الفصل الرابع عشر

4.2K 181 11
                                    


كان مالك ووتين يتبادلون أطراف الحديث حينما طرق الباب ودلفت طفله صغيرة وهي تدفع الباب بصعوبه فابتسم لها مالك بود حينما جحظت وتين بصدمه شديده وقفزت من مكانها وهي تنطق من بين شفاهها بدهشه :
_ ورد ! ايه اللي جابك هنا

ركضت الفتاة تجاه الفراش فرفعها مالك بتعجب لوتين فاحتضنتها الفتاة سريعا وهي تقول :
_ أبله وتين أزيك ! انتي كمان هنا !؟ انا بدور علي أختي تمارا علشان هما جابوها هنا وانا هربت من الدار وجيت أشوفها

أبعدتها وتين عن حضنها بدهشه وتفوهت بإستنكار :
_ هربتي ! ينفع كده يا ورد !؟ و تمارا هنا بتعمل ايه ومن أمتي !

قالت ورد بطفوله :
_ بس انا معرفش هي هنا ليه ! هي هنا من إمبارح وبيقولوا انها تعبانه اوي

شعرت وتين بالقلق من أجل تمارا تلك الفتاة التي قابلتها في المرة الأولي في دار الأيتام وهي تبلغ من العمر 18 عام ولديها زوج من العيون البنيه وشعر بني غجري وملامح صغيرة ووسيمه وكانت لا تستلطف وتين كثيرا لأنها كانت دائمه النصح لها ولكنها لم تكن لتستمع من أحد أبدا !

وقفت وتين سريعا فمنعها مالك بإصرار قائلا :
_ ايه ده ! انتي رايحه فين مفيش خروج من السرير أصلا اتفضلي أرجعي مكانك ! ومين ورد وتمارا دول !؟

قالت وتين بقلق وخوف حقيقي :
_ سيبني يامالك انا لازم اطمن علي تمارا ! علي الأقل أعرف ايه اللي جرالها ! هحكيلك بعدين بس سيبني ..

قال مالك بإصرار :
_ قولت لأ يعني لأ ! ولو عاوزة تطمني عليها انا هاخد ورد ونروح نعرف ايه اللي حصل وأقولك ! ماشي !؟

فكرت وتين لدقائق وقرأت في عيني مالك اصراره علي عدم خروجها فوافقت مضطره فحمل مالك ورد ذات العيون السوداء والشعر الأسود القصير الناعم وقبلها من وجنتها لتصفعه كف شديد من يدها الضعيفه ليتألم مالك وتضحك وتين بشده

_ كده عيب ياعمو مش تستأذن !.. قالتها ورد بكبرياء

جحظ مالك بعينيه ونظر لوتين فقالت من بين ضحكها :
_ ما تبصليش كده ! انا اللي معلماها تعمل كده !

_ كماااااااااان ! يا صلاة النبي ! ... قالها مالك بمزاح

خرج مالك ووتين تتهالك من الضحك فنظر لها بغيظ وهو يلوي فمه كالأطفال واغلق الباب من خلفه وتقدم الي الإستقبال فنظر الي ورد وتسائل بفضول :
_ هو انتي ساكنه فين يا ورد !؟

قالت ورد ببراءة وعفويه :
_ في دار الأيتام اللي موجوده قريب من هنا بس تعدي الشارع وهتمشي شويه هتلاقي عربيه زرقه من عندها أدخل ناحية ايدي اللي باكل بيها دي ! وبعد كده هلاقي عربيه حمرا انا بدخل الدار من الباب اللي ورا العربيه علطول

ضحك مالك ليقول :
_ انتي حفظتي كل ده امتي ! انا توهت منك وبعدين معلمه الشارع بالعربيات افرضي العربيه مشيت هترجعي ازاي .!

وتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن