كان الصمت هو السيد المطاع في هذا الهنجر القديم ،و وسط هذا السكوت الرهيب، ارتفع صوت تكة مكتومة ،حينما أشعل(ليفي) سيجارة و همس في توتر : أنها الواحدة بعد منتصف الليل ولم يأت هذا الرجل بعد.
ابتسم(بنيامين) في هدوء، و قال: سيصل سيدي.
قال(ليفي) و هو يشير لمبني المدرسة : أن( ريمون) رجل المنظمة ينتظره في الطابق الثاني من المدرسة ببندقيته القناصه، أما(ديفيد و هوك) ينتظرونه بجوار السور، وأنا من داخل الهنجر ،سنطوقه جميعا و نقتله.
هز(بنيامين)كتفيه و قال : حسنا.. سأنتظره في الخارج.
أومأ(ليفي) برأسه إيجابا، فدس(بنيامين)كفيه في جيبه ممسكا بمسدسه، و تحرك خارج الهنجر ينتظر(سيف) .
رأي شبح رجل يقترب منه في خطوات ثابتة رشيقة.
عرف الجميع ملامح(سيف) ،فنفث(ليفي) دخان سيجارته في عصبية، و تجهزت أصابع(ريمون) علي زناد بندقيته، و همهم (ديفيد و هوك) في توتر.
توقف(سيف) علي بعد خطوات من(بنيامين) و قال :لقد طلبت مقابلتي.
شعر(بنيامين) بتوتر حقيقي و هو صامتا يفكر " كيف يقف أمامه ثابتا هكذا؟بعد إصابة زميلته و تعرضه لعدة محاولات للقتل. "
مضت فترة طويلة من الصمت، صوب خلالها(ريمون) عدسته المزودة بالآشعة تحت الحمراء نحو(سيف) ،الذي سأل(بنيامين) مرة أخرى : من أنت يا هذا؟
و فجأة.. برقت فوهة بندقية(ريمون) ، مع احتراق بارود الرصاصة، التي أطلقها نحو (سيف) ،و أعقب ذلك دوي مكتوم، و صفير الرصاصة يشق الهواء.
لمح(سيف) انعكاس القمر علي البندقية، و قبل انطلاق الرصاصة، تحرك في سرعة يسارا، لتخترق الرصاصة عنق(بنيامين) لترديه قتيلا.
شعر(ليفي) بدهشة عارمة من سرعة الاستجابة.
انطلق (سيف) في سرعة جهة المدرسة، مخرجا مسدسه، و ظهر (ديفيد و هوك) بمسدساتهما، لكن(سيف) أطلق رصاصتين مطيحا بمسدساتهما، في حين أطلق(ريمون) طلقة أخري اخترقت صدر(هوك)، و ضرب(سيف) (ديفيد) بمقبض مسدسه ليفقده الوعي.
فجأة.. انحرف(سيف) يمينا، مختفيا عن أنظار(ريمون)، و أخذ يبحث عنه دقيقة، ثم أقترب من باب الفصل ليهرب، و فجأة ارتطم الباب بوجهه لتسقط بندقيته ، فقد كان يقف أمامه(سيف محمد)مبتسما في سخرية.
.............
جلس(A ) ينظر من نافذته، ليسمع طرقا علي الباب،و خطوات شخص تقترب منه، التفت إلي زائره قائلا: هل أرسلتم تحذير إلى (سيف)؟قال مدير الشفرة : نعم سيدي.. لقد تلقينا من الرائد رسالة مشفرة منذ عشرة دقائق.
أخذ يقرأها المدير في تمعن، ثم قال : أرسل رسالة له و قل أنني أوافق على خطته .
...............
قفز(ريمون) محاولا الوصول لبندقيته، لكن البندقية طارت بعيدا إثر دفعة من رصاصات مسدس(سيف) ،فتحرك(ريمون)للوراء متخذا وضعا قتاليا، مكشرا عن أنيابه و يقول: لن تهزمني أيها المصري.أدخل(سيف) مسدسه في غمده، و قال ساخراً : جيد.. ها هي محاولة لإفراغ غضبي.
أطلق(ريمون) صرخة قتالية،هاويا بقبضته علي عنق(سيف) ، لكن الأخير تلقاها علي ساعده، و تفادي لكمة أخرى، متراجعا للخلف.
قال(سيف): قوتك لا بأس بها، تجهز للنهاية.
كال(سيف)له ثلاث لكمات في أنفه و فمه و عنقه، ليقع فاقد الوعي، وهو يخور كالثور.
أخذ(سيف) يلهث، ولم يتنبه إلى (ليفي) الذي اقترب الذي أقترب منه، ضاغطا علي صاعق كهربائي في عنق(سيف) ليفقده الوعي.
آخر ما شاهده(سيف) هو ابتسامة(ليفي) الشريرة..
جدا.
..............في المطار..
وقف الملحق العسكري المصري بجانب(ستيف) وقال: لقد أنهيت أوراقك كما طلب سيادة الرائد، عندما تصل سيلتقي بك أحد رجال مكتبنا، ليقوم باللازم.
أومأ برأسه إيجابا، ثم قال : كيف يمكنني شكرك سيدي، لقد أحسنتم معاملتي.
قال الملحق : لا تخشي شيئا سنحميك، أنت من رعايانا الآن.
ركب(ستيف) الطائرة مودعا الملحق.
لينتهي جزء من الخطة.
..................فتح(سيف) عينيه، ليجد شخصا ما يقف أمامه، لم يتبين ملامحه جيدا.
أغلق عينيه مرة أخرى و فتحهما.
كان(ليفي) أمامه يجلس يدخن سيجارته، و يهز رجليه في عصبية.
حاول تحريك يديه، ليكتشف أنه مقيد من يديه في احدي الأعمدة الخرسانية.
قال(ليفي): أخيرا استيقظت.
نظر له في برود ولم يقل شيئًا.
فجأة.. لكمه(ريمون) في فمه و قال : عندما يسألك زعيمي تجاوب.
بصق(سييف) الدماء، ثم قال : لولا أنني مقيد لكنت ميت الآن.
لكمه مرة أخرى في معدته، ثم قال : إياك أن تتحدث بدون ما أحد يسألك.
مط(ليفي) شفتيه ثم قال : كفي يا(ريمون) ، دعنا نعرف ما نريده.
قال(ليفي): هل تعرفني أيها الشاب؟
قال(سيف): (ليفي جوزيف يعقوب) من أب يهودي، و أم رومانية، تم تدريبك ضمن الصابرا، عقيد بترقية استثنائية في الموساد الإسرائيلي، لقبك السفاح، تم طردك من سنة بسبب علاقة مع ابنة وزيرة خارجية دولتك،فهل أخطأت في معلومة؟
قال(ليفي): أحسنت.. أنت ضابط مخابرات مصري جئت........
قاطعته ضحكة ساخرة من فم(سيف) جعلته يغضب،و يقول: ليس في كلامي ما يضحك.
قال(سيف) : أنا عربي صحيح، لكني لست مصريا، أخطأت أيها السفاح.
قال (ليفي): لماذا أتيت إلى باريس؟
قال(سيف) في سخرية : لكي استجم.
لطمه(ريمون) علي خده و يقول: تكلم أيها الوغد.
نظر(سيف) له في غضب و قال : سأجعلك تندم على هذا.
وقف (ليفي) أمام الشاب المقيد وهو يقول في خبث : كنت تظن أنك تستطيع القضاء على منظمة بنيت في ثماني سنوات؟ زميلتك الآن في طريقها للموت ، الآن سأذهب لعملي، (ريمون) سيقوم بالواجب بعد أن جعلته يفشل في مهمته أكثر من مرة.
خرج(ليفي) مغلقا الباب خلفه.. واقترب (ريمون) ممسكا بمدية حادة قربها من عين (سيف).
تري كيف سيتصرف(سيف) و(رنا)؟
كيف؟
أنت تقرأ
الجلاد
Aksiوقف (ليفي) أمام الشاب المقيد قائلا في خبث : كنت فاكر نفسك هتعرف تقضي علي منظمة بنيت في ثماني سنوات ، زميلتك الآن في طريقها للموت ، الآن سأذهب لعملي، (ريمون) سيقوم بالواجب بعد أن جعلته يفشل في مهمته أكثر من مرة. نظر الجلاد له بغضب ، و هو يضحك . هل...