الفصل السادس عشر
قلبى سألنى عليك وقالى فين ألاقيك ....شعور اجتاحها عند دلوفها من بوابة الجامعة ....... لتخطو خطواتها المتثاقلة تعيدها لذكريات عزيزة على قلبها سنين عدت رضيت بيها رنا تهمس لنفسها بخفوت " لتصل لمكانهما القديم المكان حيث ولد عشقهما وحيث مات .....
زى الايام دى كنا بنتقابل وبنتكلم عن بكرا وكأنه العيد ......
زى الايام دى كنا بنتقابل ونقول ونعيد ....يجلسان سوياً بقلوب مرهفة تتطاير فرحاً يتحجج بمراجعة المنهج وطلب مساعدتها فقط ليستمع لصوتها ويجلس بالقرب منها ......لتلاحظه ثبات عينيه عليها مطولاً فتخجل وتوخزه فى ذراعه قائلة :...
وليد بس بقى ركز فى اللى بشرحهولك وبطل تسبلى بتكسفنى بعنيك دى
وليد : يا لهوووى يا ما على الكسوف تعرفى أنك بتحلوى بزيادة لما بتبقى مكسوفة ووشك محمر كدا
رنا وهمت بالوقوف حاملة كتبها ودفترها : تصدق أنك بقيت بايخ وأنا غلطانة أنى بساعدك وقاعدة بشرحلك والمفروض كنت روحت بيتى بدل وقتى اللى مضيعاه بشرحلك وأنتَ قاعدة بتسبلى
لتزداد قهقهاته : طب خلاص اقعدى كملى شرح حرام عليك الامتحانات قربت والمادة دى مش فاهم فيها حاجة
رنا ترفع حاجبيها استنكاراً : على فكرة كل ترم بتقول كدا وبتطلع الأول عالدفعة بردو
وليد : أنا بطلع الأول عشان بفهم منك أنتِ مش من دكاترنا البايخيين
لتعدل من وضع نظارتها الطبية وتعود لتكمل له الشرح ويعود لمتابعتها بعشق وحب ....
أفاقت من شرودها على مكانهما الجالس عليه شاب وفتاة الأن كم جمعهما ذلك المكان لتطرد ذكراها الجميلة من عقلها وتكمل طريقها لمكتب الادارة بكليتها القديمة ....
وصلت لمكتب الاداريين واستفسرت عن الاجراءات الواجب اتباعها وبدأت فعلياً فى الاجراءات المبدئية وكانت بطريق خروجها من مكتب الاداريين عندما التقت الأعين المشتاقة على حين غُرة .....
ازدادت اتساع حدقتى عينيها وفرغت فاهها ووقفت مكانها متسمرة
ازداد بريق عينيه برؤيتها وانحبس الدمع بها يغالبه فى الخروج
ها قد مرت ثلاث أعوام وفراشتى البيضاء كما هى لم تتبدل كثيراً وإن كانت شاحبة قليلاً ولكن ظهر قمرى ظهراً أيعقل أنها هى أم أنى بحلم يقظة سأفيق منه لا محالة
تبادلا النظرات الصامتة لتقترب منه : ازيك ؟
وليد وفرغ فاهه عند سماع صوتها : صدقاً إنها هى إنها هى لم أكن بحلم إنها هى لينطق أخيراً بصوت هامس هادئ : رنا
رنا بابتسامة باهتة حزينة : أه رنا ترفع شفتها العليا جانباً : شفت الدنيا صغيرة ازاى يوم ما أقرر أجى الكلية أقابلك صدفة بعد تلات سنين
وليد : وأجمل صدفة حصلتلى لليوم
رنا :....تبتسم ولا تعلق
وليد : أنتِ عاملة إيه ؟
رنا : الحمد لله تمام
ليكمل : وأنهى صدفة جميلة جابتك الكلية النهاردة عشان قدرنا نشوفك
رنا : بصراحة أنا جاية أقدم على تمهيدى
وليد بفرحة : بجد بجد هتكملى دراسات عليا رنا : أه , وأنت بقى إيه جابك هنا بتكمل دراستك بردو ؟
وليد : حاجة زى كدا
رنا : مش فهمة ازاى حاجة زى كدا
وليد : أنا معيد هنا فى الكلية وناقشت الماجستير كمان وبحضر الدكتوراه
رنا : بجد برافو عليك يا وليد تستحقها إنتض مجتهد وتستاهل كل خير
وليد : بس متنسيش الفضل بعد ربنا ليكى ولا نسيتى تلخيصاتك وشرحك ليا
رنا بابتسامة عند تذكرها : ههه أنتَ لسه فاكر
وليد بجدية : عمرى ما نسيت ولا يوم هنسى
لتوتر وترتاب من كلماته فقد داس على جرحها بأنها من تركته وتخلت عن حبهما وها هو يذكرها الأن .
فتعللت قائلة : فرصة سعيدة يا وليد أنا لازم أمشى
وليد : رنا
فتوقفت واستدارت نصف استدارة ناحيته فقال بخفوت : خدى بالك من نفسك
فلم تستطع أكثر واختفت من أمامه مسرعة دون أن تتفوه بكلمة وفى طريق خروجها من الجامعة هربت دمعة من مقلتها سريعاً ما أزحتها عن وجنتها كى لا يلحظها سليم القابع بالسيارة ينتظرها
وصلت حيث يصف سليم السيارة وصعدت السيارة مختبئة بملامحها الحزينة خلف نظارتها السوداء حييته وجلست بالسيارة صامتة فبادرها قائلاً : عملتى إيه ؟
رنا : تمام بدأت فى إجراءات التسجيل
سليم : مالك ليه صوتك متغير فين الحماسة اللى دخلتى بيها من شوية
رنا لتتهرب من أسئلته : معلش بس صدعت شوية
سليم : معلش طب كويس أنى مسمعتش كلامك وسبتك تروحى مواصلات كان زمانك موتى من الزحمة والتعب
رنا : لم تعلق واكتفت بالنظر أمامها فأدار مقود السيارة وانطلق بها ...
أعادت رأسها للخلف متذكرة أيامهما سوياً وفراقهما منذ ما يقارب الثلاث سنوات .....
أنت تقرأ
رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمد
Romanceهل للحب درجات ؟ تختلف العقول .. تختلف الوجوه .. تختلف الأذواق والألوان ولا يبقى سوى ..العشق الأول تلك الكلمة التى جالت بخاطرى كثيراً ولم أعى معناً لها للأن .... كيف يكون ذاك العشق ؟ كنت أسخر من العشق والعاشقين حتى وقعت بذلك الفخ ؟ هل الحب...