Part 9

449 42 6
                                    


  بعد أن حاصرنا الحراس الورديون ، قادونا لقصر منفوخ ؟ أعني أنه كشيء بلاستيكي منفوخ و يطوف قريباً من الأرض ، و وردي اللون أيضاً ، لاحظت حتى وجود بعض الأوتاد في الأرض مربوطة بحبل لتثبيت القصر ، و الأرض التي كنا نسير عليها كانت مطاطية ، تجعلك تقفز في كل خطوة ، لو لم نكن محاصرين لربما قضيتها بالقفز العشوائي ، لأن الأمر يبدو ممتعاً ...
أرضية القصر لم تكن مختلفة كثيراً ، لكن أشعر بأنها ستنفجر إن خطوت خطوة خاطئة ، بعد تخطينا الباحة ، أصبح كل شيء حجرياً ... كأننا انتقلنا بين عالمين ؟ و تغير لون دروع الحراس أيضاً ! دخلنا لغرفة العرش و كنت مستعداً لحركتي المعتادة بالتوسل للاعفاء عن حياتنا ، لكن ...
الملكة ... طفلة ، صغيرة ، كانت ترتدي فستاناً كملكة أوراق اللعب ، شعرها وردي بتسريحة غريبة ، لكن مهما نظرت لها فهي .. لطيفة ! تبدو كالدمى ! الدمى الجميلة ! أريد أن أقرص خديها و أن أداعبها ، لو تزوجت فأتمنى أن أحصل على طفلة بهذه اللطافة ! تباً أين سرحت ؟! ..
نظرت إليّ بامتعاض ، ألطف نظرة رأيتها في حياتي ، و أشارت لي بصولجانها قائلة :" ما بال نظرتك أيها الشاب !؟ " ، شعرت بالخجل ، يبدو أنني صنعت وجهاً غير جيد ، قلت بارتباك :" امم في الواقع ، تبدين لطيفة ... " ، ظهرت امارات الفرح على وجهها ، و فغرت فاهها ، لوحت بصولجانها و قالت :" كياا سيدي أنت اللطيف .. هذه أول مرة أسمع هذا الاطراء ، هيا هيا فكوا قيودهم سليعبون معي من الآن فصاعداً " ، نفذ الحراس ما طلبت ، ثم خرجوا من الغرفة بدون أي كلمة ...
حركت صولجانها في الهواء ، فامتلأت الغرفة بألعاب و دمى و كرات ، و تغير لونها ، ألوان متعددة ، تغير نفسها كل فترة .. ، كل جدار لون مخلتف ، يا الهي هذا يصيبني بالدوار ..
صفقت يديها و قالت :" و الآن لنلعب ، لكن فلنتعرف أولاً ، أنا الملكة نانا ، ملكلة القلوب ، و كل ما ترونه هو ملكي ، و كل ما يدخل القصر ملكي ، و لن يخرج منه أحد حتى نفاذ روحه "، قهقهت بلطافة و تابعت :" أنا لا أمزح ، لذا أزيلوا هذه النظرات الخائفة " ، ازدردت ريقي و تبادلنا النظرات أنا و الأمير و دان ، هل هذه هي نهاية رحلتنا ؟
صرخت :" عاااا ! كلا ! ما زلت شاباً ! و لم ... "
" و لم أتزوج ! على الأقل دعيني أحصل على عائلة أو أصدقاء ! عاا حياتي قصيرة ! " قال الأمير ، و تابع و هو ينظر لي :" هذا ما كنت ستقوله صحيح ؟ لقد حفظته عن ظهر غيب ! " ، حدقت به و قلت بلهجة مستفزة :" كلا .. جزء العائلة احذفه ، لأني بالفعل علمت أن لي خال مثلك " ، صرخ في وجهي :" لا تنظر لي بهذه الطريقة أيها الأحمق ! " ، أغلقت أذني بأصابعي و كررت :" للا للا للا ، هناك حشرات تزعجني " ، للحق تمنيت لو لم أفعل هذا ، لأن الأمير وخزني بنيرانه ، صرخت بألم :" لمَ فعلت هذا !؟ " ، رد :" أستطيع استخدام سحري كما يحلو لي ، و بالأخص على ابن أختي ، صحيح ؟ " ..
ضحكت الملكة :" أأنتما دائماً هكذا ؟ لطيفان " ، رنت جرساً كان معلقاً حول خصرها ، و دخلت الخادمات من كل الأبواب و أحضرن أنواعاً جميلة من الطعام ، دقائق و كانت أمامنا مائدة مكتظة بأروع أنواع الطعام التي لم أر مثلها سابقاً ، سال لعابي ، و تقدمت بسرعة للجلوس ، سحبت لي الكرسي خادمة جميلة جداً ، شعر أشقر و عينان خضراوان ، و جسم رائع ، تباً إنها مثيرة ...
جلسنا للمائدة و التهمت ما أمامي بشراهة كالمعتاد ، كأني لم آكل من سنين ، رغم أنها ساعات قليلة فقط ، كانت الخادمة السابقة تقدم لي الأطباق ، و تساعدني في تقريب الطعام ، صبت لي العصير و سألتني إن كنت أريد شيئاً آخر ، كانت ابتسامتها بارعة في الجمال ، من بداية الرحلة كل ما رأيته هو فتيات صغيرات ، ثم تأتي هذه ، هذا هو النعيم أليس كذلك ؟ قهقت بظرافة ، احمر وجهي و ارتبكت ...
بعد أن تم تنظيف المائدة ، بقيت الخادمة الظريفة معنا ، يبدو أنها خادمة خاصة ؟
حان وقت اللعب ، طاردنا الملكة حول الغرفة ، مع الكرات التي تتساقط حولنا من اللامكان ، و أقواس قزح التي أمكنني التزحلق عليها ، كانت الدمى تتحرك و تعيق عملية امساكنا بالملكة ، مثلما قالت كل شيء تحت امرتها ...
و الخادمة الظريفة معنا أيضاً ، استطاع دان امساك الملكة عدة مرات ، لكنها أفلتت منه في كل مرة ، كان الأمير يمشي بتثاقل ، لا يريد اللعب واضحة ، لكنه سقط عدة بسبب الكرات و التفت حوله أقواس قزح و قيدته ، هرب بصعوبة ، مشاهدته و هو يهرب من كل الأفخاخ مضحكة ، شعره تبعثر في كل الاتجاهات ،أصبح الآن صبيانياً أكثر ، في كل مرة أحاول الضحك عليه كان ينظر لي كالوحش ، أقسم أن بعد انتهاء هذه المهمة سيقضي عليّ ..
دقت الساعة التاسعة و تحولت الغرفة لكرة عملاقة خضتنا ، و سقطنا أرضاً تعبين ، خمس ساعات من اللعب المتواصل ، رغم أنني شخصياً استمتعت ، إلا أني أرى هذا بداية عذاب لا فرح ، كان الأمير يصارع أنفساناً للوقوف ، و دان جلس يلهث ، سقطت الخادمة الظريفة في حضني ، شعرت بالاحراج ، كان جسدها ساخناً و تتنفس بصعوبة ، الكل تعب حقاً ...
صرخت الملكة في فرح :" هوررراي ، لنلعب مجدداً و مجدداً و مجدداً .. " ...
شهق الأمير ، ضحكت بقوة بعد سماعه ، قال الأمير :" هيه ! أنا لن ألعب ! " ، غضبت الملكة ، تحول شعرها للأحمر و قالت :" إن لم تلعبوا فسأحرقكم ! " ، قال دان و هو يحاول التقاط أنفاسه :" بعد .. بعد .. أن نرتاح ... " ، و سقط على ظهره ، نفخت الملكة خداً و قالت :" حسناً ، سأعود بعد ساعة و يجب أن تكونوا مرتاحين " ، و اختفت في لمح البصر ...
كانت الخادمة ما تزال بين يدي ، رفعت رأسها و نظرت لي و قالت بوجه محمر :" اووه عذراً أيها الشاب ، لم أنتبه لنفسي " ، ارتفعت الدماء إلى وجهي و انفجر رأسي خجلاً و قلت :" لا، لا عليك " ، ابتعدت ببطء ، ثم ابتسمت لي و قالت :" هل لي أن أعرف من أنت أيها الشاب النبيل ؟ " ، قالتها بلطف ، أشعر أنني سأذوب من ظرافتها ، كنت سأتكلم إلا أن ..
" أهذا أحسن ما عندكِ ؟ آران يستطيع التمثيل أفضل منكِ ! " قال الأمير ..
تغيرت ابتسامة الفتاة ، و قالت :" مَ ، ماذا تقصد ؟ " ، اقترب الأمير منها و نظر لها بنظراته المخيفة المعتادة ، و قال :" تعلمين ما أقصد ! " ، حدقا في بعضهما لفترة وجيزة ، ثم تغيرت نظرة الفتاة لنظرة خبيثة ؟ و قالت :" اووه يبدو أنك اكتشفت أمري أيها الأمير الوسيم .. " ...  

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن