Part 12

357 40 0
                                    


  أدارت الحارسة الدولاب و بدأت البوابة تفتح ببطء ، دخلت منكساً رأسي و محاولاً ضبط أعصابي ، قادتنا الحارسة و أخرى للقصر ، كانت المملكة طبيعية جداً ، لكن لا يوجد فيها رجال ، و شعرت لوهلة أن حياتهن مثالية ، فجميعهن بلا استثناء تضحك و تبتسم ، هل نحن عبء الرجال عليهن لهذه الدرجة ؟
وصلنا القصر ، و فتحت لنا الأبواب ، قبل دخولي ، صفعتني الحارسة على مؤخرتي مازحة و قالت :" لا تكوني خجولة " ، و غمزت لي ، هل سيستمر هذا الاحراج ؟ هل سيحدث شيء أسوأ من هذا ؟
وقفنا مع عدة فتيات في الغرفة أمام العرش ، و الصدمة ، أن من كان على العرش رجل ! كيف هذا ؟ نظرت لليندا التي كانت تكبح غضبها لسبب ما ، و تضغط على قبضة يدها ، ابتسم الرجل و قال :" رائع دفعة جاريات جميلة هذه المرة " ، صعقت من جملته ، نزل عن العرش و تقدم لنا ، نظر بتمعن من أول فتاة إلى آخرنا ، اقترب من الأمير و ركز ، تمتم :" هذه لطيفة " ، رمقه الأمير بظرة غضب ، ارتعد الرجل و قال :" لكنها متوحشة " ، ثم تقدم نحوي ، رفعت رأسي و أنا أموت خجلاً ، برقت عيناه بشكل غريب و قال :" هذه ! هذه ه المناسبة ! إنها الألطف " ، أمسك الأمير ضحكته بجانبي ، و أنا كاد يغشى عليّ ، أمسك بيدي ، و قمت ، نظر إلي بنظرات فاحصة من رأسي لقدمي ، ثم أمسك بذقني و قال :" شاحبة لكن لديها وجه جميل ، نحيفة و مسطحة لكن قوامها لطيف "، مع كل كلمة رغبت في لكمه ، أزاحني بجانبه و أشار بيده لاخراج الفتيات ..
أخرجتهن الحارسات ، و بقيت معه وحدي ، كنت سأتقيأ ، رأسي يدور لا أعلم ما أفعل ، أمسك بيدي و رفعها لذقنه ، ثم قبلها و قال :" و الآن يا جميلتي ، ما رأيك بأن أريك النعيم " ، استشاط غضبي ، و قمت بلكمه بقوة ، لا ارادياً ، و ركلته بقوة أكبر ، ثم قلت :" ما رأيك أنا أريك الجحيم ! " ، لم أتمالك نفسي و بدأت بضربه أكثر ، لكنه ، لم يعترض .. بل بدا مستمتعاً .. ؟
صرخت بقرف ، قام بترنح و بنظرة منحرفة ، كان يرتعش و اقترب مني و قال :" المزيد ! كنت أعلم أنك الأفضل ! " ، صرخت ، ثم ضرب على رأسي ، بحذاء ؟
كان الأمير ، بنظرته المتبحجة ، لأول مرة أنا سعيد لرؤيته ، لف شعره و قال :" إن صرخت هكذا كالفتيات ستثيره أكثر " ، دفعت الرجل ، و ركضت باتجاه الأمير راغباً بعناقه ، " خااااليييي " ، لكمني على وجهي و قال :" اخرس يا تافه ! " ، قام الرجل و مسح فمه و قال :" واو الأمر يزداد جمالاً ، من أنتما ؟ "
" نحن أسوأ كوابيسك ! " قالت ليندا و هي تنزل على الحبل من السقف بصعوبة ، ثم تقدمت للرجل و صفعته و قالت :" أنا وريثة العرش الشرعية ! " ، ابتسم الرجل بملامحه المقرفة و قال :" ما الذي أسمعه ؟ ألست أنت من هرب ؟ " ، ردت :" لم أهرب يا ساقط ! بل رجالك من قام باختطافي في حفل تتويجي !! " ..
وقفت كالأبله وسط كل الأحداث ، ثم رفعت يدي للسؤال :" ماذا ؟ ما الذي يحدث هنا ؟ " ، قالت ليندا :" سأفسر لك فيما بعد ، و الآن علينا القضاء عليه " ، ضحك الرجل و قال :" لن تستطيعي ! فكما تعليمين أنا أفضل مبارزبالسيف عرفته البشرية ! " ، و بدأ بالضحك كالمجانين ، عضت ليندا على شفتيها ، و تراجعت للخلف قليلاً ، نظر لي الرجل و قال :" إن تغلبت علي هذه الفتاة ، فسأرجع لك حقك ! و إن لم تفعل " ، أشار بيده على عنقه و حركها بخط مستقيم ، بمعنى أن رؤسنا ستقطع ..
ابتعلت ريقي ، و نظرت بجفول للجميع ، قال الأمير :" أنا سأبارزك ! " ، لم يوافق الرجل ، و قال :" إن لم تبارزني هي ، فلن يحسب أي شيء " ، أخذتُ نفساً عميقاً و تقدمت ، ثم قلت :" لك هذا يا مقرف ! " ...
خرجنا للساحة ، و ما زلت أرتدي الفستان ! و أعطوني سيفاً ثقيلاً ، أصر دان على عدم فعلي لهذا ، لكنه في النهاية استسلم و أعطاني بعض النصائح ، و التي هي تبدو كتقطيع اللحم ! بصفته لحام ، للحق خفت من نصائحه أكثر من المبارزة ..
استعد الرجل و ارتدى ملابس المبارزة ! بكيت على حظي قليلاً ، استعددت أيضاً للمواجهة ، وقفنا موازاة بعضنا ، و فعلت كما يفعل للمرة الأولى ، ثم هجم ، هربت من الضربة بصعوبة ، و أفلت من الثانية بأعجوبة ، كأنه يلاحق دجاجة أو شيء كهذا ، و أنا أدور في حلقات ، استطاع اسقاطي ، و كاد يطيح بي ، لكن ..
شعرت بلهيب نار غريب في جسدي ، صرخت ألماً ، لم أعلم ما حدث تلك اللحظة ، فقد اشتعلت نيران سوداء في كل مكان حولنا و لم أرَ شيئاً ، أغلقت عينيَّ بسبب الحرارة ، و عندما فتحتهما ، اختفت النيران ، و اختفى الرجل ، لم يكن في الساحة سوى نحن ، الأمير و ليندا و دان ، و لا يوجد أي أثر للرجل ، أعني لو احترق بالنيران السوادء ، لكان بقي رماد على الأقل ، أم ماذا ؟
نظرت برعب لهم غير مصدق ما حدث ، كنت أرتجف بقوة ، جاء دان و ربت عليّ لتهدأتي ، لحقه الأمير و ليندا ، عانقتني ليندا و بدأت بترديد :" لا تفزع ، لا تهلع " ..
تنفست بصعوبة ، ثم هدأت ، رغم عدم معرفتي بما حدث ، و شعوري أن تلك النيران ستبتلعني ..
ساعدني دان بالوقوف ، و أخذني لغرفة العرش ، أعلنت لنا ليندا أنها ستقوم ببعض الاجراءات لعودتها ، أما نحن يجب علينا أن نرتاح للآن ، فما حدث ليس سهلاً ..  

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن