مذنبة
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ليتني انسي
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*كل ما اقتربت خطوة من النسيان... اجد الذكريات تعاود الطوفان بي .. تسحبني بعنف شديد وتخنقني رويدا رويدا ..
بادئ الامر تسحبني ببرودة اذرعها... تلقيني علي الارضية الباردة و من ثم تغرس اضافرها بشدة في جلدي .. تسحبني بعنف شديد لترمي بي في جحيم الذكريات..
هنا دفنت تلك الذكري وها انا سأفتح لها الابواب من جديد..
مر سيناريو تلك الحادثة بعقلي من جديد وكأنها تحدث لتوها.. مسحت اذرعي بفزع جريت لأغسلها مرار وتكراراً وكأن اثر الدماء لا يزال ملتصقا بها ..
انهرت باكية وانا اردد :
_" لم اقتلها لم اقتلها تلك الصغيرة اعترضت طريقي فجاءة...
اذكر تلك الحادثة وكأنها حدثت بأمس.. ليس وكأنها حدثت منذ اكثر من عقد مضي.. كنت عائدة للمنزل بعد سهرة رمضانية مع ضياء.. فجأةً اعترضت طريقي فتاة صغيرة .. دعست الفرامل بشدة ولكني كنت قريبة لدرجة جعلت من انحرافي وضغطي علي الفرامل دون جدوى.. نزلت السيارة بهلع... حملت تلك الفتاة بين اذرعي كان الدم يغطي كامل جسدها.. ماتت بين اذرعي هاته...كان اخر نفس لها علي اذرعي هاته ... اذكر كلماتها وكأنها تقولها الان " شكرا سيدتي فقد ارحتني من هموم الدنيا.. واخيراً سألتحق بوالدتي.. شكرا سيدتي " .. غطت الدماء يدي مثلما غطت الدموع عيني تشوشت الرؤية امامي.. لم اعلم ماذا افعل؟ .. كيف اتصرف.. لم اعي شيئاً لحظتها كل شيء اصبح مبهما.. اطلقت صيحات مكتومة وتخبطت مكاني.. حتي توقفت سيارة ما وركنت جنبي... كان يسألني عن الحادثة ...لم افهم كلماته فقط كنت اردد عبارة :
_" اقسم انني لم اقتلها.. كانت مجرد حادثة...! هي من اعترضت طريقي فجأةً..
كانت مجرد دقائق او بضع ساعات .. في حقيقة الامر لا اعلم نقلت تلك الصغيرة بسيارة الاسعاف.. اتبعتها بسيارتي... ودخلت اركض خلفهم.. كنت اعلم انها ماتت.. بل كنت متأكدة من الامر ولكن هذا لم يمنعني من سؤال اول شخص اعترض طريقي :
" اخبرني انها لم تمت.. اخبرني انها ستكون يخير ... "
كان هنالك قلادة ما وقعت منها.. انتظرت طويلاً ان يأتي احد من عائلتها لأقدمها له.. لكن للاسف لا احد قد جاء.. دفنت تلك الفتاة الصغيرة وكأنها نكرة.. مجرد حيوان دعس بسيارة.. رغم ان بعض الحيونات تملك من يحزن عليها و يهتم لأمرها.. وقفت منفردة جنب قبرها ابكي بحسرة علي شبابها الضائع.. اردت سؤالها عن ملاين الاشياء لكن روحها الطاهرة قد غادرت هذا العالم الدنس لتعانق عالم المطلق.. اظن انها تقف بباب الجنة الان.. ستدخل لتقابل والدتها كما قالت..
تلك الصغيرة فتاة الخمسة عشر عاماً.. تعرضت للاغتصاب هربت تلك المسكينة لتعترض طريقي.. ماتت تلك الطفلة وكنت انا السبب بذلك..
ماذنب طفلة صغيرة ان تغتصب؟ ماذنب يتيمة الام ان تتعرض للاغتصاب.. ويالا حظها المنحوس.. فقد انتهي بها المطاف تحت عجلات سيارتي .. كان خطأ.. كان ذلك قدرها اعلم.. ولكن لو انني ضغطت مكابحي اقوي.. لو اني انحرفت اكثر بقليل.. ما كانت تلك الصغيرة لتموت .. ؟؟
انا اذنب بحقها... انا مجرد قاتلة..
