الفصل الأول

23.2K 427 45
                                    


وقفت تطالع أمواج البحر الثائرة بعينيها الخضراء الزيتونيه اللامعه والتي تعلن عن دموع حبيسه وشيكه السقوط تحرك الرياح خصلات شعرها البني لتسقط علي وجهها فتزيحها بأناملها مغمضه عينيها تاركه لدموعها العنان للهطول علي وجنتيها فرفعت اناملها مرة آخري ولكن لمسح عبراتها الحارة وابتسمت قبل أن تفتح عينيها عقب ان سمعت ذالك الصوت المميز صوت الطائر الذي اتخذته رفيقا ذات يوم اثناء تواجدها هنا وجدته جريحا فقامت بعلاجه واطعمته واصبحت تأتي كل يوم اثنين من الاسبوع لإطعامه وهو يكون موجود دائما من أجلها .. دست وتين يدها في جيبها وأخرجت بعض الحبوب التي تملأ كفها فرفرف الطائر بجناحيه فرحا وطار ليستقر علي معصمها وانحني برأسه متناولا كافه ما يحويه كفها من الحبوب الواحدة تلو الآخري مدغدغا اياها بحركة منقارة فتضحك هي بسعادة من تلك الحركه .. انتهي الطائر التي اسمته هي ب " زمرد " لريشه الجميل الذي يشبه حجر الزمرد وفرد جناحيه الصغيرين وحلق بعيدا وهو يغرد بسعادة بصوته الجميل فابتسمت له وتين وهي تتابعه بعينيها واضعه يديها أعلي عينيها لتطالعه وهو يتواري خلف السحب البيضاء واختفي صوته هناك فاخفضت عينيها وكتفت يديها وطالعت البحر مرة اخري وعادت الي شرودها من جديد وع وجهها شبح ابتسامه اختفت تدريجيا ...

" وتين حسن القاسم هي الفتاة الوحيده للمرحوم حسن القاسم .. وتين ذات الواحد والعشرين عاما لديها زوج من العيون الخضراء الزيتونيه وبشرتها البيضاء الناصعه بآطرافها الورديه الرقيقه وشعرها البني الطويل الناعم .. وتين طالبه في كليه الألسن كان هذا التخصص وهذة الكليه هو حلم وتين منذ الصغر فهي من عشاق اللغات فكانت ترتاد المكتبه منذ صغرها وتطالع كافه الكتب من كافه اللغات حتي أصبح لديها قاعده كلمات ضخمه في كل اللغات تقريبا وهو ما جعلها مميزة لدي معلميها في جامعتها .. ليس لدي وتين الكثير من الأصدقاء فهي كانت من اعداء التكنولوجيا وخصوصا السوشيال ميديا بكل تطبيقاتها ولم تمتلك يوما هاتفا وهو ما يجعلها دائما مصدر للتعجب والنفور في مجتمعها ووسط اصدقائها لذلك فضلت أن تكون وحيده وتفعل ما تحب علي أن تفعل ما لا يرضيها لإرضاء الجميع "

انقضي اليوم علي وتين سريعا فيوم الاثنين هو يومها الذي تقضيه بمفردها تتنقل بين الصخور والرمال علي شط البحر وتساعد الناس وتفعل به ما يحلو لها دون اي أحد او اي تدخل .. عادت وتين الي منزلها وما أن اغلقت الباب حتي خرجت والدتها " عبلة الكهلاوي " من المطبخ وهي ترتدي مريله المطبخ وتمسك في يدها ملعقه كبيرة

نظرت لها والدتها بعتاب وقالت :
_ كل ده يا وتين ! اخوكي زمانه راجع من الشغل ولو كان جه ولقاكي بره مكنش هيحصل كويس

وتين بإبتسامه هادئه وهي تقبل أمها :
_ انا رجعت اهه قبل ما يجيي يا عبلتي ياحلوة انتي .. وبعدين ياستي انتي عارفه ادهم قلبه طيب ومش بيحب يزعلني ما تقلقيش انتي بس

وتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن