عاد وليد لمنزله بعد غياب يومين..وجد والده في الصالة.. ألقى عليه التحية..
وليد: سلام يا حاج..
صلاح: عليكم السلام..صايع وين ليك يومين؟
وليد بتافأف: كنت مع اصحابي، انت عارف الامتحانات قربت..
صلاح: انا مسافر بعد اسبوعين كدا، داير منك تعلم تبيان السواقه..
وليد وقد بدأ الغضب على ملامحه: شنوووو؟!
صلاح: ومش كدا وبس، من بكرة ح توديها معاك الجامعة وترجعها...
وليد: لالالا دا كتير كدا.. السواقه أوديها اي مدرسه تعليم سواقه..والجامعة عندك السواق يوديها ويجيبها..
صلاح: انا ما كلمتك علشان عاوزك تديني خيارات.. انا بأمرك وعليك تنفذ، او جيب مفتاح العربية هنا وامشو انت وهي مع السواق..
كانت صدمة لوليد الذي لا يود التعامل مع تبيان، لم يشأ أن يذيد الأمور سوء مع والده لذلك قرر الذهاب لغرفته بعد ان وافق مرغماً،،كان يتوعد في نفسه أنه سوف ينتقم منه..
كان يود عبور الممر نحو غرفته عندما أتاه صوت بكاءها، وهي تتكلم من بين شهقاتها وكان واضحاً أنها تبكي.. كانت تقول:
انا بس لو أفهم عملت ليهم شنو! والله كنت بحبهم شديد، وجايه من هناك متفاءلة،، ولو كل القصه أن وليد ماعاوزني كزوجة، انا مازعلانه، بالعكس نكون أخوان ..لكن لو في سبب تاني ياااارب أعرفو، علشان لو غلطت في حقهم أعتزر ليهم علشان يسامحوني،،كانت كلماتها تنحت علامات في قلب وليد الذي أبداً لم يضعف من كلمة أو يهزه موقف، فقلبه لا يعرف الرحمة أبداً،فتح باب غرفتها بهدوء وهو يود معرفة ذلك الشخص الذي تحكي له..إلا أنه ذهل عندما وجدها جالسة علي السجادة تناجي الله وتتضرع له، وقف يسمع بقية دعاءها: يارب لو زعلانين مني علشان حاجة انا ما عملتها يارب تسامحهم..وانا ماعاوزة أخرب حياتهم.. عم صلاح طيب، وانا ماعاوزة ازعلو ويطلق خالتو رجاء ياااارب ساعدني
اول مرة يحس بندم تجاه شخص ما،،خرج نحو غرفته وقلبه يكاد ينفطر،لقد سمعت كلامهم عنها ،وكانوا يتعمدون إذلالها، ويسخرون من تحملها لأسلوبهم، وهاهو يكتشف أنها تستحملهم لاأنها لا تود أن تكون سبباً في أي مشكلة بين والديه أو بينهم وبين والدهم ولا اي سبب في تدمير أسرتهم،، كيف لشخص أن يكون متسامحاً هكذا؟؟
**
لم تتمكن إحسان من النوم، فهي لازالت غير مصدقة ماحدث معها في خلال اليومين الماضيين..ماذا لو كان وليد يلعب بها؟! كيف تتصرف؟ ماذا ستخبر والدتها؟؟
كيف سيكون رد فعل أهل قريتها؟
علاقتها مع منى توترت جداً، يجب أن تقربها منها، ليس من مصلحتها عداوة منى فقد تبلغ أهلها عن تحركات إحسان ، يجب أن تحرص، سوف تطلب من المشرفة أن تبدل غرفتها، حتى تبتعد عن مراقبة منى...

أنت تقرأ
شر النفوس ولا الزمن
Художественная проза📝 بقلم: هبه محمد أصبحنا نعاني الكثير من المشاكل في عصرنا هذا وكل شخص يرى أن هنالك سبب في تلك المشاكل، بعضهم يعزوها إلى العولمة، وبعضهم الى الظروف، والبعض الآخر يرى أن الجامعات والدراسة هما السبب، لكن كلهم يتفقون في أن الجيل الحالي فاسد ولا يصلح لشئ...