..
"غيابك عن الأرجاء بات يخنقني بكل مرة
لقاءك كان حياة بالنسبة لي.. "
انتشر السواد بالسماء ليسطع القمر ناشرا نوره الأبيض على الجميع..
يقولون أن القمر و الشمس يكملان بعضهما،و لا أحد منها يستطيع العيش بدون الآخر..
حيث القمر يستمد نوره من الشمس،و يظهر حيث تأخذ الشمس راحتها بعد يوم عناء طويل..
مهما بحثت لن تجد مثل علاقة القمر و الشمس.
بالحديث عن هذان الأخيرين،
بأرجاء ذلك القصر المظلم حيث أعين منفتحة على وسعها تنظر إلى السقف الأبيض بشرود أفكار و فراغ..
مستطح على ظهره بسرير واسع فاخر مريح عكس الذي كان يملكه بالكوخ..
هذا الوضع رغم أنه ما زال لم يعتد عليه،لكنه سيبذل قصار جهده محاولا للرجوع إلى حياته السابقة و الرفاهية التي كان يعيش بها..
لأن هذه هي حياته الأصلية ليست تلك التي بالكوخ!!
الحياة بذلك الكوخ قد علمته العديد من الأشياء و أمورا مهمة كان غافلا عنها.
نظر إلى روجيت عصفورته و أنيسته بوحدته ليبتسم بوسع.
لقد تمكن من إحضار مسجلته و عصفورته فقط لأنهما من يعنيان الكثير له.
" روجيت. "
أردف ليبتسم لها عند تغريدها بذلك اللحن،و كأنها تفهمه أكثر من أي شخص آخر و تعرف ما هو بحاجته حقا!
" نامي الآن هيا ! "
قهقه باستمتاع ليمد يده إلى مسجلته مشغلا السيمفونية المفضلة له لتسطع ألحانها بذلك القصر.
ليغط بعدها في نوم عميق..
..
لا يبدو أن سيهون فقط من كان يعاني النوم،فبطلتنا جوليا كذلك كانت ضائعة بأفكارها العديدة..
و من لا يفعل بمكانها؟
مرضها،لوهان،المسابقة،سيهون..
بذكر ذلك،هذا الأشقر قد حاز على حيز -جل- تفكيرها بالآونة الأخيرة،و هي تجهل السبب حقا.
لقد مضت فترة عن آخر مرة قد زارته بها،و هذا ليس جيد لها البتة..
جزء منها افتقده و افقتد ابتسامته و عينيه المقوستين بلطف..
ربما تفكر بزيارته غدا!!
كادت إغماض عينيها محاولة النوم،و لكن تسلل تلك الألحان المألوفة بالنسبة لها أعاق نومها.
ليفغر فاهها تزامنا مع توسع عينيها،من قد يشغل سيمفونية بيتهوفن غيرها بهذا القصر؟ والدتها ليست من محبي هذا النوع من الموسيقى.
جاي هو؟ حسنا شخصيته لا تبدو محبة للموسيقى بشكل عام!
مينا؟ بحق السماء! مينا و بيتهوفن؟
