Part 1

1.8K 65 13
                                    


إذا كنت سأروي القصة فسأبدأ بالتحدث عن عالمي ..
عالمي بإختصار هو حيث السحر يعتبر البطاقة الإجتماعية لك ! كل سبل معيشتك تتعلق به ، حتى أن وظيفتك تتحد بمقدرتك السحرية ، فالسحر مصنف أيضاً بين الناس ، و لا يمكنك الهرب من قدراتك المحتومة ..
حسناً للتحدث أكثر هناك قانون في كل المملكة ، يجري بأنه إذا ارتكب الشخص خطيئة فسيفقد هذا الشخص قدراته السحرية ، و بهذا يفقد كل مقوماته للحياة ، معظم من خسروا قواهم قد انتحروا أو قتلوا ، و الآخرون مشردون ، و هنا يأتي دور الحديث عني ...
أنا شخص فاقد لقواي السحرية ، و للحقيقة لا أذكر خطيئتي ، لأني كنت طفلاً صغيراً وقتها ، و ما أعرفه هو أنني كنت أسرق فيما مضى ، لأني كنت أعيش في ميتم فقير لا يقوى على اعالتي ، لكن ما يزعجني هو ! كنت صغيراً ! لمَ طبقوا حكمهم ؟! هناك استثناءات في هذا العالم أيضاً !
صحيح أني فاقد لقدرتي السحرية ، لكن لدي عمل ، و هو الحدادة ! لكن أولاً لا أستطيع صنع مسامير سحرية ! و لا حتى أية أداة سحرية تفي لغرض العامة ! ثانياً من يشتري مني هم فقط أسياد هذا المجتمع ، أي من يمتلكون أقوى قوى سحرية ، لذا هم لن يحتاجوا لأدوات سحرية ، مع ذلك لا يشتري العامة مني ، حتى لو اشترى الأغنياء ستبقى منتجاتي بلا فائدة ، ثالثاً ما أجنيه من الأغنياء أشتري به أدوات لتوفير المواد المطلوبة ، مما يعني أن ما أجنيه يذهب لأعمل به ، و بهذا يكون مجموعي صفراً !

