تعويض (2)
★☆★☆ ★☆★☆ ★☆★☆
الملاهي اخر مرة ذكرت فيها هاته الكلمة امامي كانت منذ عشر سنوات .. كنت قد اصطحبت صغيري هناك.. كان كتلة صغيرة من الظرافة والبراءة بخدودة الممتلئة وحجمة الصغير.. كان اشبه بكرة الرڨبي الصّغيرة.. كنت احتضن يده الصغيرة بيدي هاته في اتجاه الملاهي.. كانت ابتسامته المشرقة تعلو ثغره وهو يسألني ببراءة الأطفال :
_ ماما احقا سنذهب الملاهي الليلية ونلعب سوية.. ؟
ورغم انه قد كرر سؤاله اكثر من عشر مرات فإني لم ابخل عليه بجواب وكنت اقول له عند كل مرة :
_ " كل ما يريده اميري الوسيم سأحققه.. "
كان صغيري كثير الطلبات وكنت البي طلباته بسعادة عارمة..
_ "ماما ماما.. اريد شراء الايسكريم... "
- " سمعا وطاعة سيادة الأمير.. "
استأصلني من دوامة ذكرياتي صوت ادمنته سريعا ..
_ امي اين سرحتي.. "
ابتسمت بإتساعٍ قائلةً :
_" انجرفت مع الذكريات الجميلة.. انجرفت بذكرياتنا سويةً صغيري.. "
رأيت دمعة تتلألأ بعينه فمسحتها بكم قميصه وقلت :
_ لا تبكي يا صغيري لبأس.. كل ما حدث صار من الماضي.. ارجوك لا تبكي.. والا سأبكي معك.. ( ابتسمت قائلةً ) وهكذا سنضطر تأجيل الذهاب الملاهي.. فكما تعلم النساء ومشاعرهن الجياشة.. نحن كثيرات البكاء ان بدأنا فلن نتوقف بسهولة..
قهقه بطفولية وقال :
_ ها قد سكت.. اياكي والبكاء..
سمعت حمحمةً من الخلف فقلت :
" -اشم رائحة حريق.. "
سمعت قهقهات ضياء ثم قال :
_ " بدأت اغارُ ..
وكزته بيدي قائلةً :
_" صديق طفولتي الوسيم صاحب الغمزات.. انصحك بتعود علي هذا الوضع ستغار كثيرا في المستقبل اعدك ..
قهقهت ثم استأنفت الكلام ثانية :
_ " الن نذهب للملاهي..
ركبنا السيارة وسط قهقهاتنا وضحكاتنا... فمن يرانا يظننا الاسعد علي الاطلاق.. ولكن بقلوبنا اشياء كثيرة مكبوتة .. ولكن ما اجمل ان نعيش كل لحظة بلحظتها.. بدل ان نفكر بلغد والمستقبل واللحظات القادمة .. ان نعيش حاضرنا فقط ولا نشغل عقولنا بأية هموم ومشاكل..
فلنعش لحاضرنا فقط دعونا من الماضي وهمومه والمستقبل ومشاكله.. فقط سنكون اولاد اليوم.. نعيش كل لحظة بوقتها.. نفرغ عقولنا وقلوبنا من كل الامور الاخري لنستطيع ان نعطي كل لحظة حقها الكامل..
وصلنا الي الملاهي .. امسكنا ايدينا سوية كأطفال صغار ورحنا نتقافز من لعبة لأخري دون ان نعطي بالا لنظرات الناس من حولنا ..
اكلنا الايسكريم.. لعبنا كثيراً .. وحينما اخذ منا التعب اقصاه طلبت من ضياء ان يأخذنا لمطعم العم جاك فرحب بلفكرة بإبتسامة عريضة.. ثم اخبرني انه لم يدخل ذلك المكان منذ اخر مرة ذهبنا سويةً .. اي منذ ما يقارب العشر سنوات...
دخلنا ذك المطعم والذي علي قدمه يصرخ بلفخامة فصفعتني الذكريات من كل جانب.. وقفت بلمنتصف اتأمل المكان من حولي وكأنني احاول حفظه من جديد ثم جلست بركني المفضل مع عائلتي الجميلة..
تقدم من طاولتنا شاب في مقتبل العمر مع عيون زمردتةٍ جميلة.. ابتسمت له قائلةً :
_ الست جاد..؟؟
ابتسم قائلا :
_ " نعم سيدتي.. ما طلبكم؟؟ ...
تأملت ملامحه الحلوة جيدا يشبه اباه لحد كبير :
_ انت نسخة مصغرة عن والدك السيد جاك.. انا انسة.. اظنك نسيتني ولكن معك حق... لقد مرت عشر سنواتٍ منذ اخر لقاء.. كيف حال السيد جاك؟؟
رأيت علامات الاستفهام تعلو وجهه وقال :
_ اأعرفك؟ ..
ابتسمت قائلة :
_ ليس جيدا.. استطيع مقابلة السيد جاك..
اومأ ثم قال :
_ سأطلب منه المجيء حالا سيدتي .. عفوا انستي..
دقائق ورأيتُ السيد جاك بقامته الطويلة وعيونه الزمردتي الجميلة يقترب من طاولتنا وقد طغي الشيب علي رأسه فلم يزده الا وقورا .. تقدم من الطاولة مرحباً بنا ثم قال :
_ مرحبا سيدتي طلبتي مجيئي أأعرفك ؟؟ فعلي ما اظن فأنت تعرفينني..
ابتسمت بمكر قائلةً.. :
_"ايها الخائن انسيت حبيبتك سريعا.. لقد غبت عشر سنواتٍ فقط.. ( ادعيت مسح دموعي والتي لا وجود لها بدرامية وقلت ) لقد كسرت لي قلبي عزيزي جاك...
رأيت ابتسامته تتوسع تدرجيا ثم عانقني قائلا :
_ صغيرتي ليليان انا لا اصدقك انك قد عدتي اخيرا.. ظننت مكروهاً اصابك..
رفع بصره لطاولة وقال :
_ لا تخبريني ان ذلك الاحمق الجالس معك هو ضياء..
اومأت وانا احاول كتم ابتسامتي.. ثم سألني مشيرا ليزن :
_" ومن ذك الوسيم الجالس معكم ..
انفجرت ضحكا وقبل ان اجيب سمعت ضياء يتذمر قائلا :
_" هاته اهانة عظمي بحق وسامتي المفرطة.. ثم اني اشد وسامة من يزن.. حتي ان ليليان ستشهد بذلك..
وكزته ثم احتظنت صغيري قائلة :
_ لا احد اجمل من صغيري ايها الاحمق.. ثم ان من اخبرك انك وسيم قد خدعك ..".
ضحك العم جاك قائلا :
_ سأحظر لأجلكم الطبق المخصص والمفضل لك عزيزتي ..
توسعت حدقتي وقلت :
_ مازلت تذكره؟؟ ..
فاومأ ثم قال :
_ انا لا انسي ابدا صغيرتي...
★☆★☆ ★☆★☆ ★☆★☆
اعتذر عن الاخطأ
أنت تقرأ
الارواح المتمردة
Romanceهي من تأليفي وليست رواية جبران خليل جبران ? ان العبودية الخرساء هي تلك التي تعلق الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها .. وتلصق المرأة بمضجع الرجل الذي تركها .. وتجعلهما في الحياة بمنزلة النعل من القدم... سيد الكلمات ?? جبران خليل جبران ? البداية: 28 ج...