تعويض
-------------------------------------------
تقدم يزن بخطوات حرجة كي يحتضنني.. فسبقته اذرع ضياء بعد ان انحي علي ركبتيه وطبع قبلة طويلة علي جبيني وقال :
_ كل ما حدث قد حدث و صار من الماضي لا تحزني صغيرتي... "
اومأت بشبه ابتسامة.. وانا اتأمل وجه يزن المتجهم وقلت :
_ " اشم رائحة غيرةٍ بلغرفة.. "
تقدمت احتضن صغيري.. ثم اشرت لضياء ان يشاركنا فلم يمانع واقبل هو الاخر كطفل كان ينتظر اشارة من والدته... لم اعلم كم دام هذا العناق ولكن صوت معدتي الخاوية قد احرجني بإخراجها نداء استغاثة..
ملأ المكان صوت ضحكاتهم.. تجهم وجهي قليلا ولكني سريعا ما شركتهم الضحك وقلت بطفولية :
_ جائعة... "
لم ادري كيف مرت تلك الليلة.. نمت احتضن صغيري او بعبارة اصح هو نام وانا سهرت اتأمله.. اغفو دقيقة فأصحو فزعة اتفقده فأنا لم اصدق بعد ان صغيري قد عاد لي اخيرا...
كنت افكر بأخذ صغيري والسفر بعيدا بعيدا نحو اقاصي العالم في مكان لا يعرفنا به احد.. ولا نعرف به احد.. اناس لا يشبهوننا ولا يتكلمون نفس لغتنا ولا يحملون نفس افكارنا ولا حتي ديننا.. لمكان لن يجدنا فيه احد .. انا وصغيري ولربما ضياء فحضن هذا الوسيم جنة من نوع اخري.. احيانا اتسأل ايمكن ان يكون ضياء احدي الملائكة التي نزلت علي الارض علي وجه الخطأ..
اغمضت عيني لأراه يبتسم لي.. حقا اشتقت له لكن هاته الحياة لم تشأ من الاجتماع وقررت ان تفرق بيننا.. اشتقت لضحكاته الطفولية ... غيرته المجنونة.. مزاحه الثقيل.. هو القطعة الناقصة في يومي هذا.. حبيبتي الوسيم كم اشتقت له اتسأل كيف اصبح شكله؟؟ هل تزوج؟ هل احب غيري ؟ امازال يذكرني.. ؟ امازال وفيا بوعده احتشدت الاسئلة بعقلي بطريقة مزعجة للغاية .. فقررت التركيز بملامحي صغيري لعلي انساه.. ولكني ما حدث اني رحت ارصد مظاهر الشبه بينه وبين صغيري يزن.. فحتي الاسماء.. يزن و " زين " ..
عصفت بي ذكرياتي لذك اللقاء الاخير .. كنت صغيرة حينها... رسمت لحياتنا معا مخططات كثيرة.. كنت انتظر لحظة يلتصق اسمي به للابد فأصبح حرم السيد " زين مالك... " حلم جميل اليس كذلك.
لكن الاقدار ابت ان يتحقق.. كان عليا ان اختار بينه وبين عائلتي واخترت عائلتي..
اذكر كلماته الأخيرة والتي ظلت تتردد بمسامعي..
" لبأس يا صغيرتي تأكدي اني احبك.. مثلما تأكدي من حبك واخلاصكي لي.. ربما لم يحن موعد اللقاء بعد.. او ربما لم يكتب لنا الاجتماع.. ولكن هذا لن يكون حاجز في ان اهيم بك في اليوم الف مرة.. حبيبتي ان تقابلنا بعد سنوات من الفراق يكفي فقط ان تُناديني بإسمي وسأتي اليك مسرعا.. لن يقف حينها اي شيء حاجزاً بيننا.. حتي وان وقف القدر فإني سأتحداه.. حبيبتي وصغيرتي ليليان تأكدي دوما ان حبيبك يزن يحبك بجنون وانه سينتظرك للأبد.. عديني يا صغيرتي انك لن تبكي.. عديني ان تظلي قوية .. عديني ان لا تنسيني.. عديني ان لا تعشقي سويا...
اذكر دموعه حينما انهمرت فمسحها سريعاً فشرقيته منعته من البكاء .. اذكر حينما احتظنني لأخر مرة.. اذكر عطره المميز والذي جعل منه امتزاجه برائحة السجائر فتنة...
تتبعتبه بعيني يومها الي اخر الطريق تمنيت منه ان يطلب مني ان اهرب صدقا كنت سأفعلها لكنه لم يفعل..
استئصلتني من افكاري صفعة علي خدي الايمن لأئلتفت فأجده صغيري يزن يصارع ضفدعة عملاقة بأحلامه علي ما اظن...
لم ادري كيف نمت ليلتها ولكن حينما اسيقظت ولم اجد يزن صغيري نائما بجنبي خلعت.. خفت ان يكون كل ما حدث مجرد حام جميل اخذت في البكاء بحرقة ليدخل ضياء الغرفة ويجلس فوق الأرض يسألني " ماالذي حدث .." تمتمت بكلمات حتي انا لم افهمها ولكن حينما اخترقت تلك الكلمات سمعي " ماذا حدث يا امي " سكت مباشرة ونهضت سريعا احتضنه قائلة :
" ظننتك قد رحلت او انك وهم يا صغيري ارجوك لا تتركني..."
شد في عناقي قائلا :
-" اعدك لن افعل.. "
صمت برهة ثم قال :
_ اريد ان نصنع ذكريات.. اريد الاف الصور.. "
ابتسمت بإتساع وقلت :
_ سنعوض تلك السنين العشر لا تقلق... "
نظرت الي ضياء وقلت :
_ " طبعا صحبة صغيري الوسيم.. وصديقي صاحب الغمزات.. مؤكد الجميع سيحسدني.. "
تجهرنا للخروج فسألت صغيري :
_" اين يريد اميري الوسيم ان يذهب... "
قفز كطفلٍ قائلا بأعلي صوته :
_ الملاهي.. لطالما اردت ان اذهب هناك معك ان اذهب من امي كبقية الاطفال..
ابتسمت بدموع تلألأت بعيني وقلت :
_ " اسفة.. "
قبل يدي بنبل قائلا :
_ " هلا توقفتكم عن التصرف كأشخاص محترمين.. وتركتمونا نذهب للملاهي... "
نظرت بغضب قائلة :
_ " ايها الاحمق عديم الذوق والاخلاق.. الا تري اما تحادث صغيري امامك الان.. فلتصمت والا قطعت لسانك الاحمق ذك.. "
فاجأني وهو يغلق فمي قائلا :
_ " لا تعلمي الصغير الفاظك السيئة يا انسة.. "
لينقلب الفضاء من حوار سلمي للصراع وركض وسط ضحكات صغيري الوسيم والتي من المستحيل ان امل منها..
-------------------------------------------
soumaHaoua لأجل هاته الجميلة 😘😘
سأنزل الجزء الثاني من هذا الفصل غدا
اسعدتني كلماتك بأمس..
اعتذر عن الاخطاء
أنت تقرأ
الارواح المتمردة
Romanceهي من تأليفي وليست رواية جبران خليل جبران ? ان العبودية الخرساء هي تلك التي تعلق الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها .. وتلصق المرأة بمضجع الرجل الذي تركها .. وتجعلهما في الحياة بمنزلة النعل من القدم... سيد الكلمات ?? جبران خليل جبران ? البداية: 28 ج...