ليلة الحقيقة

34 6 0
                                    

أنتهت جميع المحاضرات لدوام اليوم وعدنا للبيت..
دخلنا للشقة وكنا مرهقتين جدا،فلم نستطع اعداد العشاء لذلك قررنا الاستراحة قليلا ثم الخروج للتنزه وتناول وجبة في أحد المطاعم وسط المدينة،لا بأس علينا أن نستمتع أحيانا فأنا لا أريد امضاء ربيع عمري كله بين الكتب،رغم اني احب المطالعة.

المهم،دخلنا المطعم ثم توجهنا نحو طاولتنا و...تعلمون أكلنا الطعام ودفعنا ثمنه وانصرفنا الى الخارج كي نتنزه،وفي طريقنا تبادلنا أطراف الحديث "اكرام..ألا تلاحظين أن حياتنا انقلبت رأسا على عقب؟" قلت بينما كنت استنشق نفحات النسيم العليل
"كيف ؟لم افهم؟" قالت اكرام مستغربة من سؤالي
" لا أعرف.. لكن هناك شيء ما قد تغير أو ربما سيتغير..حدسي ينبؤني بذلك" قلت
"سلمى..بدوون فلسفة!! ماذا تقصدين؟؟" قالت وقد اعتلى وجهها غضب
" لا أعرف..لا أنا فقط اتكلم عن ما صرنا فيه،لقد تغيرت حياتنا بعد أن انتقلنا الى هنا ،كنا خجولات وخائفات من العالم كله،أما الان فالعكس صرنا جريئات وذوات قوة وعزيمة حقيقية،اليس كذلك؟" قلت بينما كنت انظر الى الجانب الاخر حيث يوجد الشاطئ
ردت "صحيح..هذا صحيح هيا لنعد للبيت فالجو بارد
فركت كتفاي ووافقتها الرأي وبما أننا ابتعدنا عن المنزل  اوقفنا سيارة اجرة لتوصلنا اليه،فسمعت رنين الهاتف وسحبته من الحقيبة "انها امي.." قلت .

حدثتها كعادتي ثم حدثت والدي بعدها... الاباء كعادتهم خاصة الامهات "هل اكلتي جيدا؟هل شربت كميات جيدة من الماء؟ماذا عن النوم هل نمتي جيدا اليوم؟"
"أمييي لم أعد صغيرة كي تفعلي هكذا..لقد تناولت الطعام لتوي مع اكرام في المطعم ونحن عائدتين للبيت..ماما وداااعا !"
"حسنااا بلغي تحياتي لاكرام لا تنسي!!"
"حسنا حسنا باااي"
فقطعت الخط بعد ان ودعتني بدورها،ثم اخبرت اكرام ان امي سلمت عليها

وصلنا للشقة،وبدأ هاتف اكرام كذلك بالرنين هههههه نعم انهن الامهات،حدثتها كذلك  لمدة طويلة فغيرت ملابسي واستلقيت على الفراش لأغفو، لكن اكرام ايقظتني وقااالت"هييي لم تدعيني اكمل كلامي صباحا..انهضي لاخبرك!!"
فصرخت بكل تثاقل" ماااذااا؟ دعي كلامك للغد،اريد النوم الان.."
"لن ادعكي حتى اكمل كلامي ياغبية"
نهضت وعدلت جلستي ثم قلت لها "هيا اذن..اخبريني! ماذا ستقولين ؟ هيااا !"
فنمت على شفتها ابتسامة عريضة ذكرتني بالشاب الغريب سليمان،وبينما بدأت في التحدث"قلت ان حظك..." قاطعتها قائلة "ااه لقد تذكرت،اريد اخبارك عما حدث معي اليوم مع ذلك الشاب الغريب الذي حدثني البارحة ...." فقاطعتني بدورها وردت "بالضبط..لقد اردت اخبارك عنه هو يا مثرثرة لن تدعيني حتى اكمل كلامي.."

"ماذا؟ بماذا ستخبرينني عنه؟"

"لقد اخبرتني الطالبات عن اسمه.."

"اجل انا اعلم،اسمه سليمان " قلت وقد شعرت بالملل

"من اين عرفت اسمه؟"

حياتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن