قارئة الفنجان
الفصل (15)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
وقفوا جميعهم وكاءن على رؤوسهم الطير بعد ان اطلق عبد العزيز كلمته التي كانت كدوي الرصاص، نظرت اليه عفاف في صدمة بالغة فيما حاكى وجهها شحوب الموتى وهي تتمتم بذهول شديد:
_ عبد العزيز... انت... طلقت... طلقتني!!!..
طالعها عبد العزيز بغضب عنيف واجاب بقسوة بالغة:
- دي اقل حاجة اعملها لواحدة زيك، لا راعت حرمة بيت ولا الراجل اللي هي شايله اسمه ، انتي ما تستاهليش انك تفضلي على ذمتى او تشيلي اسمي ثانية واحدة بعد كدا.. واذا كنت ندمان على حاجة فعلى السنين اللي انحسبتي عليا فيهم... مراتي!!!!!
عفاف بحقد اسود وكراهية تقطر من احرف كلماتها:
- كل دا عشان وافقت ترجع لك؟.. تحكم على عيالي باليتم وانت على وش الدنيا عشانها؟
ابتسم عبد العزيز واجاب بسخرية ومرارة:
- مين اللي قالك انها وافقت؟
قطبت عفاف متساءلة بتوجس فيما انصبت الاعين على فريدة التي تسمرت واقفة كالتمثال الشمعي:
- قصدك ايه؟
عبد العزيز بمرارة وهو ينظر الى فريدة باسف وحزن عميقين:
- فريدة رفضتني، قالت لي مش هي اللي تخرب حياة غيرها وما تقبلش تكون زوجة تانية ومرات اب، دا غير انها لا يمكن توافق ان ولادي يمروا بنفس التجربة االي مرت بيها رنا بنتنا.. لانك اكيد مش هتقبلي انه يكون ليكي ضرة... شوفتي هي اتصرفت ازاي وانتي يا مراتي اتصرفتي ازاي؟..
ابتعد عبد العزيز عن عفاف مقتربا من فريدة ووقف على بعد خطوات منها مكملا باءسى عميق:
- انا على اد ما انا ندمان على طلاقي من فريدة....
سكت ثم التفت يطالع عفاف بشراسة مردفا بصدق موجع:
- ندمان اكتر على جوازي منك.. وولادي هيتربوا في حضني، انتي متنفعيش تبقي ام.. هتعلميهم ايه، هتغرسي فيهم اي قيم؟.. انت للاسف فاشلة كزوجة وافشل كاءم!!!
لم يترك لعفاف المذهولة المجال لترد فقد التفت ثانية لفريدة وتابع باسف عميق:
- انا اسف ، سامحيني يا فريدة، انا كنت اناني جدا ، واوعدك مش هسمح لاي حاجة او اي حد انه يمسك بكلمة... انتي حاجة كبيرة اوي يا فريدة... اوي....
تقدم انور من عفاف وقال بصرامة مشيرا بيده الى الباب:
- اتفضلي... البيت دا له احترامه، وصاحبته طالما معرفتيش تحترميها يبقى ما تخطيش عتبته تاني.....
سارت عفاف الى الخارج براس مرفوعة فقد رفضت اظهار اي علامة حزن او ضعف وما ان وصلت الباب حتى وقفت على عتبته ونظرت لعبد العزيز قاءلة بجدية شديدة:
- على جثتي انك تاخد ولادي مني... والايام بيننا....
وانصرفت تاركة خلفها قلبا ينزف، نظرت رنا لفريدة الشاحبة وامسكت بيدها هامسة بقلق عظيم:
- ماما... تعالي حبيبتي ريحي في اودتك... انتي شكلك تعبان..
لم تكد فريدة تخطو خطوة واحدة حتى سقطت بين يدي ابنتها التي صرخت عاليا باسم امها فهرول اليها كلا من انور ووالدها ولكن كان انور اسرع فحملها متجها الى غرفتها فيما حاولت رنا ايقاظ امها، ليسارع جارهم الطبيب والذي كان مدعوا الى حفل عقد القران لفحص فريدة، وقد طلب من الجميع اخلاء الغرفة ما عدا رن،. بينما اتجهت زوجته من فورها الى شقتهما لإحضار حقيبته الطبية.
خرج الطبيب من الغرفة تلحق به رنا بينما هرع اليه عبد العزيز وانور فيما انصرف الجميع ولم يبقى سوى ندى واسرتها وسعادات ويوسف ، سأل عبد العزيز في لهفة الطبيب عن حال فريدة ليجيب الاخير بمهنية وان كانت عيناه حملت نظرة شفقة:
- الحمد لله اطمنوا، بس انا عاوزها تدخل المستسفى تعمل شوية تحاليل وفحوصات مهمة، انا كلمت فعلا عربية الاسعاف للمستشفى اللي بشتغل فيها وهي على وصول!...
هتفت رنا بقلق عظيم:
- ليه يا دكتور؟.. حضرتك شاكك في حاجة؟ ماما مالها؟..
زفر الطبيب بعمق واحاب باسف:
- للاسف يا رنا يا بنتي.. فريدة هانم اغمي عليها بسبب ارتفاع شديد في.. السكر!!.. انا قسته بالجهاز بتاعي، نسبة السكر عالية جدا.. ولازم مستشفى... ربنا يطمنا عليها...
لم يصدق عبد العزيز ما تسمعه اذناه فاسرع للداخل فيما صرخت رنا بهلع هاتفة:
- مامااااا...
ليسارع انور باحتضانها بينما ترنحت ندى في وقفتها لتفاجأ بمن يسارع باسنادها فاستندت عليه بعد ان طالعته بنظرة مشتتة.. خائفة.. مضطربة.. فهمس لها يوسف بحنان غمرها قائلا:
- ما تخافيش يا ندى، فريدة هانم هتبقى كويسة ان شاء الله.. ما تخافيش يا حبيبتي..
نظرت اليه ندى بتضرع هامسة برجاء:
- اكيد يا يوسف؟
يوسف بثقة وان كان القلق على حال فريدة يساوره ولكنه لن يفصح عنه امام ندى:
- اكيد يا حبيبتي.... ان شاء الله اكيد...
فارتاح راس ندى على كتف يوسف وهي تؤكد هامسة برجاء:
- ياااارب.....
فيما بالداخل كان هناك قلب عاشق مكلوم يخشى فقدان حبيبته التي احتواها بين ذراعيه لتتوسد صدره فيما يهمس لها ودموعه تجاهد للخروج من مقلتيه:
- انا السبب.. انا السبب.. ما تسيبينيش يا فريدة... ما تسيبينيش، انا اسف.. اسف.. اسف..
وانحدرت دمعة ألم صامتة تجري فوق لحيته الناعمة... وما اقسى دموع الرجال!!!....

أنت تقرأ
( قارئة الفنجان بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي
Lãng mạnقلرئة الفنجان بقلمي / منى لطفي الملخص بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا ......لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود فحبيب...