الدفتر الاسود

65 19 27
                                        

و بدَأتُ أقَلِّب صَفَحاتُ عُمرِي،
عَلِّي أصِل إلَى النِّهايَة لِكَي أُنهِيه!
عَلَّنِي أُوْقِف قَهرِي؛ مَلَّ صَبري!

لَم يعُد لِي مَكاناً هُنا...
أشتَاقُ للسَّماء،
لِلأحِبَّة،
أرِيدُ الرَّحِيلَ إِلَى عَالَمٍ لا يَخُون!

إلَى عَالَمٍ أجِدُ فِيهِ حَناناً يَكفِينِي..
أَجِدُ فيهِ إهتِماماً؛ أجِدُ فيهِ مَن يُؤنِسُني..

مَللتُ مِن نَفسِي،
مَلَلتُ مِن وِحدَتِي،
و أَيقَنتُ أَنَّني لَم يَعُد أَو لَم "يَكُن" لِي مَكاناً فِي قُلُوبِهِم..
لَا أحداً مِنهُم يَحمِلَ أخَاهُ عَلى مَحمَلٍ حَسَنٍ!

وَ كُلٌّ مِنهم يَغدِر بِسِكِّينٍ تُصِيب القَلب، تُحَطِّمهُ، تَجعَلهُ فُتاتًا لا يَشعُر..

ألستُ إنسَاناً بِمشَاعِر؟!
أوَلستُ بِإنسَانٍ طَيّبُ القَلب يَجمَعُ العَالَم بِكبرِ قَلبِه؟!!!!

وصَلتُ إلَى الصَّفحَة مَا قِبلَ الأخِيرَة، وَجدتُ مِفتَاحاً سَيُنقِذُني..
مِفتاحُ صَبرِي!

لَكِنَّهُ قَد باتَ لَونُه أَسوداً مُصدّياً لِكِثرَة مَا مرَّ عَليهِ مِن عَنَاء؛
رَمَيتُه وَ أكمَلتُ..
إِنَّها الصَّفحَة الأَخيرَة!!

وَ قَد كُتبَ عَليهَا: "لَعَلَّ الَّذِّي أَبطَأ عَنِّي هُوَ خَيرٌ لِي لِعلمِكَ بِعاقِبةِ الأُمُور"...
وَ قَد انمَحَت بَعضُ الحُروفِ مِن الأَسطُر مِن قِسوَة الحَيَاة..
بَل مِن خَبَاثَة البَشَر..

بِيدَينِ مُرتَجِفَتين قَلَّبتُ الصَّفحَة الأخِيرَة فَوَجدتُ دَفتَراً آخراً مُزهِراً و قَد كُتبَ عَلَيهِ:
"لَم يِحِن وَقتُ فَتحِ هَذا الكِتَاب" ..

مَسَحتُ دُمُوعي أَكبَبتُ الدَّفتَر الأسَودِ، وَ قُمتُ مِن مَكانِي؛
شَكَوتُ مَا فِي قَلبِي لِصَاحِبِ الزَّمَان..

هَذِه هِيَ حَياتِي!

هَذِه هِيَ حَياتِي!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


.↭

∮تمتمة أحرُف∮حيث تعيش القصص. اكتشف الآن