تفقدت ليندا الطريق قبل أن تشير لنا باللحاق بها ، صعدت على السور و لوحت لنا بمرح ، إنها مستمتعة !
خنَّ الأمير و قال :" إنها ظريفة ! أليس كذلك ؟ " ، قبل أن يلحق بها لمحت بريقاً غريباً في عينيه ، لا تقل لي أنه وقع في حبها حقاً !
بقيت في مكاني متصلباً أحاول تحليل ما يحدث ، ثم أمسك بي دان من خصري ، و رفعني بين ذراعه و قال :" علينا أن نسرع "، صرخت :" أستطيع الركض لوحدي ! " ..
تسلقت السور ببطء ، كان دان و البقية ينتظروني في الأسفل ، كنت خائفاً و أرتجف ، لا أظن أني سأستطيع القفز من ارتفاع كهذا ! أعني أنه على الأقل يبدو كخمسة عشر متراً ! إلا إذا كان أكثر ، لوح لي دان في الأسفل و نادى :" اقفز ! سألتقطك ! " ، شعرت بالخجل قليلاً ، أبدو كطفل بهذه الحركة ، لكن أخذت نفساً عميقاً ، ثم قفزت ..
التقطني دان بكلتا ذراعيه ، ارتفعت الحرارة لوجهي ، أشعر بالاحراج ، ضحك دان و قال :" أنت أخف كثيراً مما تبدو ! لذا لا تقلق " ، أينبغي عليّ أن أشعر بتحسن بعد جملته ، الأمر محرج أكثر ، بالأخص أنه يحملني كأميرة ، و اااه أريد الموت حالاً ، لحظة ليس الآن ...
أنزلني على الأرض ، و بدأنا بالركض ، قبل أن نصل للغابة أمامنا ، نظرت نظرة أخيرة للقصر ، الذي بدأ يومض بكافة الألوان و يتحرك كلعبة مطاطية ، هل اكتشفت رحيلنا ؟ أشعر بالشفقة عليها ، فهي وحيدة في ذاك القصر ..
رميت أمرها جانباً مع بعض الحزن و ركزت على التقدم للأمام ..
داخل الغابة كان يوجد طريق طويل ، يبدو بلا نهاية ، أوقفنا عربة تسير، عربة بائع حليب ، سمح لنا بالصعود و جلسنا بين تنكات الحليب ..
صفقت ليندا و قالت :" وووه أرأيتم ذلك ؟ لقد كانت تلك أروع عملية هروب لي ! عااا أنا أحبكم " ، ضحك الأمير و قال :" أرى أنك معتادة على الهروب ؟ " ، هزت رأسها ايجاباً ، و أكلمت الحديث بطبيعية مع الأمير ، و الأمير كان يضحك معها ! أين ذهب ذلك المتبجح !!!؟
التزمت الصمت و بقيت أحدق بهما ، ضممت ركبتي لصدري و أظهرت علامات الانزعاج لهما ، قهقه دان بجانبي و همس في أذني :" أرى أن أميرنا وقع في الحب أخيراً ، ما رأيك ؟ " ، استشاط غضبي و قلت :" أرى أننا لا يجب أن نثق في هذه الفتاة ! كيف تعلم كل شيء عنا ! و كيف ؟! ااه ! " ، نظرت لي و قالت بظرافة :" سأخبرك بكل شيء ، بعد مساعدتي بالطبع ! " ، ثم ابتسمت ابتسامة براقة ، إنها تثير أعصابي ..
قال لنا بائع الحليب :" إلى أين تريدون النزول ؟ إذا كانت المملكة أمامنا فلا أظن أنه يمكنكم الدخول ، فهم لا يسمحون للذكور بهذا " ، ردت ليندا عليه :" لا عليك فقط أوقفنا في مكان قريب " ، هز رأسه موافقةً ..
نزلنا في مكان يسمح لنا برؤية بوابة الممكلة ، ودعنا البائع و شكرناه ، قدمت له ليندا بعض الأموال ، التي أظن أنها سرقتها ، ثم اختفى في الأفق بعيداً عنا ...
أدارت ليندا وجهها لنا و قالت :" و الآن ، سألبسكم أجمل الثياب ! " ، نظرت لها باستغراب و قلت :" ماذا تعنين ؟ " ، ردت :" ألم تسمع الرجل قبل قليل ؟ الذكور لا يسمح لهم بالمرور ، لذا ستلبسون كالفتيات ! " ، صرخت محرجاً :" ماذا ؟ّ! لا يمكن ! " ، أمالت رأسها و سألت :" لمَ لا ؟ الأمير ظريف و يشبه الفتيات ، أما أنت نحيف و كتفاك ليسا عريضين ، و تشبه أمك على ما أظن ، تحتاج فقط شعراً مستعاراً و بعض اللمسات التجميلية ، و ستكون أجمل فتاة بيننا ، أما بالنسبة لدان ... صدقني سيمر بسهولة " ، احمر وجهي و قلت :" كلا لن أقبل ! و ماذا تقصدين بدان سيمر واضح أنه الأصعب ! و أيضاً كلا كلا ، أنا رجل و لدي كرامتي " ، نظر لي الأمير باستخفاف و قال :" أي كرامة ؟ كرامتك و أنت تتوسل لأي شخص ؟ " ، اشتعلت النيران في رأسي ...
كنت سأستمر في المعارضة ، لكن تمت هزيمتي ، و الآن أنا أرتدي فستاناً ، قلت و أنا أموت من الخجل :" ستندمون على هذا ! " ، ضحك الأمير و ليندا ، أما دان لم يعط أي اعتراض ! يرتدي فستاناً و يبدو مرتاحاً !!! شعرت أني سأبكي بسبب الاحراج ، ثم قلت بعيون رطبة :" حقاً ستندمون " ، و أخفضت رأسي محاولاً امساك دموعي ...
اتسعت أعين الجميع و هم ينظرون لي ، ثم قالت ليندا :" قلت لكم ! سيكون الفتاة الأجمل !! " ، كانت تنظر لي بنظرتها المنحرفة الغبية تلك ! أما الأمير فقهقه و قال :" تباً ، إنه ظريف بالفعل ! و يشبه أختي بالفعل " ، الأمر زاد من احراجي ، نظرت لدان طالباً الوقوف بصفي ، لكنه رفع ابهامه و قال :" صدقني تبدو أجمل من الأمير الآن " ... لقد هُزمت !
جرّوني منكسر الخاطر وراءهم ، و عندما وصلنا للبوابة ، كانت الحارسات ، عملاقات ! أعني أنهن أطول و أسمن من دان ! و لديهن عضلات ، أظن أنها صدقت عندما قالت أن دان سيمر ، كنت أرتجف ، نظرت إلي احداهن نظرة غريبة ، ثم قالت :" يالك من ظريفة ! أتريدين بعض الحلوى ؟ " ، لقد طفح الكيل ! سأهرب بما تبقى من كرامتي !
لكني بقيت مكاني أرتجف من الاحراج أكثر و لم أتحدث ، قالت الحارسة :" ما بها ؟ أهي خرساء ؟! " ، سأبكي صدقاً إن استمر الأمر هكذا ، أمسك الأمير بكتفي و قربني له و قال :" أعتذر لك ، لكن أختي خجولة جداً ، و لا تستطيع التعامل جيداً مع الغرباء " ، قوست الحارسة فمها و قالت :" همم هذا لن ينفعها في القصر ! " ، قلت بصوت مرتجف :" الـ..ـقـ..صر ؟ " ، ردت :" أجل ؟ ألستن هنا للعمل هناك ؟ " ، قفزت ليندا في المحادثة :" أجل نحن لهذا السبب ! " ، نظرت لنا بتمعن و قالت :" حسناً انتظرن هنا حتى أفتح البوابة " ...
أنت تقرأ
Blacksmith
Fantasyالسحر كالبطاقة الاجتماعية .. تعيش فقط بالسحر لكن الملك الآن يريدني في مهمة .. ما هي و كيف يمكن لحداد فاقد القدرات السحرية مثلي أن ينفذ هذه المهمة