chaptire 3

418 21 1
                                    

* براءة *
❀ ❀ ❀❀ ❀❀ ❀❀ ❀ ❀
خفف عنك ايها المليك الاسير ، فلست في سجنك اشّد بلاء منّي في جسدي ..
اربض وكن متجلدا يا ابا الاهوال ، فاالاضطراب امام النوائب حري ببنات اوي .. ولا يجمل بالملوك المسجونين سوي الاستهزاء بالسجن والسجّان .
سكن روعك يا فتي العزم وانظر الي فأنا بين عبيد الحياة مثلك بين قضبان القفص ، وما الفرق بيننا سوي حلم مزعج يجاور روحي ويخشي الاقتراب اليك ...
كلانا منفي عن بلاده ، بعيدا عن اهله واحبابه . فخفض عليك جأشك وكن مثلي صابرا عن مضض الايام و الليالي ، ساخرا بهؤلاء الضعفاء الذين يتغلبون علينا بعددهم لا بعزم افرادهم ..
وما عسي ينفع الزئير والناس طرش لا يسمعون .. ؟
جبران خليل جبران ❤
❀ ❀ ❀❀ ❀❀ ❀❀ ❀ ❀

قد تكون الايام والشهور والسنين كفيلة بمحو البعض من ذاكرتنا .. لكن البعض يجسدونا ذاكرتنا نفسها فيستحيل علينا نسيانهم ..

ها قد مرت عشر سنوات لي خلف القضبان .. فلا اختلاف بين قضبان ذك السجن و الاسوار العالية لهذا المشفي .. اقبل الوسيم ابن الجيران ... هكذا كنت استتر عن اسم صديقي الوحيد في دفتر ذكرياتي .. ضياء ، صديقي العزيز صاحب الغمزات ... لطالما اجبرني هذا الاخير علي الابتسام تلقائيا حينما اقابل غمزاته الفاتنة .. جلس قبالتي بإبتسامة لا تفارقه ثغره ثم مد يده ليسلم عليا .. تجاهلتها لأرتمي بحضنه كطفل صغيرٍ يطلب الحنان ... فلم يمانع وشد في عناقي اكثر و كأنه خائف ان يفقدني .. نزلت دموعي لتبلل قميصه .. فشد في عناقي اكثر فأكثر وهو يتمتم بين الفينة والاخري " اسف " ..

وما ان افلته حتى هتف بي قائلا :

_ " اعلم اني اسوء صديق علي الاطلاق ، اعلم اني لا استحق صداقتك حتي .. اردت زيارتك مرارا وتكرارا ولكن حقا لم اكن املك الجرأة الكافية حينها ... لم استطيع ان اري صديقة طفولتي تتعذب خلف القضبان و انا لا استطيع تخليصها ..

اجابته بهمس وكأنه هو السجين وانا من تخفف عنه :

_ " لبأس يا صديقي .. ها انا قد تعودت هاته الحياة ... صدقني لست بغاضبة منك البتة .. هذا قضاء الله و من نحن لنعترض عليه .. ولكن لم تخبرني ما سر هاته الزيارة السارة ( تصنعت الابتسامة والحماسة .. )
ليهتف بحماسة فتشع عيونه فرحا .. مشهد خلت اني لن اراه ثانية :

_ " عزيزتي ليليان ، جئت ازف لك خبرا سعيدا .. وجدت برهان برائتك .. ستخرجين من هذا المكان ان شاء الله . سترى هاته العيون النور من جديد ... "

لم اشأ ان اتحمس وقلت :

_ " صدقا ؟؟ "

ليهتف ثانية :

_ " الا تثقين بي ؟؟ ... "

اجابته بذات النبرة :

_ " ثقة عمياء صدقني .. "

الارواح المتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن