Last part 16

434 38 6
                                    


  " ذلك العجوز ! " قال الأمير و ضرب شجرة بجانبه بقوة ..
قلت :" لكن .. كيف استنتجت أن هذه هي الخطة ؟ أعني لربما كان شيئاً آخر "
رد بحدة :" هذا لأني أعرف ذلك العجوز ! لا يهتم لعائلته إذا تضاربت مع مصلحة العامة ! "
قلت :" ماذا سنفعل الآن ؟ "
ابتسم بثقة و قال :" يبدو أنك لم تتعرف على شخصيتي جيداً "
" منحرف ؟ "
" كلا ! بل متهور ! اااه لا يهم ! سنذهب بأنفسنا و نقاتل الطرف الثالث ذاك .. و هكذا لن نخسر أي طرف .. "
لم تكن لدي مشاعر جيدة تجاه اقتراحه ، فقلت :" لكن إن تعاون والدانا ضد عدو واحد فهذا يعني أن ذلك العدو قوي ، قوي جداً و لن يمكننا هزمه ! "
رد :" بل يمكننا هزيمته ! أبي لا يعلم مقدار قوتي أبداً ! و أنا سأقوم بحماية صديقي مهما كلفني الأمر ! "
التفتَ لدان و نهره قائلاً :" و الآن أنت ! هيا انقلنا إلى المكان المنشود بسرعة ! "
قال دان بتردد :" لا يمكنني ! الأوامر هي الأوامر "
أشعل نيرانه مجدداً و صرخ فيه :" حالاً ! "
ما إن أنهى الأمير أمره حتى وجدنا أنفسنا في المكان ، كانت الرحلة كلها ستكون في ثانية ! لو علمنا بقوة دان !
كان المكان وسط غابة ، بقعة دائرية لا يوجد فيها أي شجرة ، فقط حولها ، و في الوسط قرص خشبي كبير ..
لكن عند القرص ..
كان من لم أتوقع ...
الطبيب العجوز ! الذي رأيناه سابقاً في مملكة الأسماء .. ما كان اسمها مجدداً ؟
ضحك حال رؤيتنا ، و قال :" تماماً كما خططت ! لن يمكن لأمير متهور مثلك أن يسمح لأبيه بفعل أي شيء "
صدمنا و تراجعنا للخلف ، هل كانت خطة الملك جيدة حقاً من البداية ؟
ضحك العجوز ، و قام باستدعاء جيش كامل من حراس بدروع بيضاء ! لكن ماذا يكونون ؟ أموات ؟ لكن أبي حاكم العالم السفلي ...
لم أنتبه إلا و وجدت نفسي أضرب بقوة و من دون رحمة ، كان عددهم كبيراً ، حتى أني لم أستطع الهروب لمسافة بعيدة ، أما الأمير فكان حوله حلقة كامة من الفرسان ، و دان لا يستطيع هزيمة كل ذاك العدد ...
ضحك العجوز مجدداً و قال :" و الآن أيها الأمير جانميد ، سأريك سحر الأسماء الحقيقي " ، شتمه الأمير و قال :" أيها الساقط ! لقد خدعتني في المرة السابقة لأقول اسمي ! " ، لم يقم العجوز سوى بالضحك ..
صرخت عليه :" ما الذي تريده بالضبط ؟! ألا تكفيك السبعون سنة التي عشتها ؟ "
رد :" إنهن ألف .. "
صرخت :" و هذا كثير ! ما الذي يريده عجوز مثلك على أي حال ؟ يجب أن تحضر قبرك فقط ! "
غضب و قال :" أيها الساقط ! أنا خالد ألا تفهم ؟! "
رددت :" و أنا آران ما المشكلة ؟ "
ضرب جبينه و قال لحراسه أن يضربوني أقوى ...
أما الأمير فقد ألقى عليه العجوز تعويذة بذكر اسمه ، فانهار الأمير يصرخ و النيران تشتعل حوله كأنها تحرقه ، ثم أغشي عليه .. هذا ما آمله ...
هلعت إليه ، لكن الجنود أوقفوني ، فقد دان الوعي أيضاً ...
صعد العجوز على القرص ، و رفع عصاه ، و قال :" و الآن حان وقت تدمير هذه الممالك الخاسئة ! " ، أفلت من الجنود بصعوبة ، لكن قبل أن أصل للقرص ، ألقوني على الأرض و ثبتوني ..
حقاً ماذا يمكن لشاب أعزل أن يفعل ؟!
حاولت قدر الامكان الزحف ، ثم صرخت :" تباً لك أيها الأب الساقط ! إذا كنت حقاً تريد مساعدتي ، أو انقاذي ، فعليك بأخذ هذا العجوز ! "
لكن لا شيء حدث ..
كنت مثخناً بالجراح ، و من دون أن أدري وصلت للقرص و لمسته ...
حينها شعرت بثقل جسدي ، و رأسي بدأ يؤلمني ، أريد النوم ...
رأيت أمامي ضوءاً ، كان على هيئة سيدة ..
و كنت في مكان معتم تماماً ، أقف على صفحة ماء ، على الأقل هذا ما شعرت به ، ركزت بالضوء المقترب مني أكثر ، و لم تكن السيدة سوى .. أمي !
لم أتمالك نفسي و أسرعت لها ! أبكي ، أريد أن أضمها قليلاً ، بسطت ذراعيها لي ، و أخذتني بالأخضان ، شعرت لأول مرة بدفء و حنان الأم ، ألهذا الدفء يعشقون أمهاتهم ؟ ...
نسيت لمَ أنا هنا .. و نسيت ما يحدث ، كنت فقط مغرقاً بالدفء ، ثم قالت أمي :" آران .. ألن تساعدهم ؟ فالجميع يحتاجك " ، نظرت لها و قلت :" أساعد من ؟ و كيف ؟ " ، ابتسمت و قبلت جبيني ، ثم قالت :" لا بأس الآن ، ستستطيع استخدام ما بداخلك " ، شعرت بقبضة في قلبي ، قوية ، و كأن قلبي يتمزق ..
ثم استيقظت ...
" هل مات ؟ "
" هل سنأخذه للحاكم الآن ؟ "
فتحت عينيّ لأجد توديل دي و دَم ، واقفين أمامي ...
تذكرت ما حدث ، و قمت بسرعة ! لم يكن هناك أثر للأمير أو دان ، أو العجوز ! ما الذي حدث ؟!
كنت على وشك البكاء ..
إلى أن خرج الأمير من الغابة برفقة دان ، و معه ماء ..
ما إن رآني الأمير ، حتى هتف :" آران ! لقد استيقظت ! " ، كانت الفرحة عامرة على وجهه ، نظرت فقط بارتباك لا أفهم شيئاً ..
فهم الأمير نظرتي و قال :" سأشرح لك .. لكن ارتاح الآن لقد كان عملاً شاقاً ، و أحسنت " ، للحق كانت هذه أكبر ابتسامة رأيتها على وجهه ، مما زاد الريبة عندي ، و تراجعت للخلف قليلاً للهروب ، فربما يكونان وهماً أو شيئاً ما ..
أمسكني الأمير و قال بنبرة آمرة :" ارتاح ! " ..
جلست على صخرة ، و نظفت الدماء بالماء ، ثم سألت :" امم ماذا حدث لشحن الشيء ذاك ؟ و العجوز و الجنود ؟ " ، قهقه الأمير و قال :" علمت أنك ستسأل بسرعة ! " ، نظر إلى دي و دَم و أشار لهما بالحديث ، تنحنح دي و قال :" سيدي الأمير آران ، لقد تم منحك كامل صلاحيات الحكم ، و بهذا تكون سلطتك كاملة ، و يمكنك استخدامها وقت ما تشاء " ، للحق أنا لم أفهم شيئاً ..
ضحك دان و قال :" هذا يعني أنك لست مضطراً لأن تحرق نفسك " ، ما زلت لم أفهم ..
قال الأمير :" تباً لكم ، لا أحد يشرح ، ما نقوله هو أنك و أخيراً قد أصبح لك سحر خاص ، في الواقع نظيره ، لا نعلم ما حدث لك عندما أغشي عليك ، لكنك قبل أن تفقد الوعي كنت قد لمست القرص بيدك الملطخلة بالدماء ، و هكذا تمت أول مهمة ، أما بالنسبة للعجوز و جنوده ، فبعد فقدانك الوعي بثواني ، أفقت فجأة و قمت بارسالهم كلهم إلى الجحيم ! بسحرك الخاص ! و ليس من والدك ! عااا أليس هذا حماسياً ؟! " ..
قلت للأمير :" أتعلم ... أنت تتحدث كثيراً ... أعني هل حقاً ما حدث ؟ يعني أنني أنقذت العالم ؟! "
رد الأمير بتهكم :" بل المملكة فقط .. حسناً العالم من ذاك العجوز " ..
سرت شحنة كهرباء في جسدي ، و قفزت من الفرحة ، و صرخت :" يعني أنني أصبحت بطلاً و لدي سحر ! " ، عدل الأمير :" نظير ... " ، قلت :" لا يهم ما دام قوة ! " ..
حدثتهم عن ما حدث عندما فقدت الوعي ، و فسر الأمير الأمر على أن أمي أخذت سحرها مني مما سمح لجزء أبي بالانتقال في جسدي ، فرحة عامرة انتابتني ، لا يهم ما سيحدث أو حدث ، أنا بطل الآن ..
غضب الأمير من ابتسامتي الغبية و ضربني على رأسي ، ضحكنا بقوة ، لم يمت أحد منا و هذا أفضل شيء ، و أنا بطل أيضاً ...
و كان يجب علينا الرجوع للمملكة ، مشينا قليلاً قبل أن يرجعنا دان بقوته ..
و في المملكة ...
عادت لي حياتي التافهة !
لم يسمحوا لي بالمكوث في القصر ، و عدت حداداً T-T لكن لم تكن هذه النهاية التي انتظرتها ...
لم أتزوج ...
لكن علمت من عائلتي ، و حصلت على صديقين ..
حقاً بقي أمر الزواج يا جماعة ..
أريدها جميلة ...
لحظة لو وافقت على عرض ليندا ..
كلا ..
لمَ لم أنه الحكاية بعد ؟
لا يهم ، في النهاية حياتي بقيت تافهة مع بعض الشركاء فيها ...  

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن