Part 5

454 47 3
                                    

صرخ دان فجأة :" لا تفعل " ، و ضرب يدي ليسقط الكأس

" هذا مؤلم يا صاح ! بربك ماذا تفعل ؟! " صرخت عليه و هو يحطم ما بقي من الكؤوس و يبعد السيدات الجميلات ، كانت نظرة خوف في عينيه ، لم أره من قبل هكذا ، استدار ناحيتي و سأل :" هل شربت ؟ أي رشفة ؟ " ، أجبت :" كلا لقد فاجأتني ، ما الأمر ؟ " ..

" ياي هذا القصر جميل ، لكن أين بابا ؟ "

نظرنا بصدمة للأمير الذي بدأ يتحدث بصوت طفولي و يركض بالأرجاء !

صفع دان جبينه و قال :" تباً لقد تأخرت ! " ، أنا لا أعلم ما الذي يجري فليشرح لي أحدكم !

قال دان :" أنت ! ابق عند الأمير و أنا سأتدبر أمر هؤلاء " ..

" هؤلاء ؟ " قلت لأجد كل النساء قد تحولن لمخلوقات سوداء بشعة ، و الملك أيضاً ، أطلقت صيحة ، و صفعت خدي ! أهذا حلم ؟

" سالي ! أين بابا ؟ " لم أدر وجهي بعد لأجد الأمير يعانقني ، و ينظر لي بعيون كالجراء الصغيرة ، أطلقت صيحة أخرى و حاولت ابعاده ! ، أنا لا أعلم بمَ أركز ! بدان الذي يخوض معركة ضد أنظار السحر ! أم بالأمير الذي أظن أنه فقد عقله؟!!!

كان يبدو أن دان في حالة صعبة ، لا يستطيع قتالهم لوحده ! و سحره ليس قوياً ، مع أنه حطم الأثاث فيهم ، و استل سيفاً من التي كانت للزينة ! إلا أن عددهم أكثر ، عليّ أن أفعل شيئاً ..

أمسكت بيدي الأمير و هززته و قلت :" افعل شيئاً يا هذا ! أخرج تلك النيران الزرقاء ! و دمرهم كما فعلت بالشجرة ! ألا يمكن لسحرك أن يساعد الآن ؟ " ، نظر الأمير بفضول و كأنه لا يفهم ما أقول ، ثم ..

ابتسم ببراءة و بدأ بأرجحة يدينا ، أيريد اللعب في هكذا وقت !؟ علينا أن نساعد دان !

ضحك الأمير و قال :" سالي لمَ قصصتِ شعرك ؟ هل هذا بسبب أن بابا غاضبٌ منكِ ؟ " ، اتسعت عيناي من الدهشة و صرخت فيه :" هل أبدو لك كفتاة !!! " ، ضحك على ردة فعلي و عانقني مرة أخرى ، و قال :" سالي دائماً مضحكة ، لا تذهبي الآن ، اروي لي قصة ، أريد أن أنام " ، تثاءب و وضع رأسه على صدري ، رغم الصدمة إلا أحسست بشيء غريب ، غط الأمير بالنوم فجأة ، و لم يعطني وقتاً لأفهم أي شيء ..

و قبل أن أنتبه للأمر ، أمسك دان بيدي و سحبني لنفر هاربين ..

حمل الأمير كطفل بين يديه ، و أنا أركض خلفه ، حينما خرجنا من القصر ، سمعت صوت صرخة ألم ، و بعدها حُرق القصر و اختفى ، كالرماد ...

توقفنا لالتقاط أنفاسنا في البستان ، وضع دان الأمير تحت شجرة برتقال ، و راقبناه و هو نائم ، يبدو كالملاك ، لكنه بروح شيطان -_- ...

وجهت نظري لدان الذي تنهد بقوة و جلس على العشب ، كان تعباً بحق ، و سألته :" ما كان كل ذاك ؟ " ، ضحك دان و كأنه ارتاح ثم قال :" أنظار سحر " ، نظرت باستخفاف و قلت :" أعلم ذلك " ، سكت دان و أخذ نفساً عميقاً، ثم قال :" لا أعلم كيف أشرح ، لكن ذلك العصير يفقد الذاكرة ، يعطونه للزوار حتى يتسنى لهم البقاء قدر ما يريدون ، و بعدها يلقون حتفهم " ، سكت دان و عض على شفته السفلى ..

نظرت للأمير و قلت :" ماذا عن الأمير ؟ هل سيبقى فاقداً للذاكرة ؟ و أنا أظن أن ما حدث ليس فقداناً للذاكرة " ، نظر إلي و قال :" أنت محق ، لم يفقد ذاكرته بالكامل ، هذا يعني أنه لم يشرب كثيراً من العصير ، لهذا لا بأس سترجع ذاكرته بنهاية اليوم ، فمفعول العصير يستمر ليوم واحد ، لهذا يعدونه يومياً " ..

جلست بجوار دان ، و قوست شفتاي ، هذا ليس شيئاً جيداً فأنا لا أعرف بمَ كان يهذي الأمير ، قهقه دان و قال :" أتظن أنه كان ظريفاً عندما كان طفلاً ! من تصرفاته السابقة أظن أنه بريئاً و لطيفاً " ، أكملت عنه :" آه نعم و بعدها أصبح بغيضاً و فظاً و كريه الرائحة ! " ، لم أنهِ كلماتي لأضرب بشيء على رأسي ..

حككت رأسي و نظرت للخلف ، و قلت :" هيه ! هذا مؤلم " ، كان الأمير خلفي ممكساً بحذائه الثاني مستعداً لضربي ، حيث أنه رمى الأول قبل قليل ، قمت بسرعة و احتميت بدان ، و صرخت :" طفل سيء ! " ، اشتعل الغضب فيه و رأيت نيران زرقاء في يديه ، صرخت و عانقت دان أكثر ..

" دان ساعدني ! لقد جن جنونه !" قلت و أنا أحتمي أكثر ، أخذت نظرة خاطفة لأرى أن وجه الأمير أصبح محمراً ، و كان يحك رأسه و يشد شعره كالمجانين ، هل هذا تأثير العصير ؟

تنهد الأمير و قال بوجهه المحمر :" هذا يكفي لست غاضباً الآن ، قل لي ما حدث بالضبط ؟! " ..

قلت له بسخرية :" أتعني عندما أصبحت طفلاً " ، أخذت الضربة الثانية على جبيني ، بربه ! ممَ مصنوع حذاؤه ؟!

ثم قال بنظرته المخيفة :" لا تنس أني كنت أتحدث إليك بصيغة الفتيات ! " ، احمر وجهي و صرخت :" أنت تتذكر !! إذن لمَ تسأل ؟! "

سكتنا قليلاً ، لنعيد وزن الأمور ..

ثم تحدث دان :" إذن هل تعرف من هي سالي ؟ التي يبدو أنها تبدو كآران في ذاكرتك ؟ "

هز الأمير رأسه نفياً ، ثم قلت :" ربما ذكرى اخترعها ؟ أعني أننا سمعنا الاسم من تاليا ! و يبدو أن العصير سبب تلك الأوهام ؟ "

نظرا بذهول إليّ ، فتابعت كلامي :" لا عليكم ، أعلم أني غبي "

أطرق الأمير لحظة يفكر ، ثم قال بعد فرق أصابعه :" لا، لا أظن هذا ! هناك شيء في ذاكرتي مفقود ! و أنا أظن أن له علاقة بسالي هذه ، أو أياً تكن " ...

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن