قارئة الفنجان الحلقة 27 بقلمي/ منى لطفي

18K 454 13
                                    


قارئة الفنجان

الفصل(27)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

جالسة فوق فراشها بغرفتها في منزل أبيها، ترفع ركبتيها إلى الأعلى تحيطهما بذراعيها بينما تغيم عينيها بدموع حزن وألم، لا تصدّق أنها منذ أربعة أيام فقط كانت عروس ترسم البهجة ملامحها، لتغيب بسمتها بين ليلة وضحاها ولا تكف عينيها عن ذرف دموع الحسرة والحزن و... الندم!!!!..

نعم.. هي نادمة، بل تتآكل ندما على ما حدث وكان!!!.. لم تستمع لما أمرها به، لتصل بها الحالة وهي لا تزال عروسا في أول أيام زواجها أن عادت الى بيت أبيها، تجرّ وراءها أذيال الخيبة والندم!!...

مر أمامها ما حدث منذ أربعة أيام كشريط سينمائي، منذ فجعتها برؤية جثة كريم، ثم حضور عفاف فجأة لتصرخ وتولول متهمة لها بقتل شقيقها، وأخيرا... مجيء حبيبها.. أنور!!!..

يا الله!!.. كم تمنت وقتها أن تنشق الأرض وتبتلعها عوضا عن أن ترى تلك النظرة المصدومة المذهولة التي احتلت ملامحه، وما أن بدأ تشرح ما حدث وأنها ليس لها يد في موته حتى تعالت صافرة سيارة الشرطة، وكأنه فيلم عربي سخيف تشاهده، حيث تأتي الشرطة لضبط المتهم والتي هي زوجة تقتل عشيقها لخلاف بينهما فيما تفاجأ بالزوج المخدوع أمامها!!!!...

ولكن.. أنور لم يتركها، بل وقف بجانبها وساندها، رافضا أن يوجّه أيّ كان كلمة لوم واحدة لها، وبينهما.. التزم الصمت التام!!.. كان عقابها بسكوته أسوأ بمراحل من أي عقاب آخر!!.. كان أهون عليها لو صرخ فيها، ضربها، ولكن... لا يقابلها بهذا السكون الرهيب وتلك النظرات التي تقتلها حية!!!...

لتنتهي القضية ببساطة، فبعد أن نجح المحامي الذي أحضره يوسف أن يخرجها بعد دفع كفالة مالية بمبلغ وقدره، فلا يود دليل ادانة لها، هي وحدها من اكتشفت الجثة ولكنها ليست متهمة بأي شيء، وجاء تقرير الطبيب الشرعي والذي استعجلته النيابة، ليبين أن القتيل قد مات نتيجة تعاطي جرعة مخدر زائدة، وتأتي الصدمة الكبرى على لسان "عائشة".. تلك الصبية البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما والتي تعمل كخادمة لدى عفاف، فبسؤالها أثناء تحقيقات الشرطة، أجابت بما جعل عفاف تنهار من فورها!!..

قالت عائشة وهي ترتعد من وقوفها أمام وكيل النيابة:

- أنا هقول يا بيه كل اللي أعرفه..

- تمام يا عائشة، افتح يا بني المحضر.. اسمك وسنك وعنوانك...

بعد أن أدلت عائشة بالمعلومات الروتينية قالت:

- ست عفاف بعتتني اشتري لها حاجات من البقالة اللي تحت، أنا نسيت آخد الموبايل بتاعي معايا، حاكم يا باشا أنا لازم أسمع أغاني وأنا ماشية بزهق آه..

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن