Part 8

442 46 6
                                    


تحلقنا حول الأمير ننتظر ما سيقول ، عدل جلسته و قال :" حسناً اسمعوني جيداً ، سيبدو هذا غريباً لكن .. " سكت قليلاً ، ثم تنهد و تابع :" سالي ، هي أختي .. ، لقد تذكرت كل شيء ! حدث شيء فظيع فيما مضى ، جعل أبي يعدمها أمام ناظري ، لا أعلم ما هو الشيء لكن لا يمكن أن يكون جيداً البتة " ، قبض يديه ، و بدأ بتحريك جسده للأمام و الخلف ، و هو يتمتم بعبارات لا يمكنني سماعها ، فرقع ابهاميه و توقف عن حركته ، و نظر إليّ ، قام عن السرير و أمسك بي و هزني و قال :" أعلمت ما صلتك بسالي ؟ " ..
نظرت للجميع و كانوا منصتين ، يتطلعون لاجابتي ؟
ضحك الطبيب العجوز ، و ضربني بعصاه على رأسي ، مازحاً ، و قال :" هذا الغبي لا يفكر جيداً ! تماماً كأبيه ، على كلٍ يا فتى فكر ، ما صلتك بها ؟ " ..
قلت :" أبي ؟ أتعلم من هو ؟ ماذا ؟! انتظر ! سالي أمي ؟! بحساب فجوة الزمن من قصة التي سمعتها من هذا الكهل ، فهذا يعني ... " ...
وقفت في صدمة ، ثم صرخت :" أتقصد أن هذا الشيء خالي ! " ، و أشرت إلى الأمير !
ضربني الأمير على رأسي قائلاً :" ماذا تقصد بشيء ! " ، صرخت في وجهه :" لا تقل لي !!! " ، ضربني العجوز مجدداً على رأسي بالعصا ، و قال :" اسكت أيها الشاب ، اجلسوا لتصفية الأمور " ..
بدأت التحدث كالأبله :" سالي هي أمي ! التي أعدمت على يد الملك ، الذي هو والدها و الذي هو والد الأمير ، و الذي سيكون هكذا خالي ، مما يعني أني من العائلة المالكة ؟ " ، فتحت يدي في الهواء استفساراً ...
قال العجوز :" أجل أجل "
قلت :" أهذا يعني أنه كان بامكان سحري أن يكون قوياً كخالي ؟ "
أجاب العجوز :" أجل أجل "
قلت :" إذاً كان يمكن أن أعمل بشيء غير الحدادة ؟ "
العجوز :" أجل .."
أمسكت برأسي و صرخت :" عااا لا أستطيع استيعاب أي شيء ! " ..
نظرت للرجل الكهل ، ثم نظرت للعجوز و سألت :" هل هو أبي ؟ "
أجاب العجوز :" كلا "
" ماذا ؟ إذن من هو ؟ قلت أني أشبهه .. مع أني أشبه أمي حسب ما يحدث هنا "
أجاب :" عليك أن تعلم من هو بنفسك ، فلن تعرف إلا بمعرفة ذاتك الأصلية "
ضيقت عيني و قلت :" يا رجل لا أحب الكلام الغريب "
نظرت للأمير :" إذاً هو خالي " قلتها بكآبة
" اووي ماذا تقصد ؟" قال الأمير و امارات الغضب على وجهه ..
وقف الطبيب العجوز و قال :" لننتهي من هذا ، هيا أيها الأمير أعلمه باسمك " ..
وقف الأمير مغتاظاً ، و نظر لي بتكبر ، جثوت على ركبتي أمامه بطلبهما ، و نظر لي كأني حشرة ، لا أعلم ما يجري هنا بتاتاً ، ثم قال الأمير :" أنا الأمير جانيميد الوريث الشرعي لمملكة الشمس ، أقبل بهذا الشاب الوضيع بأن يكون حامل الدم الملكي و أعطيه كامل صلاحياته " ، امتضع عندما أنهى كلامه و نظر لي بحقد ...
حسناً أنا لا أعلم أبداً ما قال ، و ماذا يعني ، لكن أظن أن هذا شيء من أشياء الملوك التي تحدث الرجل الكهل الذي لم أعلم اسمه للآن ...
قهقه العجوز و ضرب عصاه بخفة على رأسي و قال :" الأسماء هنا محرمة يا فتى " ، هل سمع أفكاري ؟
سألت :" محرمة ؟ كيف ؟ لكني علمت اسم فرانك ..؟ " ، رد العجوز :" أسماء أصحاب السحر هنا محرمة ، فهي مصدر قوتهم ، و كشفك عن اسمك في حالات يعني هلاكك " ، أخذت وقتاً لأفهم ما قال ، ثم ...
صفق الملك الصغير و قال :" و الآن دعونا نرى ! ما صلاحياته ؟ " ابتسم و اتسعت عيناه و بدأ بالبريق ..
قلت :" ماذا تعني ؟ " ، قال الكهل :" سحرك الخاص .. " ..
قلت :" لكن لا يمكنني استخدام السحر لأني معاقب .. " ، رد الأمير :" لست معاقباً خارج المملكة ، فكما تعلم لكل مملكة قوانين خاصة ، لا تشبه أخرى "
قال العجوز :" استجمع طاقتك و فكر بكل أنواع السحر التي تعرفها ، و ركز طاقتك على أي عضو تريده " ..
أغلقت عيني و أمعنت في السواد ، و رأيت صور كل ما أعرفه ، لكن سحر الأمير أكثر ما ركزت عليه ، لكن ..
فتحت عيني و لم يحدث أي شيء ، أشاروا باعادة الكرة ، و أعدت الأمر مرة تلو الأخرى ، لكن بلا فائدة ، أحسست بطاقتي تستنفذ ..
تعبت من المحاولات الفاشلة و بدأت ألهث ، قال الملك :" هذا يكفي ! لا تضغط على نفسك ! لا يوجد فائدة من هذا و لا أعتقد أنك ستنتجح .." ، رفعت ابهامي و قلت :" كلا أنا من النوع المجد ! " ، قال الملك :" لا تقل هذا الكلام بهكذا وجه ! " ...

