قارئة الفنجان الحلقة 19 بقلمي/ منى لطفي

20.8K 452 15
                                    

قارئة الفنجان

الفصل (19)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد (منى لطفي)

كانت تسير تتلمس طريق العودة في تلك المزرعة الضخمة وهي لا تتبين مسارها جيدا فقد كانت منشغلة بإطلاق كافة أنواع الشتائم التي سمعتها في حياتها على ذلك الكائن المسمى "لؤي".. بل وتسبّ حظها العاثر الذي أوقعها في طريقه من البداية، وذلك حين أبصرت شيئا ضخما يمرق من أمامها كالسهم فقطبت جبينها وهي تدور برأسها خلفه علّها تتبين ماهيته وما هي إلا لحظات وكانت عقدة جبينها تنحل وترتفع حاجبيها إلى الأعلى في دهشة وتتسع حدقتيها تتابع ما أمامها في ذهول وصدمة وهي ترى تلك المتحذلقة والتي تذكرتها بعد أن ذهبت صدمة رؤيتها لها وهي تقبل عليهم أثناء جلستهم في الحديقة، فتلك المدللة السمجة لم تكن إلا شقيقة ذلك الكائن الضخم الذي ما انفك يغيظها بقوة حتى أنها تشك أنها ولا شك من أن فوران دمها قد بلغ المائة وثمانون درجة!!..

كانت تلك الحمقاء تعلو صهوة حصان ضخم فيما يجلس معها فوق نفس الجواد.... رجل!!!

تمتمت بشتيمة محركة شفتيها بدون صوت وهي تنظر اليهما بصدمة بالغة:

- هااااار أوسد!!!!!!!...

ثم قطبت وهي تراه يترجل عن ظهر الفرس ويمد يده يساعده على الترجل بدورها، لتشمر عن ساعديها وتتجه ناحيتهما كمن يقوم بضبط مجرم متلبس بجريمته!!!..

كان حازم يساعد رشا على الترجل والتي ما أن شعرت بالأرض الصلبة أسفل قدميها حتى سحبت يدها من راحته الضخمة سريها وضربته بقبضتيها الصغيرتين في صدره العضلي الضخم وهي تهتف فيه بشراسة قوية:

- يا متخلّف حد يعمل كدا؟... إيه اللي أنت عملته دا؟..

حازم ساخرا:

- مالك؟.. مش على أساس أنك فارسة ماهرة؟.. فيه فارسة تخاف من الحصان وهو بيجري بالشكل دا؟.. دا أنتي قفشتي فيا زي ما يكون روحك هتروح!!!..

زادت نيران غضب رشا تطالعه بعينين واسعتين ترسلان شرارات عالية بينما غمق لون عيناها الذي يحاكي لون السماء زرقة ليصبح كالسماء الرمادية في ليلة شديدة العاصفة واقتربت منه تلطمه بقبضتها بقوة وهي تصيح فيه بحدة شديدة:

- روحي لو كانت هتروح يبقى من ريحة البهايم اللي كانت عالقة فيك يا دكتور البهايم!!!... أنت أنسان مش بتفهم، اللي حصل لي مش خوف لكن أنا كنت لسّه دايخه من الوقعة اللي وقعتها من شوية، وكل ما كنت بتخلي الحصان يجري أسرع كنت حاسة مش بس الدوخة بتزيد لا وعاوزة أرجّع كمان، عشان تزعل أوي لما أقول عليك مجنون، أنت مش بس مجنون.. لا.. وغبي ومتخلّف كمان وشكل الحمير اللي أنت عايش بينهم بهتوا عليك!!!!!!!...

كتمت سعادات شهقة كادت تفلت منها وهي ترى رشا تنهال بالسباب والتقريع على ذلك الرجل العضلي وكأنه لاعب محترف لرياضة كمال الأجسام أو رفع الأثقال!!.. بينما يدنو هو منها وعيناه تمسحانها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها، لتقف رشا أمامه مرغمة قدميها على عدم التحرك محاولة بث الهدوء في نفسها متجاهلة قلبها الذي يقرع خوفا بين جنبات صدرها!!!..

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن