الفصل الثالث

6K 258 17
                                    


اقترب مالك بهدوء من وتين ليتأكد مما يسمع ولكنها لم تكرره مرة اخري حيث اغلقت عينيها تماما فعاد بظهره الي الخلف يفكر بمن تقصد هذة الفتاة ونظر الي معصمه التي تقبض عليه بكفها الضئيل ؟ ولكنه نفض هذة الافكار عن رأسه ما ان رآي وتين تفتح جفنيها ببطء من جديد لتظهر خيوط عينيها الخضراء الصافيه من خلالها ..

شعرت وتين بثقل كبير يحاط رأسها وألم طفيف يضرب اعلي جبهتها ففتحت عينيها ببطء ولكن باتت الرؤيه مشوشه جداا فأغلقتهما مرة اخري ثم عادت لفتحها من جديد فاتضحت الرؤية شيئا فشيئا .. حولت وتين نظرها للجانب فرأت ذلك الشاب الغريب الذي يطالعها عن كثب فرمشت بعينيها بتوتر وتسائلت بخفوت :
_ هو .. هو مين حضرتك ! وانا فين وبعمل ايه هنا علي السرير ده !

قال مالك بهدوء آسر :
_ حمدلله علي سلامتك الاول يا آنسه وتين ! هو حضرتك مش فاكره الحادثه ولا ايه !!

انتفضت وتين من مكانها وقد تذكرت شيئا :
_ البنت الصغيرة ! حصلها حاجه ! ارجوك ما تخبيش عني !!

تألمت وتين من الحركة المفاجئه وشعرت بالدوران فوقف مالك واضعا يده علي رأسها في حنو :
_ حضرتك كويسه ؟؟ حاسه بإيه!!

قالت وتين وبدأت عينيها باللمعان :
_ ارجوك طمني !! البنت حصلها حاجه ؟

قال مالك سريعا متدارك دموعها :
_ والله هي كويسه ما تخافيش أنتي أنقذتيها بس ما قدرتيش تنقذي نفسك وأنا السبب في كل ده أنا آسف لحضرتك أقسملك بالله ما أخدت بالي وأنا جاهز لأي عقاب حضرتك عاوزاه

شعرت وتين بالراحه بعد ان اطمأنت علي الطفله وأرجعت ظهرها للخلف بعد أن نزعت يدها ببطء :
_ الحمد والشكر لك يارب قلبي كان هيقف من الخوف .. وملوش لزمه عقاب ولا أي حاجه حضرتك أعترفت بغلطك وده كفايه ! انا مسمحاك يا ...

قال مالك بإبتسامه رائعه :
_ أنا البشمهندس مالك إبراهيم الزيدي مهندس معماري بس هوايتي الحقيقيه هي البرمجه والانترنت تقدري تعتبريني مجنون بيها شويه ! تشرفت بمعرفتك آنسه وتين !

قالت وتين بتعجب :
_ بس هو حضرتك تعرف اسمي منين !!

قال مالك وهو يشير الي الباب :
_ اخويا عمر زميل ليكي في الجامعه هو عرفني اسمك وهو موجود بره

قالت وتين بتفكير وشبح ابتسامه :
_ عمر ! ما اعرفش ح .... ايواا عمر اللي انا قابلته الصبح ! صدفه لطيفه !

ابتسم مالك واخذ يطالعها وهي تضع يدها علي رأسها وتتألم بخفوت ولكن عادت تصادمات أفكاره :
_ مش باين عليها خالص زي ما بيقول عمر وكمان يعرفها الصبح ولحق يحكم عليها كده ماشي يازفت لما أشوفك دي حتي رفضت ترفع شكوي ضدي ربنا يسامحك ياعمر !

نظرت وتين الي ساعة يدها الفضيه لتستطلع الوقت ولكنها وجدتها مهشمه فشهقت مزعورة وأخذت تمتم بحزن :
_ هاااااا ساعتي !! لا مش ممكن تكون اتكسرت ! دي كانت آخر هديه من باابا الله يرحمه ياخسارة دي مش ممكن تتصلح ملهاش قطع غيار هنا ابدا ، سامحني يابابا غصب عني والله

وتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن