" و العين إذا رأت الزهور
اشتهت اليد قطفها ليتشهي الأنف
شم عبيق عطرها
و الشفتين اشتهت تذوق ما ألذ و ما طاب
كما حال قلبي اشتهى معانقة قلبكِ
فهل تسمحين لي آنستي ؟ "..
صمت مميت سيطر على أجواء المكان، و كأن الزمن توقف عند هذه اللحظة ، لحظة مميزة لكليهما ، لهما فقط بينما هما الاثنين يواجهان بعضهما بملامح غير مقروءة
حاجبي جوليا ارتفعا ليس لسبب غير دهشتها و تفاجئها من كلامه، لم تتوقع كلامه هذا بهذه السهولة
" ا- أتعني كلامك حقاً ؟ "
سألت بحذر و التوتر يكاد يتمكن منهازفر بشدة و تجاهل تردده و ارتباكه ليردف
" لم أكن متأكداً من كلامي مثل الآن من قبل جوليا. "تزايدت نبضات قلب جوليا لشجاعته، جزء منها متوتر و الجزء الآخر سعيد
" ماذا يعني هذا سيهون ؟ "" لست أدري جوليا، أنتِ أخبريني بماذا تشعرين ؟ "
تساءل شاعراً بالهدوء فجأة بعد غضبه من قليل" آه لا أعلم سيهون ، أشعر بقلبي يرتجف بقوة ! "
أردفت دافعة الخجل بعيداً مثله" كما الحال مع قلبي ، هذا عجيب أليس ؟ "
سألها محدقاً بمعالم وجهها بينما الأخرى تحاول الهرب من عينيه بشدة و هذا واضح لهقهقهت بتوتر مسترسلة " هو كذلك.. "
الاعتراف بالنسبة لشخصين هادئين كحالهما قد يبدو صعباً ، لا يدري سيهون كيف وصل به الحال أن تتغير شخصيته للخجولة مع جوليا و لكن كما يقولون الحب يغير الشخص أياً كان هو.
لكن هيهات مع سيهون، لن يتراجع بعد أن وصلا إلى هذه النقطة ، هو لا يود خسارتها لشخصٍ آخرٍ ، خاصةً إن كان هذا الشخص هو عدوه و سبب كل ما يحدث في حياته الآن..
" جوليا انظري لي ! "
تمتم بلطف رافعاً ذقنها بخفة لتستجيب له بتردد محدقة بعينيه العسليتين، و كما العادة هما بحر تغرق به" أكاد أفقد أنفاسي و أعلن استسلامي أمام مقلتيكِ جميلتي."
اهتزت نبضات قلب الشقراء بعنف إثر همزاته، و بالأخص ذلك اللقب الذي قلب حواسها رأساً على عقب، طفح الكيل هي تشعر أن رجليها لم تعد تحملها بعد
" جوليا "
"سيهون"هتفا بأسماء بعضهما في آنٍ واحدٍ ، ليقهقا بخفة