قارئة الفنجان الحلقة 44 بقلمي/ منى لطفي

19.5K 416 9
                                    

قارئة الفنجان

الفصل (44)

بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

هرعت الخادمة لتفتح الباب فيما لحقتها نازلي وهي تتوعد هذا الطارق المجنون والذي يكاد يهدم البيت فوق رؤوسهم من قوة ضرباته للباب، وما أن شرعت الخادمة الباب حتى انطلق يوسف كالقذيفة وهو يزأر بشراسة فيما يتلفت هنا وهناك بلهفة محمومة:

- فين.. ها؟.. راح فين؟..

ليعلو صوت نازلي وهي تهتف بحدة آمرة:

- سوس(هس= اصمت) أدب سيس خرسيس!!.. أنتي ازاي اضربي باب بالشكل دا؟.. اتجننتي يوسف؟..

يوسف بنفاذ صبر واضح:

- يا أنـّا مش وقته دلوقتي، المهم البيه راح فين؟..

قطبت نازلي مكررة بعدم فهم:

- بيك!!.. مين بيك؟!!
يوسف بسخط:

- لؤي بيه، انا شايفه دخل من دقايق بس، ما استناش أول ما عرفنا من أنور أنه سعادات عندك طار زي الريح بعد ما ندى قالت له العنوان!!!

نازلي بحنق واضح:

- أنور كلبة دي قالت على مكان سعادات؟..

يوسف بقلة صبر:

- يا أنـّا هيكون راح فين أنا شايفه دخل قبلي من شوية!!!

نازلي بتفكير:

- أنا مش شوفت....

لتبتر عبارتها وقد انتبهت لعدم قدوم سعادات إثر جلبة يوسف الكبيرة مما أثار الريبة في نفسها ليشحب وجهها وهي تتمتم:

- أمان ربي أمان...

ثم اتجهت الى غرفة الجلوس حيث تركت سعادات فيها منذ قليل، وما أن فتحت الباب حتى أبصرت لؤي يجلس بجوار سعادات الراقدة فوق الاريكة العريضة يملّس على شعراتها، لتخطو بخطوات سريعة حسب ما سمح لها به سنّها وهي تصيح بغضب:

- انتي كلبة خنزاؤورة.. شيلي ايدك!!!!
وفي غضون لحظات كان يوسف قد لحق بها فيما وقفت الخادمة عن بعد تراقب ما يجري أمامها بترقب وشغف!!... تقدم يوسف من مكان جلوس لؤي وهو يزأر بعنف:

- مين سمح لك انك تدخل هنا؟.. عملت فيهلا ايه خلّاها وقع من طولها؟..

نهض لؤي ببطء كي لا يزعج سعادته ووقف أمام يوسف ببرود قائلا ببساطة:

- أنا جوزها، وطبيعي أنا موجود في المكان اللي فيه مراتي، أما بقه ليه أغمي عليها فأعتقد من فرحتها أنها شافتني!!!!

انقض يوسف عليه يقبض على تلابيبه وهو يهتف بشراسة مخيفة:

- أنا سبق وقلت لك قبل كدا نجوم السما أقرب لك منها، الراجل اللي يعمل في مراته زي ما أنت عملت ما يستاهلش ضوفرها...

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن