رنيم
لقد مر قرابة الشهرين على تركي تلك البلاد لم أرى خلالهم أحد من تلك العائلة ولا حتى
ابني ما أقسى قلبك يا غيث وها هوا يقترب وقت مهلة تركي هنا حسب شروط الوصية فما
سيفعله غيث يا ترى , آه ليته كان القرار بيدي لما كنت تركته هوا من يقرر ذلك طرقت والدتي
الباب ودخلت قائلة
" رنيم هناك امرأة تريد رؤيتك في الأسفل "
نظرت لها بحيرة وقلت " من هي "
قالت " لا أعلم لم تخبرني من تكون وتصر على رؤيتك "
وقفت وقلت " حسننا سأنزل لها حالا "
نزلت للأسفل فكان هناك سيدة في نهاية الخمسين من العمر تقريبا ويبدوا على
ملامحها المرض والتعب وصلت عندها فابتسمت ومدت يدها قائلة
" مرحبا يا ابنتي هل أنتي رنيم "
صافحتها وقلت " نعم ومن تكونين أنتي "
جلسنا فقالت " أنا والدة غيث "
نظرت لها بصدمة ولم ترمش عينيا فقالت
" كنتي تضنين أنني ميتة أليس كذلك "
قلت بدهشة " نعم ولكن كيف "
تنهدت بحزن وقالت " لقد كنت في السجن لسنين وخرجت منه منذ سنتين فقط "
فتحت فمي من الصدمة وقلت " السجن ... ولكن لما "
لاذت بالصمت ثم بدأت دموعها بالنزول وهي تحكي لي ماضيها منذ كانت شابة حتى
تزوجت وأنجبت غيث وطلقها والده وما حدث بعدها حتى اليوم وأنا في صمت من الصدمة
ثم تنهدت وقالت " وهذه هي حكايتي لقد عشت طفولة جعلت مني فتاة فاسدة جدا تزوجني شامخ
مرغمة بسبب والدي ولكن الزواج لم يردعني عن شيء كان ينقصني الحنان طوال عمري وكنت
أبحث عنه دائما عند الرجال ولم أجده لذلك كنت أتنقل بينهم كالتائهة حتى خسرت نفسي وابني
وكل شيء لقد أخبره والده أنني مت بعد أن دخلت السجن وكانت صديقة لي تأتيني بأخباره دائما
وبعد خروجي علمت أنه تزوج وعلمت الآن أن لديه ابن , بسببي كرهني غيث مند صغره
وبسببي خسر دراسته وكرهها رغم تفوقه "
قلت " وحسام من يكون "
قالت بحزن " إنه صديقه المقرب منذ طفولته لقد انتحر بسبب خيانة زوجته له مع صديقه "
ثم قالت ببكاء " دعيني أرى ابنه ولو لمرة في حياتي قبل أن أموت لأنني أعرف جيدا أنه لن
يسمح لي برؤيته لو علم بي "
قلت بأسى " لست أفضل حالا منك فقد حرمني غيث من ابني ولم أره منذ ولدته لقد قمتي
أنت تقرأ
اشباه الضلال
ChickLitقصه منقوله اجتماعيه يترك الاب وصيه بعد وفاته لابنائه الخمسه وعليهم تنفيذ الوصيه واذ لم ينفذوا فعليهم ان الاياخذوا حصتهم من الميراث