مرحلة جديدة

37 5 5
                                    

#بعد سنة ونصف...
لقد تحقق نصف الحلم،أجل.. بأن أكون طبيبة،رغم أني قد انتقلت لمدينة أخرى كي أتم دراستي فيها،مدينة عملاقة،ضخمة،سكانها دائمو العمل ولا يهتم أحد بك أو بما تفعله،كل شخص مشغول بحياته،وبين كل تلك الفوضى المنظمة والعمارات والمباني الهندسية،صرت أعيش مع رفيقتي إكرام(لقد ذكرتها سابقا في أحد الأجزاء) هي حبيبتي وأختي..لا بل أكثر من ذلك..فإلى جانب كوثر هي التي تواسيني داائما ونساعد بعضنا البعض في كل شيء،فالصديق وقت الضيق،،،
المهم،استأجرنا شقة صغيرة تكفي كلتينا،بها غرفتين احداهما للنوم والاخرى للأكل والجلوس ومطبخ وحمام ثم شرفة..
لم نعتد العيش في مكان اخر بعيدا عن أسرتينا،ياالهي كم اشتقت لامي وأبي،لكن من جانب اخر اردت ان اعيش تجربة العيش بمفردي مع احدى صديقاتي،،للأسف كوثر انتقلت الى مدينة اخرى كي تحقق حلمها في أن تكون شرطية ناجحة لذلك عليها القيام بتدريبات كثيييرة،لكنها تعيش مع أخيها ،لاااا بأس سنرى بعضنا في العطلة الصيفية،ونستمتع كعادتنا...

أيقظنا المنبه كالعادة في السادسة صباحا،وهانحن ذا قد بدأنا النزال من جديد،أزلت الغطاء عني ووضعته على اكرام التي حاولت بجهد اعاقة حركتي"لا..لا لن تستطيعي أن تسبقيني اليوم دوري في الاستحمام باكرا"صرخت ويدي على وجهها  فدفعتني الى السرير ثم ركضت نحو الحمام بسرعة واغلقت الباب،بينما ظللت مستلقية على السريرمتنهدة و شاعرة بالخسارة والذل،ففتحت باب الحمام ثانية والقت بنظرات الانتصار نحوي وقالت باستهزاء مخرجة لسانها " هممم..أنا أقوى منك لذلك ستظلين الخاسرة دائما ههههه انا الرااابحة!!" فامسكت بوسادة صغيرة وألقيتها نحوها وصرخت بتثاقل "شات اااب..لاتزعجيني بكلامك يا معتوووهة،وأسرعي كي لا اتأخر ثانية بسببكيييي !!" فدخلت لتستحم.

بعد دقائق، ذهبت الى المطبخ لأعد الفطور والقهوة،بينما ظلت اكرام تغني تلك الكلمات كالعااادة"يا سلمى،،يا سلمى
                   سأظل بطلة
                 يا سلمى..يا سلمى
                       سأغلبك دائماا هيهيهي "
ترددها وترددهاولا تصمت ابداا،أجل لأنها تغلبني دااائما فتسبقني للحمام،وهذا بفضل قوتها فهي كانت تتدرب على الملاكمة ماجعلها تملك عضلات،أما انا فأظهر كنملة صغيييرة امامها هههههه امزح.. امزح فأنا لا أعني ذلك بالتأكيد،

بعد نصف ساعة خرجت معتوهتي من الحمام،أحبها رغم كل ذلك،،فكلفتها بغسل اواني الأمس وترتيب المطبخ،لأنه حان دوري في الاستحمام،أسرعت في ذلك كي لا اتأخر،ثم انتهيت وخرجت لاتناول الفطور وقهوتي الصباحيةمع اكرام،وصل وقت الاستعداد للذهاب،وضعنا الكتب في حقائبنا وارتدينا ملابسنا ثم انطلقنا..

بعد انتهاء الدرس الأول(استراحة)