تنهد الأمير و قال :" توقف ،لا فائدة من الأمر ، سنحاول في يوم آخر ، علينا الآن الرجوع لمهمتنا ..."
قال العجوز بابتسامة :" مهمة ؟ "
قلت :" أجل مهمة ، نريد أن نملأ وعاء السحر ، أو شيء يشبه هذا "
أغلق الأمير فمي قبل أن أكمل ، تباً لقد فعلت شيئاً غبياً مجدداً ، قال لي الأمير :" يا غبي ! لا تكشف أسرار المملكة بكل سهولة ! " ، قلت :" آسف يا خالي ~_~ " ، رد :" لا تقل خالي هكذا ! " ، حسناً يا خالي " رددت ، غضب أكثر ...
قال العجوز :" لا عليكما ، أعرف كل شيء ، لكن انتبها .. فليس كل شيء كما يبدو " ..
قال الملك :" إن كنتم تريدون الذهاب الآن فسأحضر بعض الحراس لمساعدتكم " ، قال الأمير :" أشكرك يا سيدي ، لكن سنذهب بمفردنا ... "
هز الملك رأسه و قال :" إذن رافقتكم السلامة ، و شيء أخير ، لقد عاملناكم بلطف هذه المرة لأنكم بدوتم طيبين ، لكن في المرة القادمة إذا دخلت البستان بدون إذن ، أو تجرأتم و أخذتم الثمار مجدداً فلن نتساهل معكم "، قال كل هذا الكلام بابتسامة ، مخيف ...
ودعنا الملك و الجميع و مضينا في حال سبيلنا ، رغم كل الأسئلة التي تدور في رأسي ، و التي يبدو أن الأمير يعرف اجابات الكثير منها ...
في مسيرنا وصلنا لحقل ضخم ، يبدو كساحة ألعاب ، بألوانه المختلفة و الغريبة ، و كان هناك العديد من الكرات الضخمة و قطع اللعب الخشبية ، و منطقة كاملة تبدو كالشطرنج ، كل شيء يبدو كالحلم ...
ما إن خطونا داخله ، حتى حوصرنا ، مجدداً ، من قبل فرسان بأدرع وردية اللون ...

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن