ما ذنب قلبي
اتعلمون من انا.. انا عديمة الحظ.. فتاة النحس .. سندريلا منبوذة.. انا مجرد نزوة عابرة.. عاهرة ابنة عاهرة.. هاته انا..
ولكن ما ذنب قلبي .. ايستحق كل هاته المعناة.. اول الامر رحل عني قدوتي بلحياة ابي العزيز.. سرقوا مني حبيبي.. زوجوني غصبا من شخص امقته.. ادخلوني السجن وسرقوا مني صغيري.. والان اكتشف ان الشخص الوحيد الذي احببت من كان عزائي وانتظرت ثمانية عشر سنة للقاءه مجرد خائن كاذب ..
ما حاجتي بحاية كهاته.. ثم لما مازلت علي قيد الحياة فقط اخبروني سببا واحداً..
اغلقت علي نفسي الحمام وتقوقعت علي ارضيته الباردة احتضنت نفسي ورحت ابكي بحرقة شديدة.. بينما هناك اذرع تصفعني من كل جانب ببرودة.. ثم امتدت احدها لتخنقني رويدا رويدا.. ارتخي جسدي رويدا رويدا.. جلست انظر لنقطة وهمية امامي.. فراودتني فكرة لربما تكون حلا لكل مشاكلي.. امشكت شفرة الحلاقة تردد ورحت ارسم بواسطتها خطوطا عشوائية علي قدماي العاريتين.. ومع كل قطرة دم كانت تنزل .. كنت اكتب علي الحائط بواسطتها.. وما ان اتممت كتابة جملتي حتي وجهت الشفرة لذراعي وقطعت وريدي.. سرعان ما تشوشت الرؤية امامي قاومت بشدة كي افتح عيني ولكن ذك الخمول والخمود كان لشد مني لينزلق رأسي بشدة علي ارضية غرفة الاستحمام.. وافقد كل احساسي بما حولي... فتحت عيني في مكان غريب كل شيء من حولي كان ابيض اللون.. تأملت المكان بريبة وخوف .. هل متُ .. ايمكن ان يكون هذا هو عالم المطلق مثلا .. تأملت ملابسي مليا جميعها بيضاء .. حتي ان شعري طال قليلا ... رغبة كبيرة اجتاحت نفسي كي اكتشف المكان فتقدمت بخوف شديد.. لكن مهلا انا اقف بلعدم.. لا ارض اقف عليها ولا سماء من حولي.. صعقت من المشهد والذي تغير فجاءة ليحل مكانه جسر طويل.. المشاهد هنا تتغير وكأننا بمسلسل كارتوني.. او احد افلام الخيال العلمي.. طردت الفكرة من عقلي واستجمعت شجاعتي ومضيت الي الامام وكلما حطوت خطوةً ما الي الامام انهار جزء من الجسر خلفي . وكأنه متعلق بلعدم.. لأجد نفسي فجأةً محتجزةٌ بركن صغير من الجسر العودة الى الخلف مستحيلة والمضي قدما صعب جداً بل مستحيل... جلست وحيدةً مدة زمنية. ليست بالقصيرة وفجاءة رأيت جسدين يظهران من العدم .. وقد كان من السهل التعرف عليهما " ضياء" و " زين" حسنا اظنني جننت اين انا سمعت هتاف الاثنين والذان مدوا ايدهم لأجلي.. فكرت في الاستنجاد بزين ولكن يدي امتدت تلقائيا لضياء وما ان سحبني اليه حتي رأيت زين يحاول سحبي للعدم لأسمع هتافا قوي بأذني يقول " تشبثي جيدا بضياء! .." تشبثت بيد ضياء بقوة ليسحبني لحضنه.. فجأة تلاشي كل شي من حولي فتحت عيني فاذا بي نائمة علي سرير ما تأملت المكان من حولي حتي توضحت لي معالمه جيدا .. انا بلمشفي كان ضياء نائما علي كرسي موضوع بجانب سريري يمسك يدي اليمنى و الملفوفة بشال ابيض.. وعلي جهتي اليسري كان صغيري نائما بإهمالٍ علي اريكة موضوعة بطرف الغرفة.. سحبت يدي بهدوء من ذراع ضياء وتثاقلت علي قدمي حملت لحافا كان يغطني ووضعته علي صغيري بعد ان طبعت قبلة صغيرة علي جبينه و قلت بهدوء انا " اسفة " حمبت معطف ضياء المهمل وغطيته به وهمست له هو الاخر ب " اسفة " جلست علي السرير احتبس شهقاتي.. كم كنت حمقاء حينما فكرت بإنتحار.. وضعت امامي جميع خيباتي ونسيت اني املك هذان الملاكان الاثنان.. سحقا لغباوتي.. كيف لم افكر بصغيري المسكين.. هو حتي لم يحظي بوقت معي.. ضياء صديقي العزيز وتضحياته من اجلي.. انا لم انتقم بعد.. انا حتي لم استمتع بحياتي لم اسافر لم استكشف العالم لم اسس امبراطورية عظمي لصغيري ولم استرجع حقي وحق صغيري.. كم كنت انانية في قراري...
مسحت دموعي بكم ثوبي وقلت " استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.. الهما اني أذنبت وجئت اليك اطلب العفو والمغفرة.. يا غفور يا رحيم.. هلاّ غفرت لعبدتك الجاهلة اثمها هذا...
انهمرت دموعي بشدة وعلت شهقاتي.. كان كل شيء غريباً ولكني وجدت نفسي بحضن ضياء.. عطره المألوف غمرني.. ابتسمت بسري.. ثم تسألت اكان. يسمعني ويراني...
مسحت بدي علي رأسه وقلت" انا اسفة جداً " صمت طويلاً ثم ابتعد وقال بنرة حزينة معاتبة " خفت ان افقدك يا ليليان .. لماذا حولت الانتحار.. لما فكرت بأنانية.. "
ظللت اردد انا اسفة طويلاً حتي ربت علي كتفي وقال " لبأس.. "
ابتسم بحنان وقال : عديني ان لا تكررها.. "
فإرتميت بحضنه وقلت " اعدك " ...
<><><><><><><><><>
أنت تقرأ
الارواح المتمردة
Romanceهي من تأليفي وليست رواية جبران خليل جبران ? ان العبودية الخرساء هي تلك التي تعلق الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها .. وتلصق المرأة بمضجع الرجل الذي تركها .. وتجعلهما في الحياة بمنزلة النعل من القدم... سيد الكلمات ?? جبران خليل جبران ? البداية: 28 ج...