" عِنۡدمٓا يقرًرُ قدركَ شيئاً لن تستطيعَ قطّ الهروبَ منه مهما حاولت ، مثلاً الموتٓی هل كانوا يعتقدون أنَّ بعد دقيقةِ عيشهِم هي لحظۃَ موتهم؟
من كان يظنّۡ أنّه بعد لحظة فرح تليها لحظةَ حزنٍ ستجعلُ الحياةَ مظلمة و تخيًمۡ علينا بسوادِها ؟ أو بعد لحظة حزن هناك لحظةٓ فرحٍ ستجعلُ الحياةَ وردية لامعة؟
إنَّه فقط قدركٓ هو من يتحكَّمۡ في سيرِ حياتِكٓ .
علينَا فقطۡ اختبارَ أنفُسِنا و مدى صبرِنا و أخذَ الأمور برويَّةٍ لربما هو اٌختبار من الإلهِ القديرِ,من يدري؟ ربما تستطيعُ إيجادَ سعادتِكَ حينها.
***
" سيهون ! سيهوون !! تعال هنا بني "
هتف رجل وسيمُ الملامحِ ،تجاعيد تزيِّن وجهَهُ ، و ابتسامة واسعة على شفتيه.
ركض طفل بعمر السادسة إليه ليمسك يده.
" أبي هل نستطيع المجيء هنا كل نهاية أسبوعٍ؟ "
" لماذا ؟ "
أردف السيد أوه متسائلاً.
همٓا كانا بمعرضِ للتصامِيمِ المعماريٓة,هذا الاخير كان مليئاً بالفنونِ التشكيليّٓةِ التي تأسُر العينِ وٓ تجعلُ الإِنسانٓ متساءِلاً عن مدٓى اٌحترافيةِ الفنّٓان كي يوصل عملٓه لهذه المثاليةِ.
" أريد أن أصبح مهندساً معمارياً مثلك مستقبلا أبي ! "
أردف بحماسٍ مفرطٍ.
" حقاً؟! "
توسعت ابتسامٓةٓ والِدِهِ و لمعت عينيه من شِدّٓة سروره.
" أجل انا فقط كنت أراقبكَ أثناء عملِكَ أبي و كيف تحرِّكُ قلمَكَ بانسيابيةٍ لتۡصنَع تلك الزخفراتِ الهندسيَّةِ و كنتُ حقّاً مُولِعاً بمراقبتِكَ..و لم أشعر بنفسي و انا أحاول تقليدكُ .لا انكر انني فشلت عدۃ مرَّاتٍ بالفعلِ لكنَّنِي نجحۡتُ بعد جهدٍ و صبرٍ حتى أنَّني حصلۡتُ على علامةِ تقديرٍ في حصَّةِ الفنونِ التشكيليَّةِ أبي "
ملامح سيهون و هو يتحدث كانت حماسية بشكل مفرط.
مقلتَيۡ والدِه كانت تلمَع بفخرٍ ،هذا ما كان يريد السيِّد أوه من ابنهِ أن يكونۡ،لقد كان سيهون من الأطفال الأذكياء بالرغم من صغر سنِّه إلا أنه يستطيع منافسة من هم أكبر منه على مستوى الذكاءِ و يملك أسلوباً حكيماً في الكلامِ، لم يكن مثل أقرانه حيث لا يثرثر بالكلام الفارغ و لا يلعب سوى بألعاب المهارات الذهنية.
" أستطيع رؤيتَكَ مهندساً ناجحاً في المستقبلِ من الآن بني."
قال السيد أوه بأكثر النبرات لطفا و عينيه بدأت باللمعان من شدة فخره متخيلا ابنه ماسكاً القلم مصمماً أروع الأشكال.
قهقه الطفل بلطافةٍ و براءةٍ.
....