بغض عن النظر عن كل هذا ، لدي أمنية واحدة في هذه الحياة ..
و هي أني لا أريد الموت وحيداً !!! أريد أصدقاء !! لا أحد يرغب بمصادقتي لأني فاقد لقواي ، و بسبب العمل وجهي شاحب ، و لدي هالات سوداء مخيفة تحت عينيّ ، أبدو كشخص هرب من مسرحية رعب ، و لدي مشاكل في رئتي بسبب الدخان الذي أستنشقه ، و في أسوأ الحالات لن أحصل على زوجة مع كل هذه المشاكل ! و بحساب كل هذا يبدو أنني سأعيش العشرينات من عمري وحيداً ، و لن أكمل الثلاثين حتى أمووت T-T
أريد أن أبكي فحالي يرثى لها ...
دعوكم من أحلامي الميؤوس منها ، و دعوني أخبركم بما حدث في يومي المشؤوم ...
في الصباح وصلني خطاب من الملك يطلب استدعائي ، و لم يذكر أية تفاصيل ، سوى أن آتي في الساعة الثالثة ، و الآن هي الواحدة و النصف و قلبي يكاد يتمزق من شدة القلق ، راجعت تاريخي الأسود كله ! و لم أجد ما يدينني ، لكن مؤكد أني فعلت شيئاً غبياً آخر من دون علمي ، فأنا جالب كبير للمشاكل ، حيثما أحل تحدث مصيبة ! لكن الأهم ، إن كنت قد فقدت قدرتي كعقاب ، لن يكون هناك ما يعاقبونني به سوى ...
الموت ...
كلا ! لا أريد الموت بعد ، أريد الحصول على زوجة ! أو صديق ! أو حتى كلب صغير لأربيه ! أي شيء يقتل وحدتي !
لكن ترى ما الطريقة التي سيقتلونني بها ؟ الموت شنقاً ؟ أم قطع الرأس ؟ أم هل سيجعلونني أعاني من الوحدة في سجن كئيب بارد ! كلا قطع الرأس أهون ...
خلال سرحاني في أفكاري ، طرق أحدهم على الباب ، التفت خلفي و وجدت الملازم ايريك واقفاً ، يمسك بعصاه و وجهه ممتعض ، صدمت لرؤيته ، سعل ، ثم قال :" آران ، يطلب الملك رؤيتك حالاً " ..
صرخت :" لكنها ليست الثالثة بعد ! " ..
أجاب :" أعلم ، لكن الأمر مستعجل و قد أنهى الملك أعماله " ...
كلا .. عمري القصير سينتهي ...
صعدت إلى عربة الملازم ، و كانت كل العيون موجهة لي ، كأني ارتكبت بحق جريمة لا تغتفر ..
كان الملازم يحاول قدر الامكان الجلوس بعيداً عني ، أعلم أن ملابسي قذرة ، لكن هذا جرحني ...
وصلنا القصر و عبرنا الباحة ، ثم فتحوا لنا باب القاعة الملكية ، و بسرعة ، أنزلت رأسي ، و جثيت على ركبتي و تزحلقت على الأرض وصولاً للعرش ، و صفقت بيدي و بدأت بفركهما و أنا أكرر :" أرجوك أيها الملك اعفُ عني ، كنت غبياً و لا أزال كذلك ، العفو العفو أيها الملك سأفعل أي شيء لكن لا تقطع رأسي ، أووه حسناً يمكنك قطع رأسي لكن لا تزجني بسجن موحش و بارد ، أنا لم أتزوج بعد أيها الملك " ...
كنت ساجداً من شدة التوسل ، ثم سمعت ضحكة ، رفعت رأسي و نظرت لأعلى ، كان الملك ، و قد أزهق من الضحك ، أحسست أني فعلت شيئاً غبياً آخر ، فطأطأت رأسي حرجاً ..
سمعته يقول :" ارفع رأسك ، ليس الأمر كما تظن "
قمت و عدلت وقفتي ، و نظرت بخجل للملك ، ثم قلت :" إذاً ما هو ؟ جلالتك " ..
ابستم الملك ، و لوهلة شعرت بحنان غريب ، فلو كنت أعلم من هو أبي لقلت أنه الملك ، بدا لي أن الملك قد عرف فيما أفكر ، فأشار لي بالاقتراب ، تحركت و أخفضت رأسي ، ربت على رأسي ، ثم وضع يده على وجهي و رفع رأسي برفق و قال :" لا تقلق ، لا تقلق ، هي فقط مهمة ، و لن يستطيع أحد فعلها غيرك " ...
انحنيت و ابتعدت ، و انتظرت ما سيقول ، كان يقف بجانبي شاب سمين ضخم ، بابتسامة بريئة ، أومأت برأسي له كتحية ، فابتسم بلطف أكثر ، يا إلهي أحس بشعور غريب ، أهذه هي الصداقة ؟ لا لحظة لم نتعرف بعد ..
" أريدك أن تأخذ ابني إلى مركز العالم ، حيث سيعيد شحن مصدر السحر ، فقد اقترب موعد انتهائه "
فتحت عينيَ بصدمة :" ماذا ؟! "
رد :" كما سمعت ، لكن لدينا خطة ، حيث ستكون أنت و دان و ابني في أمان ، ستذهبون بطرق مغايرة عن ما يعرفها العدو ، و التمويه سيذهب بالطريق المعتادة ، خطة ذكية صحيح "
قال جملته الأخيرة بوجه بشوش و رفع ابهامه ، آسف أيها الملك لكن هذا يبدو غبياً ...
صفق الملك بيديه ، و خرج من خلف الستائر ..الأمير ؟ ...
في اللمحة الأولى ظننته فتاة ، بشعره الطويل الأشقر و عينيه الواسعتين ، و قوامه الممشوق ، أثناء تحديقي به ، احمرت وجنتاي ، لا أصدق وجود شاب بهذا الجمال ..
" مقرف " قال بنبرة حادة ، " هل سأهذب برفقة هذين القبيحين ؟ أفضل أن يمسكني الأعداء ، أو أتعرض لتأثير نظراء السحر ! "
صدمني ! كيف يمكن لشاب بهذا الجمال أن يكون وقحاً هكذا ؟!! ...

-

-

-

-

شخصيات القصة  رسم @RuneChan101 

HanaHope

HanaHope

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شكرا للرسامة <3 

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شكرا للرسامة <3 

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن