قارئة الفنجان
الفصل (37)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
وقف ينظر الى والده الذي أمسك بالجريدة اليومية يقرؤها، تقدم بخطى بطيئة حتى وقف أمامه والتزم الصمت، ليبعد عبد العزيز الجريدة جانبا ويطالع علاء ابنه والذي التزم السكون التام فيما حملت عيناه حيرة تفوق سنوات عمره الطفولي بمراحل...
عبد العزيز بابتسامة أبوية حانية وهو يضع الجريدة جانبا مشيرا اليه ليتقدمه:
- تعالى يا علاء يا حبيبي.. قرّب..
تقدم علاء بخطوات مترددة ليمسك أبوه بيده ويجلسه بجواره ثم يحيط كتفه بذراعه ويميل عليه قائلا بابتسامة متزنة:
- ها يا علاء... شكلك عاوز تقول حاجة، إيه هي؟...
جلس علاء وهو مطأطأ رأسه الى الأسفل وما أن سمع سؤال والده حتى رفع رأسه يطالعه بأمل طفولي متردد بين مقلتيه العسليتين وهو يقول بصوت حمل شوقا كبيرا:
- ماما!!!!!..قطب عبد العزيز لثوان ثم قال بهدوء وابتسامته لا تزال على وجهه وان فترت:
- مالها يا علاء؟..
هرب علاء بعينيه بعيدا وأجاب باضطراب وهو يسترق النظرات الى والده سريعا:
- هي.. صحيح في السجن؟!!!!!!!!
دهشة اعتلت ملامحه لأقل من الثانية سرعان ما أخفاها ليتساءل بعدها:
- مين اللي قال لك الكلام دا يا علاء؟...
لينسى علاء خوفه من مواجهة والده ويرفع رأسه ناظرا الى والده هاتفا بلهفة:
- زمايلي في المدرسة!!... بيقولوا أنه ماما... – وخبت لهفته ليكمل بألم – مسجونة!!!
تنهد عبد العزيز عميقا وانتظر لثوان قبل أن يجيب:- علاء... الكلام في الموضوع دا مش هتقدر تفهمه كويس حاليا على الأقل، لكن كل اللي المطلوب منك أنه مهما سمعت عن مامتك فأوعى تنسى أنها.. مامتك، اوعى يا علاء تقلل من احترامها في يوم، والولاد اللي بيتكلموا دول لازم تكون قوي وتقدر تواجههم، ماما في السجن؟... – سكت عبد العزيز ليردف محركا كتفيه بلا مبالاة – آه!!!!
جحظت عينا علاء في ذهول ليتبادل النظرات مع سمر والتي وقفت متوارية خلف باب غرفة الجلوس في انتظار ما سيسفر عنه مواجهة توأمها مع أبيهما، ولكنها لم تستطع منه نفسها من استراق السمع، لتجد قديمها وقد ساقتها في غفلة منها الى الداخل ليفضح وجودها شهقة صغيرة ندت منها، فنظر عيد العزيز اليها ليشير اليها بالتوجه اليه، وكالمغيبة سارت حيث تلقفها بين أحضانه وأجلسها فوق ركبتيه، بينما تساءل علاء بصوت ضعيف:- مسـ.. مسجونة؟.. يعني إيه يا بابا؟.. وليه؟... يعني... الولاد كلامهم كان صح؟.. وسمر..
وأشار الى شقيقته التي غامت عيناها بدموع كثيفة متابعا وهو يحاول حبس دموعه:

أنت تقرأ
( قارئة الفنجان بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي
Lãng mạnقلرئة الفنجان بقلمي / منى لطفي الملخص بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا ......لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود فحبيب...