قارئة الفنجان الحلقة 13 بقلمي/ منى لطفي

21.1K 498 4
                                    

قارئة الفنجان

الفصل (13)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

صفّت سيارتها أمام البناية السكنية، ونظرت الى سعادات قائلة بابتسامة:

- وصلنا يا ستِّي، الطريق ما يتوهّش..

سعادات بابتسامة سعيدة:

- طيب عشان خاطري اتفضلي اشربي كوباية شاي، دا أنا عليّا شاي بالنعناع ما تقوليش لعدوِّينك (يعني أعدائك) عليه..

ندى بابتسامة:

- معلهش يا سعادات الوقت متأخر زي ما أنتي شايفة، الساعة قرّبت على 12، يوم تاني أكون عاملة حسابي، ونكون بدري شوية..

سعادات بإلحاح:

- عشان خاطري يا أبلة ندى، أنا أصلا مش عارفة أنتي هتروّحي إزاي لوحدك في الوقت المتأخر دا؟..

ندى باطمئنان:

- ما تشغليش بالك يا سعادات، دي مش أول مرة، وبعدين السواق مع بابا وماما وأنا قودامك كلمتهم وطمنتهم، ياللا أنتي عشان أكيد باباكي ومامتك تلاقيهم قلقانين عليكي..

سعادات بإصرار ونظرات رجاء تامة:

- عشان خاطري يا أبلة، كوباية شاي واحدة بس، ويا ستي مش هتأخرك ولا حاجة، كأنك وقفتي في الاشارة اللي محدش عارف لها امتى بتشتغل وامتى بتقف دي!!..

ضحكت ندى بخفة وقالت وهي تومئ بالموافقة:

- حاضر يا ستي، موافقة وأمري لله، استنيني بقه أركن العربية كويس، وننزل سوا..

وبالفعل أوقفت ندى سيارتها بموازاة الرصيف، وترجلتا منها، ثم تأكدت ندى من إغلاقها جيدا قبل أن تتجه مع سعادات الى البناية السكنية العريقة التي يشي شكلها بعمرها منذ أواسط خمسينيات القرن الماضي!..

دلفتا الى داخل البناية، لتتجه سعادات الى باب صغير أسفل الدرج، ونادت بصوت عال:

- يا أبو سعادات...

ثم دفعت الباب الخشبي للغرفة دفعة بسيطة ليصدر صوت أزيزا عاليا، أتبعه أصوات مرحبة، في حين وقفت ندى في زاوية كي لا تكشف داخل الغرفة، لترى بعدها سعادات وهي تدلف خارجا من الغرفة تقول وهي تشير اليها بالدخول:

- اتفضلي يا أبلة..

وأفسحت لها بالدخول، لتدلف ندى وهي تلقي السلام بابتسامتها الرقيقة، لترى سيدة مليئة البدن الى حد ما ترتدي عباءة مزركشة بالزهور العريضة، تكسوها من أعلاها إلى أسفلها تقبل عليها وهي تعدل من وضع وشاحها الأسود الذي يغطي شعرها، وتهتف مرحبة بها ببشاشة وببساطة خالصة أيقنت منها ندى أن سعادات قد اكتسبتها من والدتها:

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن