أشعتها أخيراً لتعلن عن نهاية ليلة حالكة الظلام والقسوة والقهر...ليلة لن تنساها ذاكرة رنا ما حيييت
ترمش بعينيها على ضوء يتسلل لبشرتها الشاحبة
رفعت يدها لتبعد الضوء عن عينيهاولتتمكن من فتحهما ....فتحت عينيها ببطء على مشهد تكرر منذ عدة أيام ....
بيدها كالونة طبية ...ترتدى ملابس المشفى الخاص ....قابع على مقعد بجوارها ....ولكن الأمر اختلف عليها اليوم ....
لم تصرخ كالمرة السابقة ...لم تسبه ...لم تلعنه .....لم تفعل شئ سوى الشرود والصمت المطبق ...
لم يرف له جفناً بعد فعلته الوحشية بها ليلة أمس ....يلم ذاته للغاية "حتى وإن كانت زوجتى ....حتى وإن كنت غاضب منها...حتى وإن ذبحتنى باعترافها بعشقها لرجل أخر ....كيف لى ؟ كيف لى أن اذبح حوريتى بتلك الوحشية حتى اودعتها المشفى ؟ يا لى من بائس إن كنت اتأمل عشقها يوماً فبعد تلك الليلة المشئومة لن يعد هناك أمل ...
كان سليم طيلة الوقت مطرق رأسه أسفاً على فعلته بزوجته قلق عليها حتى بعد أن طمئنه الأطباء عليها وعلى أن ما حدث لها أمر طبيعى لا قلق منه وأن حالتها مستقرة لا تستدعى القلق ....
رفع بصره فرأها أفاقت وتشيح ببصرها بعيداً
لم يدرى من أين يبدأ ...أيعتذر لها أم يبدى انزعاجه وغضبه من كلماتها ليلة أمس ...أم يتحجج بالخمر وما لعبته برأسه ....خانته كلماته فصمت لم يدرى من أين يبدأ
مر ت ستون دقيقة ثقيلة تنحنح قائلاً : اححححم أنا كنت ....كنت رايح أجيب قهوة وهرجع .... لم تجبه فقط ما زالت فى شرودها ...
نهض من مكانه واتجه لكافيتريا المشفى لإحضار كوب قهوة ساخنة فتذكر هاتفه وبحث بجيب بنطاله ولم يجده وتيقن بأن الهاتف ما زال بشقته بحث عن هاتف وساعده رجلاً ما فى كافيتريا المشفى وأعطاه هاتفه
هاتف عز ليخبره بضرورة حضوره اجتماعات اليوم بدلاً عنه فهو بالتأكيد لن يمر بشركته اليوم .....
بمجرد سماع صوته على الهاتف صرخ عز قائلاً : دا سليم يا طنط سليم اهو كويس وبيكلمنى
أسرعت والدة سليم والجميع ناحية عز وتناولت الهاتف وردت بلهفة : سليم سليم أنتَ كويس يا بنى ورنا كويسة أنتوا فين قلقتنونا عليكم
سليم بنبرة ضيق: ليه حد قالك أن ابنك تاه بتدورى عليه ؟
ليناوله عامل الكافيتريا كوب القهوة البلاستيكى الساخن ويحمله سليم بين يديه ويكمل هاتفه: ...
والدته: يا بنى بعد الولد الزفت دا اللى الأمن مسكوه امبارح وكان مصر يتخانق معاك والأمن كلمك كتير وأنتَ مبتردش بس الحمد لله الولد المجنون دا مأذاش حد واتقبض عليه
سليم بتعجب وقلق: ماما اهدى كدا وفهمينى ولد مين وخناق مين أنتِ بتتكلمى عن إى
والدته: عن الولد الدكتور اللى جه بالليل يتخانق معاك الدكتور بتاع رنا فى الجامعة وعد عرفته لما اتخانق مع السكيورتى بالليل وكلمونا يسألوا عنك واحنا شفناه من البلكونة الظاهر مجنون فضل للصبح وبعدين طلبناله البوليس واتقبض عليه
لم يعى إلا ويده تقبض بقوة على كوب القهوة البلاستيكى الساخن حتى انسكبت القهوة الساخنة على كفه وكور الكوب بيده ولم يبالى لسخونة القهوة فلهيب قلبه وغضبه بات أقوى
ال.... جنى على نفسه وكمان بيتجرأ ويجى لغاية بيتى وفر عليا كنت لسه هدور عليه وأغلق الهاتف مع والدته بعد أن أخبرها بتعرض رنا لحادث البارحة وبوجودها بالمشفى الأن واتجه ناحية قسم الشرطة حيث أودع وليد ....

رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن