الفصل العشرون والأخير

5.3K 189 38
                                    

ركض مالك وعمر تجاه كارما المسجيه أرضا علي قدم مكه وسقط مالك بجوارها وانتزعها من بين يدي مكة لتستقر بين أحضانه وهو يمسد علي شعرها بإنتفاضه شديده وهو يقول :
_ قومي يا كارما يلا نروح مش هنيجي هنا تاني ! يلا ياكارما قومي الناس بتتفرج علينا

كررت مكة حديثها باكيه :
_ كارما ماتت يا مالك !

_ أخرسي مش هسمحلك تقولي كده عن اختي ! ك كارما دي اكتر واحده هتعيش فينا دي هي الصغيرة اخر العنقود مش كده يا كارما ! .. كارما قوليلها دي مش مصدقاني .. قالها مالك وهو يهز كارما فسقطت من بين يديه فأمسكها مرة أخري سريعا وجسده ينتفض بقوة ودموعه تتساقط كالأمطار من اهتزازة جسده فاحتضنها ليصرخ بصوت متألم :
_ كارماااااااااا ماتموتيش ياكاااااااارماااااااا ! اختااااااااااااااااااي يااااارب لا يارب سيبها يارب دي الصغيرة يارب خدني انا مكانها !

فقدت ياسمين وعيها من الصدمه ووتين تبكي بصراخ مرتفع واصدقاء كارما يبكون بشده واخذت شيري تنتحب صديقة عمرها في صمت.. اقترب عمر من مالك وهو يرفع حاجبيه في تعجب ومد يده علي رأس كارما ليقول بصدمه :
_ ك ك كارما ! اسمعي ك كلام مالك ! قومي يلا ياهانم مش وعدتيني انك هترقصي في فرحي ولا ايه هه ! وبعدين مش طول عمرك تقولي انك انتي اللي هتربي ولادنا !! ايه اللي حصل بقا احنا ما بيناش باللي يرجع في كلامه هه ! قومي يلا هزودلك اجرتك ياستي ما تزعليش !

اقتربت مكه من عمر فأزاحها بيده ونظر لكارما التي تبتسم بإشراق كانها نائمه وتحلم ولكن أفسد المشهد قطرات الدماء التي تسيل من جانب فمها بصورة مبالغ بها فأخرج سريعا منديلا من جيبه ومسح عنها الدماء فلمست أطرافه عنقها لم يستطع الشعور بنبضها فضغط بيده بقوه ولكن ليس هناك جديد فارتعشت يده بقوه شديده فضمها مالك لصدره وهو يهتز باكيا فصرخ عمر وانقض علي جثه شكري يضربها بكل قوته وامسك بسلاح الظابط وافرغه بأكمله في جثته وهو يصرخ كالمجنون فأمسك به سامح بصعوبه وثبته أرضا حتي هدأ ..

أمسك إبراهيم بقلبه واستند بظهره علي الجدار فأمسك به مازن سريعا واخذه في سيارته وتوجه به سريعا الي المشفي !

وقف مالك وكارما بين يديه وتوجه بها خارج المحكمه ودموعه تتساقط كالأمطار علي وجنتيه وأسندها علي الكرسي الخلفي .. حاول سامح منعه ولكن لم يستمع له مالك ودفعه بعيدا وأجلس وتين بجوارها ثم ركب حول المقود ودار بسيارته تجاه منزله ...!

حمل آدهم ياسمين ولحق بمالك سريعا في سيارته الي المشفى عله يستطيع إنقاذها ووقف الجميع مشدوها مما حدث في حرم المحكمه من جريمة قتل شنيعه في حق فتاة صغيرة بريئه قتلت من قاتل محترف تكلمت عنها كافه الصحف ومحطات الإعلام لأيام عديده ......

*______________________________________*

وقف مالك بملابسه السوداء وقدميه الحافيتين علي الأرض الباردة علي باب الفيلا الخاصه بهم يستقبل المعزيين الذين أتوا من كل حدب وصوب لتأدية واجب العزاء وعمر يقف خلف منه وقد خلت الحياة من وجه كليهما .. رفع مالك نظره تجاه الرجال الذين يقومون بنصب الصوان في الحديقه الخارجيه وتحرك ليقدم لهم يد العون فأخذ يحرك فراشه الصوان ببطء حتي ثبتها احدي الرجال من الأعلي ومال بجزعه ليربطها من الأسفل وفتح الباب علي مصرعيه ثم عاد الي محله من جديد ..

وتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن