اكسترا 2

227 21 10
                                    


بعد أن هربت توقفت في منتصف المسافة بينهم و بين بوابة الحديقة ، ثم سألت :" لمَ لم تتبعوني ؟ " ، كانوا واقفين بدون حراك و أزاحوا وجوههم بدون اهتمام ، ثم قال الأمير و هو يضع خصلة شعره وراء أذنه :" هذا لأننا نعرف أنك ستعود بعد دقائق باكياً " ، فقلت غير مصدق :" لكن أليس لديكم على الأقل اهتمام بمشاعري حالياً ؟ أعني تلحقون بي و تخففون عني و تقنعوني بالمجيء و أوافق لأنه يجب علي هذا ؟ " ...

وقفوا ساكتين بعيون ناعسة و صوت صرصار الليل فقط مسموع ، رغم أني لا أعلم لمَ يصدر صوته بهكذا وقت ... لحظة هو يصدر الصوت دائماً لكن بسبب ضجة النهار لا نسمعه صحيح ؟ ما الذي أهذي به ؟ ...

عدت لهم خائباً مستسلماً مقوس الأكتاف حاني الظهر ، نعم كمجرم يسلم نفسه ...

في اليوم التالي أحضر إلي الخدم الملابس التي سأذهب بها للقاء أبي ... كان زياً ملكياً أسوداً مطرزاً بحرير فضي ، لم أرتدِ بحياتي شيئاً فخماً كهذا ! و للحق كان رائعاً عليّ ، أحسست بالوسامة لأول مرة !

لكن السواد تحت عيوني لا يذهب مهما حاولت ...

لا يهم ! عليَّ أن أتمتع بالقوة و ألا أهاب الآن ، فهو في النهاية أبي ، و لن يؤذيني .. صحيح ؟...

خرجت من الغرفة ، و وجدت الأمير يتحدث مع الخدم الذين سيضعون مستلزماتنا في العربة ، كان يرتدي زياً أبيضاً مطرزاً بحرير ذهبيّ ، جعلني هذا أشعر لوهلة بأنه نقيضي تماماً ...

انتبه لوجودي و نظر إلي ، ارتعشت ثم لوحت له بيدي لا ارادياً ، قلب وجهه غير سائل ! أشعر بالإهانة الآن ...

ثم جاءت ليندا ، بثوب ناصع البياض ، بدت كملاك يسير على الأرض ، تفاجأت حقاً فهي جميلة جداً ..

نظرت للأمير الذي وقف مذهولاً ، ثم تحول لون وجهه للأحمر ، قفزت ليندا و أمسكت بيده ثم دارت ، و قالت :" كيف أبدو ؟ " و ابتسمت ابتسامتها الجذابة ، قال الأمير :" فاتنة " ، ظننت أني رأيت بعض الأضواء حولهما ... ااعع أكره رؤية الأزواج و هم يتغزلون ببعض ... متى سأتزوج يا إلهي ...

بعد ساعة من التجهيزات و التحضيرات ، صعدنا العربة ، أخذ دان دور الحوذي ! فالسابق هرب عند أول مصيبة اعترضت طريقنا ! دان الشجاع متعدد المواهب ، إنه بطلي حقاً ..

انطلقت العربة بوتيرة مناسبة كي لا يقع أي شيء ... بعد فترة وصلنا للغابة التي بدأت أشجارها تتحرك كالسابق ، لكن توقفت عندما خرجنا من العربة ،و أخذنا نلوح حتى خرجت الفتاة الشبح ...

عانقتني ، ثم قالت :" تبدو أنيقاً ، هل كسبت الكثير من المال ؟ " ، هززت رأسي نفياً ، ثم قلت لها :" احزري ماذا ! سالي هي أمي ! " ، نظرت لي كأنني قلت شيئاً فظيعاً ، فسألت :" كم مضى على موتي ؟! " ، صرخت فيها :" كم تظنين عمري يا هذه ؟!!!" ، ضحكت و أجابت :" كنت أمزح " ، ثم تابعت :" أتعلم ربما لهذا السبب أشعر بسالي عندما أكون بقربك ، فأنا أبقى نائمة طوال الوقت ، لكن عندما تأتون يا رفاق أستيقظ فجأة ، و لا عجب أنني أرى طيفها فيك " ، قلت :" ماذا ؟! ترين طيفها هل هو هنا ؟ أعني مثلك شبح ؟ " ، هزت رأسها نفياً :" لا فقط صورة تأتي و تختفي ... " ، سألت :" هل من يموت بغير رحمة .. تبقى روحه عالقة مثلك ؟ " ، هزت رأسها غير عالمة ...

ثم قفزت بمرح و قالت :" و الآن لنلعب ! سنقضي يوماً ممتعاً ، أكيد جئتم لأجلي " ، قلت :" في الواقع ... نحن في طريقنا لمملكة هذه الفتاة " و أشرت لليندا ، قطبت الشبح حاجبيها ، ارتعدت و قلت :" لأنها ستتزوج الأمير ، لكن لهذه المناسبة سنلعب طوال اليوم معك ! صحيح يا رفاق ؟ " و نظرت لهم ، رفع دان ابهامه موافقاً ، و قفزت ليندا بفرح ، أما الأمير ... كما هو الأمير ...

حرفياً بقينا معها طوال اليوم نلعب ، حلفة الشاي و المطاردة و الغميضة ، كل لعبة مفضلة لها ، حاولنا قدر الإمكان ألا تتسخ ملابسنا ، نام الأمير من التعب أولنا ثم تبعته ليندا و دان ، و بقيت أنا في الظلام الموحش ، حتى أغمي عليَّ من التعب ...

استيقظت على أشعة الشمس ، كانت الغابة هادئة و أصبح بإمكاننا الآن متابعة طريقنا ...

Blacksmithحيث تعيش القصص. اكتشف الآن