اكسترا 1

222 24 0
                                    

مر قرابة العام و النص عام منذ آخر أحداث ، دعانا الملك لحفلة خطبة ابنه ، و لأول مرة أكون مع الطبقة النبيلة و ليس كحداد فقير ...

اكتشفت أن كل النبلاء كانوا يعلمون بكوني حفيد الملك ، لذلك كانوا يشترون مني ! لقد أُهنت كحداد يزاول مهنته من سنين طويلة !

دعونا من هذا ، فمنذ رجوعنا من المهمة الأخيرة و الأمير يساعدني على التدرب للتحكم بقوتي ، لم أحرز أي تقدم سوى في التحكم بمتى تخرج النيران ، لا أتحكم بكميتها ولا أستطيع تركيزها في نقطة معينة ... هذا صعب للغاية ! أريد أن أكون كالأمير و الملك في قدرتهما ... السحر الملكي صعب من الأصل فما بالك بنظيره !

في اليوم التالي لخطبة الأمير جانميد من ليندا ، أيقظني الأمير من الفجر للتدرب في الساحة ، أظن أن هذا بسبب توتره ... فهو ليس على طبيعته منذ أن أعلن أنه سيخطبها ، فوجهه متورد دائماً و يبتسم طوال الوقت كالأحمق ، لكنه يضع الوجه القاسي عندما ننتبه له ... عليك أن تراعي وجود عازب وحيد للأبد معك أيها الحقير !!!

لنترك فكرة أنني لن أتزوج ما حييت أو لن أجد الحب أصلاً ، فقد بدأت أتقن بعض المهارات السحرية ، إذا قلنا أنه سحر ..

لكن الأمير كان ينظر لي بطريقة غريبة ، و كأنه يريد أن يقول شيئاً ولا يعلم كيف ... الأمر أربكني ! لذا صرخت :" ما الذي تريد قوله ؟! هذا يوترني ! " ، و كنت ضامماً صدري بيدي ..

احمر وجه الأمير و ضرخ :" لا تجعل الأمر يبدو كأنني سأفعل شيئاً سيئاً " ... سكت لبرهة و ثم تنهد و جلس على الأرض ، دون أن يعترض أنه سيتسخ ... حك رأسه كما يفعل عندما يكون متوتراً أو يفكر بشيء مهم ... ثم قال :" إن أبي .. يريدك أن ... أعني يريدننا أن نذهب لمملكة ليندا ! نعم مملكة ليندا ! فهو أمر مهم ! " لو أنه لم يضع الوجه الغبي على آخر جملة لصدقته ..

جلست مقابله و قلت :" أنت تكذب ... تكلم الحقيقة " ، نظر للجانب و قال :" أنا أقول الحقيقة " و خجل و تابع :" فكما تعلم ، أنا العريس ، و يجب أن أزور مملكة عروسي .." ، أخذ يتصرف كالعذراوات الواقعات في الحب من فترة وجيزة ، هذا الفتى يغضبني !

كنت سأضرب رأسه ، و قلت :" أيها الأحمق لا تخبرني أن كل هذا التوتر بسبب شيء كهذا ! لا تتصرف بهذه الطريقة أمامي ! عليك أن تراعي أنني عازب بائس وحيد ! "

" إذاً ما رأيك أن تتزوجني أيضاً " كانت تلك ليندا ، أعلم أنها تمزح أحياناً بهذا الخصوص ، لكن أحياناً تكون جدية ...

صرخت :" كلا لن أفعل ! لن أتزوج فتاة لديها شخص آخر "

قال الأمير بوجه مشمئز :" مقرف تريد الاحتفاظ بها لنفسك "

صرخت :" و أنت أيضاً ! لا تكمل مزاحها ! "

" إنه محق ، فتعدد الأزواج ليس جميلاً " و كان هذا منقذي و صديقي المفضل !

التفت و كنت سأقفز من الفرحة لرؤيته :" دان ! " .. كان يقف بهيئته الرائعة ، يحمل كيساً كبيراً غريباً ، ضحكت ليندا و قالت :" إذاً لن تتزوجني أنت أيضاً يا دان ؟ " ، ضحك بخفة و وضع الكيس على الأرض و قال :" كلا لأنني بالفعل متزوج "

صرخت : " مااااذااا ! يا خائن ! كيف تخفي شيئاً كهذا عني طوال فترة صداقتنا ! هذا .. هذا يعني أنني الوحيد العازب هنا ! خونة ! " ، فضحك ثلاثتهم ، الخونة !

ثم نظر دان إليّ ثم إلى الأمير ، ثم سأل الأمير :" ألم تخبره بعد ؟ " ، أشاح الأمير وجهه ..

سألت :" يخبرني ماذا ؟ " ، سكت دان لوهلة ، ثم تردد بالإجابة ، لكنه تحدث أخيراً :" الملك ، يريدك أن تذهب لوالدك ... "

شهقت ، و أحسست بقبضة في قلبي ، ثم قلت ممتعضاً :" ألهذا كان دي و دام معه البارحة ؟ رأيتهم يتحدثون بمكان منعزل و لم أسمع شيئاً ... لكن أحسست أن هناك شيئاً خاطئاً .. " ...

قال الأمير :" آسف ، لم أستطع إخبارك ، فأنا أعلم أن أبي ليس بالرجل الصالح الذي يبدو عليه ، ولا أعلم ما يخطط لفعله ، لكن أوامره تبقى أوامر ... سنأخذك لوالدك في طريقنا لمملكة ليندا ... فنحن لا نعلم كيف نصل له .. لكن هذا ما أطلعني عليه أبي ... "

علقت الكلمات بحلقي ، و قلت بثقل :" سأفكر .. أعني .. ليس .. " ، حبست دموعي و ركضت هرباً منهم ...

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن