قارئة الفنجان
الفصل (29)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
دلف الى ذلك المكتب الفخم في تلك البناية الشاهقة، يمشي بخطوات واثقة ورأس مرفوع بشموخ وإباء، وقف لهنيهة وسط الغرفة فيما كان ذلك الرجل الخمسيني العمر يراجع بعض الأوراق بينما يقف مدير أعمال بجانبه...
تفحص فيه جيدا ليجد أن جسده الممشوق وقوامه الرياضي ينمّان عن مدى اهتمامه بصحته، فمن يراه يظنه في أوائل الاربعينيات وليس أواخر الخمسينات، أي أصغر من عمره الحقيقي بما يقارب الخمسة عشر عاما، ومع الشيب الأبيض الذي يغزو فوديه يكسبه جاذبية خاصة، يجيد ذلك الثعلب الكهل استخدامها خاصة مع... الفتيات الصغيرات، فهو متخصص في السن من 14 إلى 22 عاما، ليبتسم بسخرية خفيفة، إذن فلا داعي للعجب من فسق ابنته، فقد ورثته وبالكامل عن أبيها، رجل الأعمال الوقور شكلا... الحقير مضمونا!!!!!!..
رفع الأخير رأسه ليزم عينيه ناظرا اليه بتركيز شديد قبل أن يصرف ساعده الأيمن بحركة بسيطة من يده، وكأنه يهش بها حشرة تزعجه!!... تحدث بصوت رخيم:
- طلبت مقابلتي لأمر ضروري... ولو أني مافيش أي سابق معرفة بيننا..
وسكت باسطا يده يعطيه الإذن بالحديث وكأنه يأمره، مما جعل يوسف يجز على أسنانه، فأكثر شيء يكرهه هو التعالي والغرور، وخاصة من ذلك الزنديق الذي يجلس تحيطه هالة من الوقار والتي ما هي إلا فقاعة هواء!!!.. يوسف ببرود وهو يجلس دون أن ينتظر إذنه له بالجلوس ناظرا اليه بتحد لم يعجب ذلك الرجل المهيب الجالس وراء مكتبه يطالعه بنصف عينين بينما عقله يعمل كالمكوك ويتصيد أية إشارة تصدر من يوسف ليحللها عقله، فليس عبثا أن سمي في دنيا المال بـ.. الثعلب!!..
يوسف ببرود:
- لكن فيه معرفة قوية بيني وبين.. - سكت قليلا قبل أن يلتفت إليه يطالعه بتركيز شديد قبل أن يتابع ببطء ضاغطا على أحرف الاسم - بنت حضرتك... مايسة!!!!!!!
ولأول مرة يستطيع بشري أن يخترق درع الثعلب السميك مسببا شرخا ولو بسيطا فيه، إذ تخلى عن بروده وهتف بحدة فقد بوغت من تصريح يوسف بمعرفته بابنته:
- إيه؟!!!!!!!!!.. انت بتقول إيه؟...
يوسف ببساطة وهو ينفض ذرة غبار وهمية من فوق كم سترته:
- اللي سمعته!!. مايسة هانم كانت في وقت من الأوقات.. - ليدير عيناه له مكملا بابتسامة تشف واضحة - مراتي!!!!!!
هب الرجل واقفا يضرب بقبضته سطح المكتب الماهوجني أمامه هادرا بغضب:
- مرات مين يا مجنون أنت؟.. أنا عمري شوفتك قبل كدا؟.. بنتي تتجوزها أزاي من غير ما أشوفك ولا اعرفك؟..
نهض يوسف بدوره وأجاب وهو يعتدل واقفا أمامه:
- وهو دا فعلا اللي حصل!!.. أنا اتجوزتها من غير ما تشوفني ولا تعرفني، عادي.. ما هي متعودة على كدا!!!!!
قطب رحمي الشرقاوي وهتف بحدة وريبة:
- قصدك إيه؟.. أنت مين اللي دفع لك عشان تيجي تعمل الشو الرخيص دا؟..
يوسف بابتسامة ساخرة:
- أنا مقدر وقع المفاجأة عليك... عموما.. اتفضل..
وأخرج ظرفا أبيض مده اليه ليتناوله رحمي وهو متوجس فيما تابع يوسف:
- الظرف دا فيه ورق اقراه كويس، و.. سيديهات... وفلاشة، الحاجات دي كلها عبارة عن تاريخ بنتك الـ.. محترمة!!!... اقراها كويس... في ظرف 48 ساعة لو ما تتصرفتش انت مع بنتك... أنا اللي هتصرف، أنا كنت أقدر أعاقبها بمعرفتي، بس قلت أن أبوها، وأنت اللي أولى أنك تربيها، وللحظ السعيد انك نزلت تتابع فرع شركتك هنا، ودلوقتي الكرة في ملعبك.. يا تربيها أنت.. يا تسيبهالي أنا...
برقت عيناه بشر وهو يتابع بحزم وشراسة:
- وأنا هخليها تندم عدد شعر راسها عن اللي عملته، وتكفّر عن كل غلط في حياتها!!..
ثم هز برأسه بايماءة خفيفة وتابع:
- عن إذنك يا.. رحمي بيه!!!!!
ودلف خارجا تاركا رجمى وهو يجعد الورق الذي كان قد أخرجه أثناء حديث يوسف ليهاله ما يرى!!.. فابنته وكأنها احدى بنات الهوى!!!.. هو رحمي الشرقاوي من تهتز لاسمه الابدان سواء في الخارج أو الداخل!!!!... ليصرخ عاليا مناديا مدير أعماله يأمره باحضار مايسة فورا واللحاق به الى قصرهم في المنصورية، وقلبه يضرب بعنف ودون هوادة، فيما صوت يتردد في ذهنه أن ما فعله في فتيات الآخرين.. جاء من يفعله بابنته هو... "داين.. تدان"!!!!!!!!..
*********************
أنت تقرأ
( قارئة الفنجان بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي
Romanceقلرئة الفنجان بقلمي / منى لطفي الملخص بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود فمها مرسوم كالعنقود ضحكتها أنغام وورود والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا ......لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدود فحبيب...