∮تمتمة أحرُف∮

لم آتي اليك سيراً

أنَا لَم آتِي إلَيكَ سيرًا .. كَابدتُ لوعتِي وَاحتسيتُ الشّوق كأسًا مِن نجِيع .. صرختُ فوقَ مأذنتِي بصوتٍ هدّهُ البُعدُ وَأضناهُ عدمُ المسيرِ إلَيك .. أنَا لَم آتيكَ جسدًا يسيرُ عَلى أطرافهِ لهفةً ..

أنَا البَعيد بجرمٍ لستُ أعرفُه .. أنَا المحرُوم وَمَا أدركَ السّبب .. أنَا الجرمُ المذنبُ المتلهّف إلَى عناقِ أعمدةِ ضريحكَ .. أنَا لَم آتيكَ جسدًا أيَا لوعتِي عليكَ وَالمصَاب ..

أنَا خلعتُ روحِي عنّي ألفًا كلّ يَوم وَأتيتكَ سيرًا عَلى حوافّ قلبِي حتّى تشقّق وَسالَ الشّوق أديمًا مِن حنِين ..

أبَا يَا حُسين ..
أتيتكَ سيرًا عَلى وجعِي ..
عَلى تعبِي ..
عَلى مَا هدّني مِن شقَائي .. أتيتكَ بِروحٍ مُثقلةٍ بِالخطَايا ..

أتيتكَ ملحطّخًا بِذنوبِي ..
أحملُ فِي يدِي اليُمنى وجعًا علَى تعبٍ عَلى سوءِ فعلٍ كمَا أبدُو عَلى حقيقتِي ..
وَفِي يدِي اليُسرى قلبًا يئنّ وتينهُ وَيصرخُ بكلّ تعبهِ وَنبضهِ المُنهك " أنَا وَالله أحبّك " .. وَأظلّ يَا أبتِي أُكابد لوعَتي .. وَأظلّ طرفًا ترتجفُ روحُه شوقًا .. إلَهي مسّني الشّوقُ وَأنتَ أرحمُ الرّاحمِين .. يَا ربّ الشّوق!

-أعذرنِي مَا أتيتكَ ..