خرجنا من الفصل وبدأنا نتناقش حول المواد والمواضيع مع زملائنا،ثم اتجهنا نحو الكافيتيريا وتفرقنا،الا انا واكرام ،أخدنا وجبة خفيفة نستمتع بتناولها بينما نتحدث،وفجأة وقفت اكرام ووضعت حقيبتها قربي ثم قالت" أنا ذاهبة للحمام،انتظريني،ولا تذهبي لاي مكان،حسنا ؟" فحركت راسي موافقة لأن فمي كان مشغولا بالطعام ههه،بعد لحظات من ذهابها،جاء شاب وجلس قربي ثم قال لي " يا انسة..هلا تخرجين معي مساء في موعد غرامي؟" لم أنظر الى محياه لانني صدمت بعد ان سمعت كلماته،رفعت راسي للأمام دون ان انظر اليه ثم قلت له " انهض من ذلك الكرسي والا صفععتك امام كل هؤلاء الطلاب ساعتها سترى الموعد الحقيقي ..هيا بسرعة" فاقترب مني وهمس في اذني بينما ظللت متصلبة بسبب تصرفه المثير للاشمئزاز"انه مجرد حكم أمرت بفعله لذلك انا اسف"،التفت نحوه ثم صرخت في وجهه"ألم تروا غيري من الفتيات..هيا اغرب عن وجهي " لم يقل شيئا حينها،لكنه ظل رافعا يده معلنا الاعتذار.
شعرت بالغضب والاحراج في نفس الوقت بسبب نظرات الشبان والفتيات تجاهي،كنت أظن أن سبب تلك النظرات هو جرأة ذلك الفتى واقترابه مني داخل الجامعة لكنني لم اعرف السبب الحقيقي الا فيما بعد.عادت اكرام بعد عدة دقائق من الانتظار ولاحظت بدورها نظرات الطلاب،فسألتني عن السبب وسردت لها ماحدث قبل قليل،فاستغربت ثم انفجرت ضحكا،"ههههه كيف تجرأ واقترب منك ذلك اللعوب بالاضافة الى موعد غرامي واااو سلمى ماهذا الحظ ههههه " فضربتها على كتفها كي تصمت،فاعتذرت وسكتت.
بعد لحظات،عادت لتسألتني "بالمناسبة اين هو ذلك الشاب العجيب " فاستدرت الى الوراء و بحثت عنه بين الجالسين،و ثواني حتى ظهر لي حاملا كوب قهوة فاستدرت ثانية للامام وقلت لإكرام التي كانت امامي "انه في الخلف تماما،يرتدي قميصا أخضر،لم ارى وجهه جيدا،لكن الظاهر انه فاتح البشرة وله عينان واسعتان وشعر قصير شديد السواد  مع لحية.لماذا تنغزينني؟. . ماذا دهاك؟وماسبب تلك النظرات؟" فتحت عيناها وبدأت تنغز قدمي اليسرى تحت الطاولة،لذلك سألتها.فسمعت صوتا رجاليا هادئا ورائي "ممم أنت سريعة الملاحظة،تعجبني دقتك في تحديد الملامح" اااااه ماذا فعلتي يا سلمى انه هو،هو تماما ذلك الذي تحدثتي عنه قبل قليل،قرأت هذه الكلمات على وجه اكرام التي صدمت اثناء رؤيته وحاولت التلميح الى وجوده لكن ماذا سافعل،التفت ورفعت راسي نحوه بينهما ظل ممسكا بكرسيي والابتسامة لا تفارق وجهه،ياالهي لم ألاحظ تلك الوسامة،كيف لم افعل وانا دقيقة في تلك الاشياء،وسيم،وضاح للغاية،كل هذا يمر في دماغي بينما ظل ينظر الي بدوره،ثم عدت فجاة لوعيي
وقلت متأتئة ومحرجة "اه..اه ممم اه كيف تتجرأ ممم وتتجسس على حديثي مع صديقتي؟ وبالمناسبة من قال اني اتحدث عنك ؟"
"ومتى قلت انك تحدثتي عني يا انسة؟ اذن هذا دليل على ذكركي لي في حديثك !" قال بكل ثقة
شعرت حينها بالغباء والبلادة،يا الهي،ليتني لم اكلمه..قاطع سلسلة افكاري
"اين شردت ثانية يا انسة.."
فقاطعته بدوري " انسة..انسة لماذا تكرر نفس الكلمة كل دقيقتين او اقل؟؟،انت تزعجني،اضافة الى اني لم اسامحك على فعلتك تلك ."
قال "حسنا..حسنا أنا اسف،سأذهب الان،    اه وشكرا على الثناء " ثم غمز لي بعينه اليمنى وعاد الى مكانه،

صدمت،تفاجأت بعد حركته تلك،فأنا لم يغمز لي احد في حياتي،حتى عادل الذي كنت على علاقة معه لم يفعلها ابدا،لا اعرف ماذا سافعل الان لقد صرت تائهة،اما اكرام ههههههه المسكينة ظلت فاتحة فمها،لا تعرف بدورها ماذا حدث للتو،اكملنا وجبتنا ثم نهضنا دون ان ننبس ببنت شفة،واتجهنا نحو الفصل الثاني...

انتهى الدوام الصباحي،وعدنا الى البيت،ياااااالهي لقد تعبنا للغاية،سقطنا على السرير محاولتين اخد النصيب الاكبر من السرير(الصراع كالعادة)
استرحنا لعدة دقائق ثم نهضنا نحو المطبخ لاعداد الغداء
تناولنا الوجبة،ثم عدنا مجددا للجامعة...انتم تعلمون دروس ودروس،وبينما كنت استمع للمحاضرة شعرت بالنعاس،فوضعت كوعي على المقعد ويدي تحت خدي،فاستدرت الى اليمين بتثاقل و ظهر لي ذلك الشاب مرررة أخرى وراء زجاج القاعة مربعا يداه ومحدقا في وجهي فوثبت وثبة واحدة أزالت عني النعاس تماما" رباه..ماذا يفعل هنا؟؟؟؟" قلت بادنى صوتي لإكرام،فرفعت عنقها وبدأت تبحث عنه"أين.. أين ..هو ؟؟" الى ان رأته ثم لمحتني بتلك النظرات ،كممم اكرهها فنغزتها بكوعي لتنظر للامام دون اعارة الانتباه لذلك الغريب،لكنني فضولية

مايجعل الانسة سلمى تستدير نحوه مجددا،ممممم كم أنا غبية،سيظنني معجبة به. رفع يده معلنا التحية،وفجأة...

لا تنسوا اللايك
والتعليق فاراؤكم مهمة لاكمل القصة
احبببكم :-)       <3 <3 <3

حياتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن