قارئة الفنجان الحلقة 46 والخاتمة بقلمي/ منى لطفي

32.2K 832 148
                                    

قارئة الفنجان

الفصل (46)/"الخاتمة"

بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

شعرت وكأنها تقف على سطح هلامي، وتمادت الأرض تحت قدميها ما أن سمعت عبارة دوللي لولدها أنها لن تتركه ثانية أبدا، لتهتف بضعف وهي تترنح تضع يدها فوق جبهتها:

- يو.. يوسف!!!!

ليلتفت يوسف اليها فحدق فيها في دهشة وهرع اليها يسندها وهي تتمايل هاتفا بقلق:

- مالك يا حبيبتي؟...

ندى بوهن:

- اسندني يا يوسف.. اسند.. ني!!!!!

فرفعها يوسف بين ذراعيه واتجه الى الأريكة ليضعه عليها تاركا دوللي تقف بالباب وهي تحتضن طاهر والذي ما أن رأى يوسف وهو يحمل ندى حتى صاح عاليا وهو يحاول أن يتملّص من يديّ والدته التي ذهلت للحالة التي تلبّسته:

- دايااااا.. داياااااا.....

فوضعته أرضا وما أن لامست قدماه الصغيرتين الأرض حتى انطلق من فوره حيث ندى في حين جلس يوسف بجورها يمسح على وجهها، فتشبث بساق يوسف ليصعد بجوار ندى التي كانت تترنح بين الاغماء واليقظة ليربت على وجنتها بيده الصغيرة وهو يقول بصوت باكي:

- دايا... توتي بيبي... دايا....

راقبت دوللي ما يحدث أمامها بذهول تام، فابنها الذي لم يبتعد عنها سوى منذ شهور فقط قد تجاهلها كليّة ما أن لمح أبوه وهو يحمل زوجته، ليهرع إليها وتكسو وجهه علامات القلق الشديد وهو يناديها بلهفة ممزوجة بغصّة بكاء!!!..

تقدمت الى الداخل لتقف على مقربة منهم، لتسمع يوسف وهو يطمئن طاهر بأن ندى بخير، فيما الأخيرة تهمس بضعف وابتسامة شاحبة تزين ثغرها موجهة لطاهر:

- أنا.. أنا كويّسة توتي، ما تخافش حبيبي...

دوللي بوجوم:

- ألف سلامة عليكي..

ندى بشبه ابتسامة صغيرة:

- الله يسلّمك..

في حين تدخل طاهر قائلا بحزن وخوف وكأنه يستنجد بها:

- دايا ماما... دايا!!!!

اقتربت دوللي منه والتي فهمت معنى "دايا".. وأنه يقصد بها ندى، وقالت بابتسامة صغيرة بغية تهدئته وهي تلاعب خصلات شعره الأسود القصيرة:

- دايا كويّسة حبيبي...

تحاملت ندى على نفسها لتعتدل جالسة بمساعدة يوسف وتقول بصوت بالكاد يخرج:

- انا كويّسة توتي، ما فيش حاجة حبيبي...

ليرفع طاهر نفسه فوق ركبتيه يحيط عنقها بذراعيه الصغيرتين يضمها بأقصى ما يستطيع إليه وهو يردد بحزن:

( قارئة الفنجان  بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن