chaptire 20

105 11 0
                                    

بمطعم العم جاك (ذكريات)

<><><><><><><><><><>

طبقي المفضل كان عبارة عن دجاج مشوي بصلصة الالمانية والارز وبعض السلطة.. السيد جاك ابرع طباخ بلعالم حقاً.. رغم اصوله الفرنسية الا انه كان بارعا في طهو جميع الوصفات العالمية الشهيرة.. انتقل الي تونس بسن الخامسة والعشرين وافتتح مطعما صغير بدأ بتطويره تدرجيا .. وكما ترون هاته هي النتيجة مطعم يجمع بين الاصالة والحداثة بطاولته الخشبية المزخرفة.. وجدرانها الفريدة بلون الاسود واضاءته الخافته اضافة لشموع العطرة الملونة والمقسمة علي جميع الطاولات.. باقة الازهار والتي تجدد يوميا وتوضع بمزهريات في جميع انحاء المطعم .. الموسيقي الهادئة.. وعزف السيد جاك كل ليلة علي الة البيانو..

وها قد جاء طبقي اخيراً.. وتلك العشر سنوات جعلتني التهمه بشراهة كأني لم اكل منذ اشهر..

وما ان انتهيت حتي سألت صغيري والذي نسيتُ وجوده تماما حينما تفاعلت وانسجمت مع طبقي :

_ ما رأيك بطعام.. ؟؟

رأيته يحبس ضحكته فسألته :

_ " ما المضحك..

رأيته يشر لوجهي ثم انفجر ضحكا ..ثم امتدت يد ما تمسح لي وجهي من الصلصة وهي تحتبس ضحكاتها .. لم يكن ولا جاد .. ما ان ازال بقعة الصلصة حتي قال :

_ لقد اشتقت لك كثيراً عزيزتي ليليان .. لقد تغيرتي فلم اعرفك..

ابتسمت قائلة :

_ اعلم اعلم.. صرت عجوزاً قبيحة..

اومأ نفيا وقال بتلعثم :

- علي العكس تماماً مازلت جميلة وشابة.."

سمعت حمحةً من كل من ضياء و يزن.. ثم قال صغيري.. :

_ اتغازل والدتي امامي ..

ليتكلم ضياء :

_ اتغازل صديقي امامي ..

تأملتهم بغضب مصتنع وقلت :

_ ايها الاحمقان لقد احرجتموه.. "

سرعان ما ما انظم لنا العم جاك في جلستنا وراح يسألني :

_" اين اختفيتي طوال هاته السنوات .."

ابتلعت ريقي بصعوبة.. ولكني استجمعت شجاعتي امام نظرات صغيري وضياء القلقة واجبت بكل شفافية وصراحة فالعم جاك كوالدي تماما فما الضرر في قول الحقيقة ليس وكأن نظرته لي ستتغير مثلا :

_ دخلت السجن لمدة عشر سنوات .."

رأيت علامات الدهشة والاستغراب تعلو محياه... ثم تبددت تدرجيا ليحتظنني وهو يقول " لبأس صغيرتي لبأس.. " وكأن هذا ما كنت انتظره لأفتح العمام لدموعي بنزول فسمعته يهمسه! ابكي يا صغيرتي اخرجي كل ما يعتمر بصدرك... " بكيت طويلا ثم ابتعدت شاكرة اياه .. ارحت رأسي علي كتفي صغيري فأمتدت يده الخجولة تداعب خصلاتي فإبتسمت وغرست رأسي اكثر بعنقه.. انتزعت رأسي بعد مدة وسألت العم جاك :

الارواح المتمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن