Part 15

366 37 0
                                    


  أخذ الأمر مني بعض الوقت لأفهم كل شيء ، ثم سألت :" إذا كنت حقاً عديم القوى ، ما تفسير تلك النيران ؟ " ، تمنيت أن يكون تفسيراً لطيفاً ، لكن رد دَم :" في الواقع تلك النيران ، من والدك ، أراد أن يحميك ، فقام بارسال ذلك الشخص للجحيم " ، أخذت نفساً عميقاً ثم قلت :" يعني ليست سحراً خاصاً بي ، و أبي يريد استرجاعي بعد أن علم بوجودي ، و أرسلكما طوال الطريق خلفي ، أهذا كل شيء ؟ " ..
تبادلا النظرات ، و قالا بتوتر :" نعم .. هذا كل ما في الأمر .. " ، نبرتهما لم تقنعني ، انفجرت فيهما :" هذا ليس كل شيء ! تحدثا ! " ، ارتعدا ، و كانا على وشك البكاء ، و قالا :" لا أرجوك ، إذا تحدثنا أكثر سيأخذنا .. " ، نظرت لليندا و قلت :" إذا كنتِ تعلمين المزيد تكلمي ! " ، ردت فوراً :" كلا كلا ، هذا كل ما قالاه ، هيه لا تقسُ عليهما ! و اهدأ ! " ...
لم أعلم لمَ أشتعل غضباً في المقام الأول ، كان دي و دَم يرتجفان ، ثم ظهرت تلك النيران مجدداً ! و اختفيا ، تماماً كما حدث مع الرجل !
شهقت ليندا في رعب ، بدأت ترتجف أيضاً ثم قالت :" ما رأيكم أن نعود للداخل ... " ، كانت ابتسامتها خاطئة ! لم تبتسم بطريقتها ! لكن ... لمَ ؟
جلست وحيداً لحين انتهاء الاحتفال ، و الليل قد حل بالفعل ، جاء الأمير و جلس بجانبي و قال :" ماذا الآن ؟ ماذا حدث لذلك المتفائل ؟ " ، أعلم أنه يريد أن يخفف عني ، لكن يجب عليه أن يقولها بطريقة ألطف ! تجهمت في وجهه ، ضحك و قال :" جيد لم يختفِ بعد " ..
عم السكون حولنا ، ثم جاءت ليندا و قالت :" ما رأيكم أن ترتاحوا الآن و غداً ترحلون و تكملون رحلتكم ؟ " .. لم يكن لدينا خيار آخر ...
نمت بسرعة حال استلقائي ، كان رأسي ثقيلاً !
لا أعلم في أي وقت استيقظت ، لكن للمرة الثانية لم أجد دان في الغرفة ، عدت للنوم معتقداً أنه ذهب للحمام مجدداً ..
في اليوم التالي ، و أخيراً ارتديت ملابس رجال ! ملابسي القديمة المريحة ، لكن أنظف ...
أعطتنا ليندا الكثير من الهدايا و الأمتعة ، و قبل أن نذهب ، قالت أنه يجب علينا أخذ البركات أولاً ..
انحنينا أمامها ، و ألقت بعض التعويذات باستخدام صولجانها ، ثم قالت :" أرجو أن تجدوا الاجابات الكاملة ، و من بعض الأشخاص .. " ، نظرت لدان و أرجعت نظرها للأمير ، و قبل أن يرحل الأمير ، قامت بتقبليه مجدداً ، قبل حتى أن أغلق عينيّ ، و أعطاها الأمير عناقاً أخيراً ...
بقيت تلوح لنا إلى أن ابتعدنا كثيراً ، كانت الأحداث ممتعة برفقتها ، إن لم أرد الكذب ..
بعد ساعات من المشي ، توقف الأمير فجأة ، و الغضب يعلو وجهه ، تقدم له دان و قال :" هل الأمتعة ثقيلة ؟ هل أحملها عنك ؟ " ، و فجأة أمسك الأمير برقبة دان و دفعه على الأرض ، اشتعلت النيران الزرقاء حوله ، و قال بنظرته المخيفة :" ما الذي قصدته ليندا هناك ؟! اعترف و إلا ! " ...
كان دان خائفاً جداً ، و أخذ يتراجع للخلف بصعوبة ، أسرعت إليه لأساعده في النهوض ، لكن الأمير ضربني بشرارة من ناره ، و قال :" آران ابتعد عنه ! " ، لا أفهم شيئاً البتة ، نظرة الأمير تزداد رعباً و دان يرتجف ، سجد دان من الخوف أمام الأمير و قال :" أرجوك لا تؤذني !" ، صرخ الأمير في وجهه :" هيا اعترف ! " ، قلت :" هاي لا تقسُ عليه !!! " ، نظر لي الأمير و قال :" آران استمع لي جيداً ! كان يخدعنا طوال الطريق ! قالت لي ليندا أنه هناك خائن بيننا ! و يستحيل أن يكون أنت بسبب غبائك ، و الشيطانان ذهبا بعيداً ... و عليه الآن أن يعترف بما فعل ! " ... صدمت مما قال و نظرت لدان و سألت :" أصحيح ما قال ؟ " ..
هز دان رأسه ايجاباً ، ابتلع ريقه و بدأ بالتكلم :" في الواقع أيها الأمير ، ليس كل شيء كذبة ، أنا فقط كنت أقودكم حسب تعاليم الملك ... فقط أتبع الأوامر ... " ، رفع الأمير حاجباً :" و أيضاً ؟ " ، أخذ دان بالتعرق :" حسناً ، أوامره أن أؤخركم قدر الامكان ، و كنت أستعمل قدراتي لهذا ... طوال الطريق كان تأخيركم بسببي " ..
" ماذا ؟! كيف هذا ؟ كنا نسير بطبيعية ! تقودنا أقدامنا " قلت
رد الأمير :" دان .. قدرته هي الانتقال في المكان ! صحيح ؟ و بما أنه يمتلك المكان فهذا أثر على .. "
أكمل دان :" حاستكم في الطريق ، أجل تحكمت بمسيرنا ، لكن صدقني أيها الأمير هذه أوامر الملك ! و أنا لا أعلم لمَ و لا أعلم أي سبب ، فقط أمرني بتأخيركم و نقل أخباركم .. " ..
أطفأ الأمير نيرانه و أخذ يفكر ، ثم قال :" أبي يحاول تأخيرنا ! و أنظار السحر لم يعترضوا طريقنا ، يحاول تأخيرنا رغم أن اعادة الشحن مهمة لمملكته ... هذا يعني ... وجود شيء ما أو .. "
قلت بسرعة :" أو أشخاص ما ! "
قلت و الأمير معاً :" هذا يعني وجود طرف ثالث ! "
علت علامات الصدمة وجه دان و قال :" أقسم أنني لا أعلم شيئاً عن طرف ثالث ! "
قال الأمير :" أعلم هذا ! أبي كان يخفي عن الكل هذا ! لكن إذا كان هدف أبي شحن الطاقة بدون أن يصلنا الطرف الثالث ، فما علاقة أنظار السحر ؟ "
قلت :" ربما أنا ... أعني ، لقد سمعتما الشيطانين ، يريدان أخذي بعد المهمة .. و هذه المهمة ! "
قال الأمير :" لكن كيف ينوي فعل هذا ؟ " ، تغيرت نظرة الأمير لخوف ثم قال :" علمت كيف ! إنه يريد فعل نفس الشيء ! مثلما فعل لأختي ! يريد حرقك ! لكن .. لكن .. "
ارتعدت و قلت :" كيف ماذا تقصد ؟! كيف يكون هذا بمصلحة أبي ؟ أعني أن هذا سيكون نقداً للعقد .. "
رد الأمير :" بل بالعكس ! هذا العقد ! الأمر أشبه بحرق الجزء البشري منك أو شيء كهذا ، و لن تموت لأنك مثلهم تنتمي نسبياً للعالم السفلي ! و بهذا سيتمكن والدك من أخذك ! "  

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن