chapitre 12

129 20 3
                                    

هدنة مع نفسي

◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
وفصّل اله الآلهة على ذاته نفسا وابتدع فيها جمالاً ..
واعطاها رقّة نسيم السحر وعطر ازاهر الحقل ولطف نور القمر ..
و وهبها كأس سرورٍ وقال :
_" لن تشربي منها الاّ اذ نسيتِ الماضي، واهملتِ الأتي.. "
وكأس حزنٍ وقال :
_" تشربين منها فتدركين كنه فرح الحياةِ ..
وبثّ فيها محبة تفارقها مع اول تنهدة استكفاء، وحلاوة تخرج منها مع اول كلمة ترفّع..
واسقط عليها علما من السماء يرشدها سبل الحق...
ووضع في أعماقها بصيرة تري ما لا يرى..
وابتدع فيها عاطفة تسيل من الأخيلة وتسير مع الاشباح..
و ألبسها ثوب شوقٍ حاكته الملائكة من تموّجات قوس قزح..
ثم وضع فيها ظلمة الحيرة وهي خيال النور...
وأخذ الإله نارا من مصهر الغضب. و ريحا تهبّ من صحراء الجهل ، ورملا من علي شاطئ الانانيّة، وترابا من تحت اقدام الدهور وجبل الانسان .. واعطاه قوّة عمياء تثور عند الجنون وتخمد امام الشهوات.. ثم وضع فيه الحياة وهي خيال الموت..
وابتسم اله الألهة وبكي وشعر بمحبة لا حد لها ولا مدي وجمع بين الانسان ونفسه ..

سيد الكلمات ❤❤ ومن سواه جبران خليل جبران..

◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆

كنت بحاجة ان اختلي بنفسي قليلا.. واعدت ضياء في زمانٍ ومكانٍ محددات ٍ .. ورحلت بحالي سبيلي الي اكثر مكان احس انه يشبهني ..

قادتني قدمي لشاطئ .. فلفحتني نسائمه الباردة .. اقتربت ألتمس مائه ثم جلست علي رمله التمس مياهه الباردة بقدمي ثم خطبت فيه قائلة :

_" اتذكرني ام تراك نسيتني؟؟ .. أم تراك اذعت اسراري وتجاهلتني.. ؟؟ يممتني اشواقي فجئت اسأل عن حالك.. اشكي همي واستشرك بأمر يخصني .. اتذكر قصتي يا صديقي.. اجبني ام تري همي اخرسك.. ( دعبت خدي نسمه باردة فضحكت وقلت ) وانت الأخري قد اشتقتك ام تشكين بوفائي يا عزيزتي.. فقط هموم الدنيا واقدارها قد ابعدتني.. لكن اعدكم لن نفترق ثانية.. ( هبت موجة داعبت سيقاني حتي بللت قميصي.. فسرت قشعريرة بأوصالي فقهقهت بشدة وقلت) عيب عليك ياصديق.. الا تري ان الطقس شتاءٌ ولا يناسب مثل هاته الالعاب.. لكن لبأس.. سأخبركم قبل ان انسي فقد كان يومي حافلا حقا.. فبعد عشر سنوات خلف القضبان والاسوار .. ستضحكون لو علمتم السبب  ( ضحكت بشدة وقلت ) ليليان حداد انت متهمة بقتل زوجك...  اتهموني بقتله وحرموني حياتي لعشر سنين.. وحينما خرجت صدمني الواقع الأليم صغيري يزن..  انتم تعرفون علي ما اظن فقد احضرته معي من قبل اتذكرونه ...  هو يظنني ميتة..  اتصدقون اني قابلت صغيري كلمته ولكني لم اقبله حتي لم اناديه بإبني خوفا ان يصدم ان علم ان والدته حية فجأة..  ورغم هذا قلت لبأس.. رحت كي اعاتب امي فاكتشفت حقيقة انها مجرد كاذبة ممثلة..  هي ليست امي الحقيقة اتصدقان.. كان يومي حافلا بصدمات..  ولازلت واقفة علي قدمي رغم ان كل جزء بي حزين يتألم ويبكي علي حدي... ( فاضت دموعي تبعتها ضحكاتي فصيحات مكتومة وانات مرة تعلو واخري تصمت وتنكتم.. ثم صحت بأقوي ما اوتيت ) اعذرني علي وقاحتي يا الله  .. اعذرني لو تجاوزت حدودي معك..  ولكن اخبرني  ماذا فعلت كي استحق هذا.. اليس ما تفعله بي ظلما.. رفقا بعبدتك الضعيفة فما عدت احتمل كل هذا..  بكيت وتذرعت فما سمعت مني..  ناجيتك وانا في اشد حاجتي لك فما استجبت دموعي..  اتكرهني لهذا الحد؟؟؟  أأنا سيئة لهذا الحد .. ؟؟ استغفرك الله واتوب لك..  لكني حقا ما عدت اثق اني سأرزق راحة وطمائنيةً .. رغم ان ثقة بك لم تزلزل بعد..  استغفرك الله ان كنت تجاوزت حدودي.. فجهلي من خاطب حضرتك.. فنحن بني البشر نثرثر بما لا نعلم حينما نضعف.. عفوك يا ربي فلهو خاصتي من نطقت.. ام انا فمؤمنة بك وبقدرتك..  "
صمت برهة ارقب الشمس تلملم اذيالها عن هاته المدينة وتستحب من الماء زرقته.. رئيت طلوع القمر بأفق يحمل نورا لطيفا....  وانا جالسة اداعب الرمال بيدي..  الاعب المياه بقدمي فتدغدغني بين الفينة والاخرى وامتع خدودي بنسائم الهواء الباردة..  كان ارتطام المياه بلحجيرات الصغيرة يصدر صوتا اشبه بسمفونية هادئة تحمل بطياتها غضبا شديدا  .. نسيت نفسي وألمي وكأني واخيرا تصالحت معها.. 
سمعت خطوات قريبة مني كسرت لي طمأنينتي لحقتها كلمات ارق من نغم فيروز صباحا مع قهوة سوداء  :

_" ان بعد العسر يسراً...  لا تقنطوا من رحمة الله..."

◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
يا من تقرأ بصمت سأجعلك تنظر لتعرف هوية من خاطبها حتي يوم الاربعاء 😂 ما رأيكم ان اجعله شبحا يقتلها واريحكم وارتاح ههههههه
انتقام وكذا..  لأن لا احد يشجعني
اعذروني عن كثرة الاخطاء

الارواح المتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن