دخلنا قاعة الاحتفال بأبهى مظهر ، كانت ليندا تتقدمنا ، و الجميع يهتف من حولنا ، شعرت بالخجل ..
جلست ليندا على العرش ، و قامت الوصيفة بجانبها بوضع التاج على رأسها ، ثم تعالى هتاف الجميع ، صفير و تصفيق ، و عبارات مثل " عاشت الملكة " ...
وقفت ليندا ، في البداية ظننت أنها ستخطب خطبة محترمة بكلام عميق و فخر و هكذا أمور ، لكنها قالت :" دعونا من كل شيء و لنرقص لليل " ، بابتسامتها المجنونة و حماسها المفرط ، ضربت جبيني لأنه أمر متوقع منها ..
أمسكتْ بيد الأمير و أخذت تدور معه في وسط القاعة ، و صوت ضحكتها عم المكان ، أمسكت بي فتاة عشوائية ، و بدأت بالرقص ، و أنا كاللوح الخشبي لا أستطيع الرقص ، أما دان تجمعن الكثير من الفتيات حوله ، هكذا مضى الوقت ، تستلمني فتاة بعد الأخرى ، و لم أستطع اخفاء توتري ...
بعد ساعات من الرقص الطويل ، قررت الخروج للحديقة ، كان منظرها أجمل بدون ضغوط المبازرة ، لكن المكان الذي اختفى فيه الرجل ، ما زال مخيفاً ، وقفت في نفس المكان و نظرت حولي ، قلق ساورني لوهلة ، ماذا لو كان ما حدث ... أمرٌ خارج عن شيء ؟ هل يعقل .. ؟
" هيا تعال " كان صوت ليندا ، و هي تجر الأمير للخارج ، و حينما رأتني لوحت بقوة ، ثم تبعهما دان ، الآن كلنا مجتمعون ، هل تريد ان تخبرنا بالحقيقة ؟
جلسنا ننتظر سماعها ، كانت تنظر للسماء مديرة ظهرها لنا ، بعد برهة ، التفت و أخرجت زفيراً قوياً ، كثور ، و ابتسمت و قالت بكل ثقة :" أريد أن أتزوجكم ! كلكم ! هيا لنعلن الخطبة ! " ، ضربها الأمير بسرعة على رأسها و قال :" هذا ليس ما أردنا سماعه !! " ، ضحكت و قالت :" هيهي أمزح فقط ، حسناً سأخبركم بكل شيء لكن أولاً " ..
أمسكت بصولجانها ، و ضربت به الأرض ، ثم .. من العدم ! كلا ، تكسرت الرؤية كزجاج ، ثم ظهر .. مخلوقان ؟ غريبان .. الأول بنفسجي و الثاني أرجواني ، يبدوان كشيطانين صغيرين مدورين كما في حكايات الأطفال ، كانا ينظران لنا بصدمة ، يتعرقان ، علما أنهما اكتشفا .. يشبهان توديل دي و توديل دَم ، بطريقة غبية ..
انتفض الأرجواني ، و رفع اصبعه في الهواء كأنه سيعلن شيئاً ، ثم قال :" أنا توديل دي ! و هو توديل دَم ! " ، و كأن هذا الناقص ! حرك نظره للجانب ، و أخذ يتعرق أكثر ، صرخت فيهما :" بحق الجحيم ما هذا ! " ، ثم صرخ دي :" لكن هذا ليس كل شيء ! " ، ماذا ؟ هناك المزيد ؟! تابع بنفس النبرة :" نحن أبناء عم و لسنا توأم ! " ، صرخت مجدداً :" و من يهتم بعلاقتكما ؟! من أنتما بالضبط و ماذا تفعلان ؟!! " ، ابتعد دي بارتباك و أزاح دَم للمقدمة و قال له أن يتحدث هو ..
بدأ دَم بالارتجاف و الاهتزاز كقطعة هلام ، ثم قال بصوت منخفض :" نحن هنا لأخذ الأمير ، أقصد مراقبة الأمير ثم أخذه ، لا لحظة ، ما كانت الخطة يا دي ؟ " ، نظر الأمير لليندا و قال :" أهذا ما عنيته عندما قلت لي أن لدينا رفقاء لا يسكتون ؟ " ، قلت :" ماذا ؟ متى قالت هذا ؟ في محادثاتكما الطويلة ؟ " ، أشاح الأمير وجهه خجلاً ..
