البحث عن الله

80 18 50
                                    

متَى كَان الله يبحثُ عَن زخرفَات الدُّعاء ؟
متَى كَان ينتظرُ التَّنمُّقَ فِي الكلَام ؟
مَاذا عَن طفلٍ يسألُ مَا هُو الله ؟
أينَ أجدهُ ؟
كيفَ هُو ؟

أَلم ننشَأ جميعًا عَلى " الله بيزعل منّك اذا عملت هيك " /
" الله بجبلك هديّة بالجنّة اذا كنت شاطر " /
" الله بحبنا وبيهتمّ فينا وبيبعتلنا كل شي حلو " ..  وَشاكلَاتها !!

عندَما حاولنَا أَن نجعَل الله شيءً مألوفًا لدَى صغارنَا فهموهُ الَى حدٍّ مَا ..
وَعندمَا سمعنَا عَن الله فلسفيَّات منمّقةً تُهنا ..
تُهنا فِي غياهِب التَّساؤلَات الَّتي فتحَت لنَا أجوبتهَا أسئلةً أكبَر ..
وَضعُوا الله فِي دائرةٍ وَأحاطوهُ بِـ خطوطٍ حُمر مَع " لَا تقترِب ! " ..

وَلكنْ ؟! كثيرًا مَا وقعنَا ..
وَعندَ أوَّل مطبِّ بلاءٍ هُزمنَا !

هُزمنَا وَتقدَّمنا وراءً سبعينَ ألفَ خُطوةٍ إلَى الأسفَل ..
"الله" حقيقةٌ موجُودةٌ داخلنَا ..
"الله" ذاكَ النُّور المُحيط بِـ قُلوبنا ..

هُو ذاكَ الشُّعور الَّذي ينتشلكَ مِن أنقاضِ انكِساركَ وَيلملمُ أشتاتَ بقايَاك ..
يَجمعكَ قطعةً قطعَة ..
يعيدُ ترتِيب فوضَى قلبِكَ ..
وَعندمَا يعيدُ جمعَ شظَاياكَ ..
فَـ تخرجُ مِن ضيَاعكَ ..
مِن متاهاتِ حياتكَ إلَى فضاءاتِ النُّور ..
سَـ تَشعرُ أنَّكَ طفلٌ مِن جدِيد ..
أنَّكَ مِن جدِيد تجدُ الله وَتكتشفهُ ..
سَـ تُيقنُ أنَّ كثيرًا مِن تلكَ الأشيَاء الَّتي كبرنَا عليهَا كانَت محضَ خُرافاتٍ وَأكاذِيب ..
سَـ تحبّ الله عَلى عكسِ الخوفِ الَّذي استوطنكَ طيلةَ حياتكَ ..

حينهَا سَـ تبدَأ مِن جِديد " ما بدّي الله يزعل منّي " /
" الله بحبني وبيهتم فيي " / " الله ما بخلّيني ازعل " ..

سَـ تغدُو طفلًا أمامهُ ..
هُو سَـ يعلمُ لمَاذا آلَت بكَ الأمُور إلَى هذَا ..
لَن يطلبَ منكَ زخرفةَ الدُّعاء .. وَلَا تنمُّق الكلَام ..
سَـ يفتحُ ذراعيهِ وَيضمُّ ضعفكَ وَانكسَاركَ ..
كمَا تفعُل الأمُّ مَع طفلهَا مهمَا أخطَأ فِي حقِّها ..
سَـ تكتشفُ أنَّ أغلبَ مَن هُم حَولكَ يعيشُ داخلهُم  أطفالٌ يبحثُون مثلكَ عَن الله ..

فَـ حَارب مِن أجلِ هذهِ الحقِيقة ..
أحبَّ الله كمَا أنتَ ..

أحبَّه بِـ طفُوليَّتكَ ..
بِـ براءتكَ ..
بِـ سجيَّتكَ وَعفويَّتكَ ..

خاطبهُ كمَا لَو تحكِي أكثَر شيءٍ تحبُّه ..
خاطبهُ كمَا وَكأنَّكَ تحكِي أمَّكَ ..
أولَسنا مِن روحهِ ؟

وَلَا تُبالي بِـ شيءٍ آخَر ..
" الرِّضا " هُو شعورٌ يتلبَّسُ قلبكَ ..
هُو سكينةٌ تحتلُّ أطرافكَ ..

" الله " يحبُّنا بِـ طبيعتنَا ..
يحبُّنا رغمَ كلِّ الخطَايا ..

" الله " وحدهُ يعلمُ مَا فِي داخلكَ ..
وحدهُ يتفهُّمكَ ..
أحبَّ الله كمَا أنتَ ..
كمَا أَنت ..



∮تمتمة أحرُف∮حيث تعيش القصص. اكتشف الآن