جزء3

606 21 0
                                    


الماضي قبل أربعة سنين

كنت أقف مع صديقي سعيد وكان يحكي لي عن أخر رحلة له وما حدث فيها لكني لم أكن معه ولا أدري

ما يقول فعلا , فعينيا كانتا ترصد تلك الفتاة التي رأيتها في بداية العام الدراسي كنت أنا في السنة الأخيرة

لي في الجامعة فقد التحقت بالجامعة متأخرا سنتين وهي سنتها الأولى على ما يبدوا انتبهت الفتاة فجأة

لنظراتي التي لم أنوي بها سوى رصد تحركاتها وليس لفت انتباهها لي , وما أن التقت عينينا حتى أحسست

بشيء غريب تدفق من أصابع قدماي حتى شعر رأسي

أشاحت بنظرها للأرض بسرعة في خجل وعلى شفتيها ترتسم ابتسامة رقيقة , كدت اقفز فرحا حينها

هل هذا يعني أنها تعلم بنظراتي الدائمة لها كلما التقينا , هل يعني أنها تشعر بوجودي حقا

" هيه بحر ما بينك وبين تلك الجميلة لقد كشفت أمرك "

أخرجني صوت سعيد المزعج من نشوة سعادتي تلك فقلت بتذمر

" لاشيء بيني وبينها هل تراني واقفا معها مثلا "

قال متبسما " لا ولكني أرى نظراتك لها جيدا , كما يبدوا أنها منتبهة لوجودك هي أيضا , إنها من

الطالبات الجدد شقيقتي من نفس دفعتها هل أخدمك بشيء "

قلت بضيق واضح " بما تهذي أنت عن أي خدمة تتحدث "

قال بابتسامة ماكرة " أعني اسمها رقم هاتفها ترسل لها شيئا أبيض يسمونه ورقة "

نظرت له نظرة استهجان وتركته ومضيت

الحــاضر

يا لا سخافتي حقا هل ضننت أن عمها سيوافق على تزويجها لي حينها أنا أبن جابر

وبالتأكيد لن يترك الآن فرصة كابن شامخ يعقوب , ولكن ماذا لو رفض فلم يتحدث والدي شامخ في

الوصية عن ذلك يبدوا أنه متأكد من موافقته والغريب أنه تصرف اليوم وكأنه لا يعرفني هل نسي

وجهي يا ترى فقد مضت سنين على ذلك

رميت بالحجر العاشر بعد الألف في البحر وكأني أريده أن يجرب الألم مثلي ولكن شتان بينك

وبيني يا بحر فلم نتشابه سوى في الاسم وكتم الآلام

ميس

عدت اليوم من عملي مبكرا فلم تبدوا لي والدتي بخير صباح اليوم وحين عدت من المدرسة كانت متعبة

جدا , فتحت باب البيت بالمفتاح بعد أن وقع مني ثلاث مرات لا أعلم ما حل بي حمدا لله أنه لا يطاردني

أحد لكنت الآن في عداد الموتى

دخلت مسرعة باتجاه غرفتها وجدتها نائمة على سريرها بسلام اقتربت منها وضعت يدي أمام أنفها لأعلم

اشباه الضلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن