قارئة الفنجان
الفصل (41)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
راقبت تعبيرات وجهه الغارق في نوم عميق وكأنه لم ينم منذ زمن طويل، فيما ذراعه الأيسر يحيط بخصرها بقوة تماما كالطفل المتشبث بأمه يأبى افلاتها!!..
لأول مرة منذ زواجهما يعبّر عن حبه لها بمثل هذا الجموح والعنف، ليحتويها بعدها بين أحضانه هامسا بكلمة واحدة خرجت منه كأمر لا يحمل النقاش:
- بحبك!!!!!..
و.. نام!!.. بمعنى أصح غرق في غياهب الكرى، وهي قضت ليلتها ما بين دهشة وتساؤل، فأما دهشتها من احساسها من أن هناك شيئا مختلفا فيه بعد سفرته هذه المرة، كلماته التي رماها بها ما أن شاهدها ليست على سبيل المزاح أبدا بل هي على يقين من أنه كان يعني كل حرف فيها، مما يفيد بأنه على طريقه الصحيح لفقدانه.."عقله!"".. نعم!.. فلو حدت الغيرة بلؤي أن يشك بها فهو يكون قد جُنَّ لا محالة!!.. لكنها لا تريد التسرّع والقفز في استنتاجاتها، لأن لو تأكد لها أن حدسها صائب فستكون تلك.. كارثة الكوارث!!..
كيف له أن يجمع بينها وبين زوج أخته؟!!.. ربّاه.. تكاد تفقد عقلها من كثرة التفكير، لقد أخضعها بالامس لتحقيق مفصّل عمّا حدث طوال الأسبوعين المنصرمين، وأين كانت، وأين ذهبت، ولما أخته هنا، وما سبب وجود حازم، ذلك الذي ما أن رآه حتى تلقى تحيته له بسلامة العودة بابتسامة صغيرة لم تصل عينيه بضعة كلمات جافة لم ينتبه لها سواها هي، في حين لم يلتفت كلا من رشا وحازم الى تغيّره ما أن حضر الأخير، لتتجمد ملامحه وتنقلب نظراته إلى أخرى مرتابة، فيما أمسى طوال السهرة وهو ينقل نظراته خفية بينها وبين.. زوج شقيقته!!!..
وحدها هي من انتبه لهذا، فهي تحفظ لؤي عن ظهر قلب، تعلم جميع سكناته ونظراته، ولكنها كذّبت نفسها بل وهاجمتها بأن لؤي من سابع المستحيلات أن يظن فيها ذلك الظن المشين، ولكنها غيرة الرجل الشرقي الطبيعية، فهو قد سمعها وهي تمدح بحازم، وسمع حازم قبلا وهو يثني عليها لدى أخته، وهو من أخبرها بذلك بنفسه، لذا فغيرته أمرا طبيعيا خاصة أن كان متملّكا في حبه بهذا الشكل!..
كادت... كادت أن تنسى الأمر برمّته لولا ما تفوّه به بالامس بعد ليلة الحب العاصف التي قضياها، إذ همس وهو بين الصحو والنوم بينما يحكم قبضته عليها حتى كادت تزهق أنفاسها:
- أنتي سعادتي أنا وبس.. ومش هسمح لأي حد أنه يفكر مجرّد تفكير فيكي!!!!..
لتعلم أن الأمر قد أخذ أبعادا أخرى لديه، فلزم وقفة قوية لها... كي تكبح جماح غيرته الجنونية تلك فلا تنغّص عليها حياتها معه!!!...
تسللت من الفراش عند خيوط الصباح الأولى، لتذهب الى الحمام الملحق بجناحهما بعد أن أبعدت ذراعه ببطء، اغتسلت وأبدلت ثيابها بأخرى بسيطة، سروال من الكتان بني اللون وبلوزة صيفية صفراء اللون، تصل أكمامها الى المرفقين، ورفعت شعرها الذي استطالت خصلاتها الى ما بعد كتفيها عل هيئة ذنب الفرس، وانتعلت حذاءا خفيفا، ثم اتجهت الى الاسفل تريد صنع كوبا كبيرا من القهوة السوداء كي يصفو ذهنها، فقد بدأ الصداع يضرب بجنبات رأسها، لتقرر أن شطيرة من مربى الكرز عشقها الذي تعلمته على يدي مجنونها وكوبا كبيرا من القهوة السوداء الثقيلة هما العلاج الناجع لألم رأسها المتزايد!!..
![](https://img.wattpad.com/cover/126195422-288-k454761.jpg)
أنت تقرأ
( قارئة الفنجان بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي
Romanceقلرئة الفنجان بقلمي / منى لطفي الملخص بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا ......لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود فحبيب...