كسرت كل شيء وقعت عليه عيني.. حتي سالت دمائي... جلست بركن الغرفة واخذت اضرب رأسي بشدة..
حاولت ان اهدأ قليلاً.. نهضت بتردد وفتحت باب تلك الغرفة بيد مرتعشة.. تأملتها بخوف.. وكأني قد فتحت احدي ابواب الجحيم .. تقدمت من خزانة صغيرة وفتحت بابها لاخرج علبة صغيرة.. اخرجت منها عقدً صغيراً.. لأتشجع لاول مرة بحياتي وامسكه بيدي... لاول مرة اتحدي خوفي.. وضعته بعنقي بعد ان قربته من قلبي.. وقررت امرا ما.. سأستعيد حقك ايتها الصغيرة من مغتصبك ...سأستعيد حقك صغيرتي حتي اريح روحي.. واريح لك روحك..
مسحت دموعي بقسوة ورددت بصوت مهزوز :
_" هذا قدرك ايها الصغيرة.. لكني قررت استعادة حقك.. سأكف عن تعذيب نفسي .. ليليان انت لم تذنبي بحق تلك الصغيرة..
رددتها كثيرا حتي اصابني الاعياء لأجلس علي الارضية الباردة وانا اشعر ببعض الاطمئنان.. احتضنت تلك القلادة بكف يدي ثم قلت :
_" فلترقدي بسلام ايتها الصغيرة اعدك انني سأستعيد حقك.. "
نهضت بتثاقل اتفقد ذكريات الماضي.. فوجدت البوم صور لكل من ابي وصغيري وبعض صوري.. تصفحتها بإبتسامة واسعة ابي العزيز اشتقتك حقا رغم انك تدين لي بعشرات الاستفسارات.. سأزورك بعد العودة للعاصمة.. وجدت كرة ضياء فحملتها بعد ان قررتها اعادتها له..
حملت خزنتي الصغيرة لاغلق الباب من جديد واذهب للجلوس علي الاريكة..اسوء الامور علي الاطلاق هي فتح ابواب الذكريات.. هي بمثابة فتح ابواب الجحيم.. افضل شي هو وضع تلك الذكريات بركن صغير ومحاولة تناسيها.. فالنسيان انر مستحيل..
كتبت الرقم السري والذي لم يكن سوي تاريخ ولادتي... وسحبت كل محتوياتها.. وما ان رأيت وثيقة الملكية خاصّتي.. حتي ابتسمت تلقائيًا.. واخيراً سأستعيد حقوقي واحقق انتقامي...
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
لا ادري هل توصلتم لفهم ذلك الذنب الذي ارتكبته منذ اكثر من عقد من الزمن..ليليان دعست فتاة صغيرة... كانت قد تعرضت للاغتصاب.. هذا ماجعل ضميرها يؤنبها كثيرا.. حتي انها احست ان روحها قد غادرت..
بعد اكثر من عشر سنوات قررت مواجهة تلك الذكري وخوفها.. قررت اعادة فتح تلك القضية وزج مغتصب تلك الصغيرة بسجن حتي تتخلص من تأنيب الضمير.. كنت قد ذكرت هذا الذنب بفصل " رحلة مع المطر "اتمني ان ينال اعجابكم رغم اني لست راضية عليه..
وسأنزل الفصل الثاني بوقت متأخر من الليل كالعادة 😘😘
احبكم..😍
سأحاول التخلص من الجوانب الدرامية قليلاً 😂😂
enjoy 😘
أنت تقرأ
الارواح المتمردة
Romanceهي من تأليفي وليست رواية جبران خليل جبران ? ان العبودية الخرساء هي تلك التي تعلق الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها .. وتلصق المرأة بمضجع الرجل الذي تركها .. وتجعلهما في الحياة بمنزلة النعل من القدم... سيد الكلمات ?? جبران خليل جبران ? البداية: 28 ج...