نظرت للمخلوقين و قلت :" فسرا الآن ما الذي جاء بكما ؟! و لمَ تريدان أخذ الأمير ؟! هيا " ، كانت نبرتي قاسية ، ارتعد الاثنان و بدآ بالانحاء أسفاً ، ثم قالا :" نعتذر أيها الأمير ، لكن يمنع علينا .. " ، نكز دي دَم و قال له :" لكن هو الأمير ، و علينا أن نطيع أوامره " ، رد عليه دَم :" كلا ليست لديه سلطة بعد ، بعد انتهاء المهمة سيكون له كامل السلطة فقط الآن لا " ، حديثهما زاد من استفساراتي ، ثم قلت :" من الأمير ؟ أليس خالي جانميد ؟ " ، هزا رأسيهما نفياً ، ثم قال دي :" إنه أنت ، لكن بعد المهمة " ، لقد أثارا أعصابي حقاً ، أنا لا أفهم شيئاً مما يقولانه ...
تنهدت ، و قلت بهدوء :" تقصدان أنني الأمير هنا ، و ليس الأمير ذاك "
هزا رأسيهما ايجاباً ..
ثم سألت :" من طرف والدي ؟ صحيح ؟ "
هزا رأسيهما ايجاباً ..
هذه فرصتي إذاً لأعلم من هو ، نظرت لهما بغضب و قلت :" من هو ؟ و أين هو ؟ و لماذا تركني طوال هذه السنين ؟ و ماذا فعل لأمي ؟! " ..
ارتعدا أكثر ، ثم قال دي :" سنجيب عليها واحداً واحداً ، لكن لا تغضب منا ، سيرسلنا الملك للجحيم ! " ، حسناً هذا يبدو مريباً أكثر ..
بدأ دي الحديث :" سأخبركم كل شيء بالتفصيل ، لكن على هذه الملكة الشريرة الرحيل ، لقد أرغمتنا على الاعتراف حتى بأعمق أسرارنا "
احمر وجه ليندا و قالت :" لم أطلب منكم أن تقولوا كل ذلك الكم ! " ..
نظرت لها و قلت :" إذاً أنت لا تقرأين الأفكار ؟ "
ردت :" كلا .. ليس تماماً ، أنا فقط أسمع ما هو فوق و تحت الحد السمعيّ للبشر الطبيعيين ، و هما كانا يتحدثان بكثرة " ..
أكمل دي :" حسناً سأتركها جانباً ، في الواقع والدك هو ملك العالم السفلي ، حاكم كل أنظار السحر ، و صاحب مفاتيح الجحيم و ... " ، أوقفه دَم و أمره أن يكمل القصة لا الوصف ، أردف دي :" و أمك في الواقع هي أخت الأمير كما علمت ، مع أنه كان يجب أن يتم اخفاء هذه الحقيقة ، لكن ... لأكمل بالقصة ، و حاكمنا المبجل وقع بحب حاكمتنا الجميلة قبل أكثر من عشرين عاماً ، و عندها حدث ذلك الشيء و ذاك ، ثم أنجبت ولداً بشرياً ، كان عديم القوى ، بسبب التقاء السحر بنظيره ، و حدث خلاف لأي جهة سيؤخذ الفتى ، أصرت الحاكمة على أخذه معها ، و وافق الحاكم بسبب كذبة منها .. ثم " ..
أوقفته :" لحظة لحظة ! ماذا ؟ حسناً قبل انهاء القصة .. ما هي الكذبة ؟ " ، رد بكل جدية :" أن الطفل يشبه أمه " ، " ماذا ؟!!!! و هل هذا سبب ؟ " ، رد :" في الواقع حاكمنا بطيء الفهم فيما يتعلق بأمور البشر ،لم يكن يعلم أنه بسبب عدم وجود صفات شكلية في جيناته فإن شكل طفله سيكون كلياً كأمه .. لا يهم هذا ، نكمل القصة ، هربت الحاكمة بالطفل قبل اعداد كل اجراءات الرحيل ، فغضب الحاكم أشد غضبه ، فأمر بالعذاب لمملكتها ، مما سبب خلاف مع العامة من الناس عندما علموا بالأمر ، فأمروا بأخذ حقهم و اعدامها ، أخذ الأمر بعض الوقت قبل تطبيق الحكم ، و في تلك الفترة لم يعلم أحد أي شيء عن الطفل ... النهاية " ..
حدقت بذهول و بدأ رأسي بالدوران أحلل كل ما قيل ، لكن ما زال الأمر صعباً ..
أنت تقرأ
Blacksmith
Fantasyالسحر كالبطاقة الاجتماعية .. تعيش فقط بالسحر لكن الملك الآن يريدني في مهمة .. ما هي و كيف يمكن لحداد فاقد القدرات السحرية مثلي أن ينفذ هذه المهمة