chaptire 9

179 23 1
                                    

                          الحقيقة(1)

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

الكذب لا يخفي الحقيقة وانما يؤجل انكشافها..

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

يقال ان حبل الكذب قصير.. وان طال فمصيره في النهاية انكشاف الحقيقة...

تسرب لمسمعي انات مكتومة.. وكأن قلب الام داخلي علم مصدرها.. صرت ابحث كلمجنونة واقول :

_ " يزن صغيري .. تعال من فضلك سأشرح لكَ ما تريد.. ارجوك عزيزي توقف عن البكاء.. "

تقوقعت علي نفسي ابكي بحرقة .. نزل ضياء ليجلس جانبي يحتضنني بلطف كي أهدأ ولكني صحت بوالدتي:

_" حطمتي لي حياتي فغفرت لحضرتك.. تركتني وحيدة بظلمة السجن فاختلقت لأجلك الف عذرٍ وعذرٍ .. ادخلوني مشفي الأمراض العقلية بتهمة الجنون فلم تتعبي نفسك بزيارتي وقلت لبأس لعل لها أسبابها و مبرراتها .. قضيت عشر سنوات خلف القضبان والاسوار العالية ورغم هذا كنت سأتي كطفلة لألتمس منك الحنان،.. لكن ذنبك عظيم .. عظيم هاته المرة.. اعلم يا عزيزي انك تسمعني.. واعلم انك تكرهني لكن هلاّ استمعت اعذاري.. هلاّ سمحت لي ان احدثك قصة فتاة الستة عشر خريفا.. تلك التي حرق قلبها جراء وصية.. سرقت احلامها.. وذبلت زهرة سعادتها.. مات والدها عشقها الاول قدوتها صديقها و بئر اسرارها.. مات ملهمها والرجل الاول بحياتها.. بكت عشر ايامٍ بلياليها.. بكت حتي جفت دموعها وكادت تبيض عيونها فقدت القدرة عن الكلام لأشهر تحت تأثير صدمة ما كانت تتوقعها.. والداها والذي وعدها ان يزفها لأمير احلامها .. والدها من علمها ان تؤمن بالحب و تتبع قلبها ... والدها من وعدها ان يورثها امبراطوريته والتي تعب لأجلها السنين... والدها من علمها فنون إدارة الاعمال منذ نعومة اضافرها.. و ما بين دوامة احزانها وقعت بلحب.. فغدت كزهرة حلوة من جديد تنشر عبير فرحتها بين المروج... عشقته حتي ظنته ان لا بشر علي الارض سواه .. كان ترجوه ان قصيدة للقباني عند كل صباح.. فأنشدها شعرا لو سمعه القباني لتنازل عن لقب شاعر المرأة لأجله.. وما الفرق بينهما غير ان القباني انشد لنساء العالم و حبيبها انشد لمرأته فقط.. وحينما بلغت تلك الفتاة الثامنة عشر.. ظنت ان ها قد بلغت مبتغاها ستدرس ادارة الأعمال وتمسك زمام الامور بشركة فتجعل والدها يفخور بها.. ولكن كان للقدر رأي اخر.. فكشفت ورقة لعبة دنيئة قد كشفتها الفتاة مأخرا.. والمتهمون عائلتها.. دلسوا الوصية فصار شرط ملكية ثروة والدها.. وشرط رضاء والدها الزواج... واي زواج ..؟؟ زواجها من ابن عمها ادم.. عاشت بشك لسبعة عشر سنة استفاقت منه اليوم.. والدها ابدا لن يجبرها علي الزواج بمن لا ترغب.. استفاقت الصغيرة متأخرة.. سأعود من حيث وقفت.. مابين الحب و رضاء والدها خيط رقيق.. فهي حقا لم تهتم بلمال فكرت وفكرت.. وخيرت ان تأثر والدها علي الحب.. كان لقاء الحبيبان دراميا فقد وعدها بلوفاء.. ووعدته ان تحبه للأبد.. فإن لم يكن لهما نصيبٌ بهاته الدنيا.. فلعلي لقائهما قد كتب ان يكون بلعالم الاخر .. عالم الأبدية حيث ينال شهداء الحب احبتهم.. وتزوجت تلك الصغيرة ادم .. فأذقها عذابا بشتي الوانه وكل اشكاله.. جرحها شتمها اهانها.. اغتصبها تحت طائلة الزواج ولا ان سئلت جدران غرفتها لحدثتك بأحزانها ومعانتها.. بكت فتذرعت لوالدته ان وخلصها هذا الزواج.. فاكتفت بلقول بأن " الزواج امر مقدس.. لا يمكن ان ننهيه لمجرد مشكلة صغيرة" ... صارت كل ليلة تشكي حالها لنفسها.. فترثي نفسها بنفسها .. تواترت خيانته.. اتصدق يخونها بمنزلها...
كانت حياتها عبارة عن ظلماء حالكة.. ونزل عليها خبر حملها كصاعقة.. ثم اجبرت علي تركه... يوم ولد كانت تتقلب وحدها علي الفراش فكيف لفتاة التسعة عشر عام ان تدرك ان تلك الام الولادة .. اتصلت به مراراً وتكراراً كي ينجدها فلألم لا يحتمل اتصلت مراراً وتكراراً لكن علي ما يبدو فزوجها العزيز يحتسي النبيذ ويلعب القمار بمال والدها.. او لعله يخونها ويضاجع احدي العاهرات بإحدي بيوت الدعارة.. اتصلت بلوحيد الذي ظل حذوها منذ اكثر من خمس وعشرين سنة الي الأن.. " ضياء " فكان منقضها.. وولدت صبيبا.. طفلا يشبه القمر.. كانت تظن انها ستكرهه.. ستمقته.. فحدث ان وقعت بعشق صغيرها.. فسمته بأحب الاسماء لها " يزن " ظنت ان معناتها قد انتهت.. ولكن بئس ما ظنت.. لكنها تمسكت بلحياة لأجل صغيرها تمسكت بيده الصغيرة حتي لا تسقط هي بمستنقع العدم.. كبر طفلها وزاد حبها له.. و حينما قارب اتمام سنته السابعة.. كانت تجهز لاجله احتفالا، ضخما.. فما راعها الا ان وجدت نفسها مكبلة في المحكمة بتهمة قتل زوجها.. اليس هذا مضحكا.. و لكن الاشد اضحاكا أمر اعترافها بجرم لم ترتكبه.. قضائها عشر سنوات خلف القضبان لتنقض صغيرها.. هدادوها بصغيرها.. فما كان منها غير ان تعترف بإثم لم ترتكبه.. وحينما خرجت بعد عشر سنوات علمت ان ابنها يضنها ميتة.. ما أكملها من حياةٍ .. الا تظن هذا.. "

قلت ثم انهرت ابكي بحرقة اترجي صفح صغيري يزن

♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

اظنني سأنقطع عن الكتابة فلا احد يقرأ ما اكتب
اعتذر بشدة عن الاخطاء الاملائية

الارواح المتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن